الجمعة - 10 أيار 2024

إعلان

هل تجسّست اسرائيل على المحادثات النووية بين إيران ودول 5+1 ؟

المصدر: "النهار"
رام الله- محمد هواش
هل تجسّست اسرائيل على المحادثات النووية بين إيران ودول 5+1 ؟
هل تجسّست اسرائيل على المحادثات النووية بين إيران ودول 5+1 ؟
A+ A-

عقب اكتشاف اختراق الجدران الواقية في الفنادق التي استضافت المحادثات النووية بين إيران ومجموعة الدول 5+1، واحتمال تعرّضها لعملية تجسّس اسرائيلية، سألت صحيفة "اسرائيل هيوم" الاسرائيلية المقربة من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، عما اذا نجحت إسرائيل بالحصول على معلومات حسّاسة جدًا عن البرنامج النووي الإيراني.


فقد أفادت شركة التأمينات المعروفة "كسبرسكي"، يوم الاربعاء أنه بعد فحص عميق تبين ان جزءًا من مقرّات المحادثات على الاقل – "ثلاثة فنادق فخمة في أوروبا" – تعرضت لهجمات السايبر في الاشهر الاخيرة، و"لا يوجد اي مثيل لها في مستوى التطور". ولم تكشف الشركة عن اي فنادق يجري الحديث، لكنها اعلنت انّ "الفيروس الذي تم زرعه في اجهزة حواسيب الفنادق مسّ بعدد كبير من الجهات الاخرى. وتم الكشف عن الفيروس بالصدفة بعد أن انتبهت الشركة نفسها الى وقوع إخفاق أمني في منظومته".


وقالت الصحيفة "إذا ما وقع هذا الهجوم فعلا، لربما يجري الحديث عن فنادق في سويسرا، النمسا وألمانيا، حيث جرت جولات المحادثات في السنتين الأخيرتين. صحيح أنه لم تتضح حتى الآن، نوعية المعطيات التي تم كشفها في منظومة الحاسوب في الفنادق، لكن الشركة تقدّر أنّ حجم الهجوم كان كبيرًا، ويمكنه تمكين الجهة التي تقف خلفه، "جسم سياسي" حسب تقدير الشركة، التنصت وقراءة ملفات حساسة في أجهزة الحاسوب والهواتف".
واضافت "كما يبدو فقد شمل الهجوم الوصول إلى المحادثات في المصاعد وفي الغرف نفسها. ورغم ان الشركة لم تنطق باسم اسرائيل، الا انها أشارت في تقرير وفي بيان للصحافة انه "تم تنفيذ الهجوم برعاية دولة"، لأنها استخدمت رمزا سريًّا للبرامج يشبه جدا فيروس "دوكو"، الذي تم كشفه قبل عدة سنوات وقام باستخدام احصنة طروادة، للحصول على معلومات حساسة من اجهزة الحواسيب (مختصون دوليون نسبوا الى اسرائيل تطوير هذا الفيروس وإدخاله إلى الحواسيب الإيرانية).


ووفقًا للشركة، فان "مثل هذا التطوّر بشن هجمات بواسطة برامج مضرة (Malware) لا يملكه جناة السايبر المعروفين، ويتلخص ثمن هذا الجهد كما يبدو بـ 50 مليون دولا".


يشار الى أنّه في شهر كانون الثاني الماضي، تمّ الكشف عن اختراق افتراضي بواسطة "دوكو" لأجهزة الحاسوب في بولندا، اثناء اجتماع زعماء العالم لاحياء الذكرى السبعين لتحرير معسكر الابادة النازي اوشفيتس.


وأشارت الشركة بشكلٍ لا لبس فيه، الى "ان الحديث يجري عن جهود لجمع المعلومات سرًّا، قامت بها اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية، ووفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال" التي كشفت القضية، فإن "التحقيق الداخلي للشركة يشير إلى الهجوم باسم ("Duqu Bet"استعمال الحرف ب بالعبرية.) وحسب التقرير فقد بدأ جهاز المخابرات الاميركي FBI ، بفحص تقرير الشركة، ايضا بسبب ادعاءاتها بأن جهات من الولايات المتحدة تعرضت لهجوم السايبر. مع ذلك، فإنّ سلطات القانون في الولايات المتحدة لم تؤكد وقوع الهجوم".


وفي مقابلة مع مجلة "WIRED" قال مسؤول كبير في الشركة هو كوستين رايو أن "الحديث يجري عن احدى اقوى الهجمات التي شاهدناها". وفي ردّه على الاشتباه بأنّ بداية الهجوم على الفنادق كانت قبل ثلاثة أسابيع من اجراء جولة المفاوضات، قال: "يصعب علي التصديق ان الحديث يجري عن مجموعة من الصدف. من الواضح كالشمس أنهم أرادوا التجسّس على هذه اللقاءات".


وكانت وسائل الإعلام الأجنبية، ذكرت ان اسرائيل نجحت العام 2010 بإدخال فيروس Stuxnet الى المنشأة النووية الإيرانية نتنز، ما ادى الى تدمير آلاف اجهزة الطرد المركزي. وادّعى المسرّب الاميركي ادوارد سنودان، ان "اسرائيل كتبت رمز البرنامج بمشاركة ناشطة مع الأميركيين".
وهذه ليست المرة الاولى التي يُشتبه فيها بتجسّس اسرائيل على المحادثات النووية، ففي آذار الماضي أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" ان كبار الأميركيين يعتقدون أنّ "اسرائيل هي التي حاولت التجسّس على المحادثات السرية مع إيران".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم