السبت - 11 أيار 2024

إعلان

"معارك أردوغانية" على طريق الإمبراطورية... فهل يعوّض جنون العظمة غياب الانجازات؟

المصدر: "سكاي نيوز عربية"
"معارك أردوغانية" على طريق الإمبراطورية... فهل يعوّض جنون العظمة غياب الانجازات؟
"معارك أردوغانية" على طريق الإمبراطورية... فهل يعوّض جنون العظمة غياب الانجازات؟
A+ A-

يبدو أن الطريق الذي سلكه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أجل توسيع سلطته، فرض عليه استخدام كلّ الوسائل والأسلحة، بدءا من الخطاب العاطفي وشحذ الحنين إلى الإمبراطورية العثمانية إلى معارك جانبية مع المنتقدين والمعارضين وصلت لمرحاض قصره.


ففي الوقت الذي تتراجع فيه شعبية حزب العدالة والتنمية الحاكم قبيل انتخابات مفصلية بسبب إخفاقات اقتصادية وسياسات غير شعبية، أخذ أردوغان الزعيم الفعلي للحزب على عاتقه دفع الدفة إلى الأمام واضعا نصب عينه الهدف الرئيسي من الانتخابات الحالية وهي تأمين 330 مقعدا من أجل تمرير تعديل دستوري يعطيه صلاحيات غير مسبوقة.


وفي ظل غياب إنجازات هذه المرة، استخدم أردوغان وسائل جديدة عدة ومنها الخطاب العاطفي الممزوج بالحنين إلى الحقبة العثمانية، فقد اختار أن يعلن وصيته أمام مؤتمر جماهيري وأوصى أن يضعوا على قبرة حفنة تراب مأخوذة من قبر جندي عثماني في مدينة أراكان، وهو ما فجر البكاء لدى أتباعه.


قصر السلطان


والحنين العثماني لا يأتي بالكلام فقط، بل كان تشييد قصر يضم ألف غرفة علامة واضحة على التطلع لمكانة السلاطين، وفق ما رأت وسائل الإعلام المختلفة.


وشهدت مراسم افتتاح القصر جلب 16 حارسا مرتدين أزياء محاربين عثمانيين وإحاطتهم بـ"السلطان أردوغان" في مشهد أثار ردود فعل متباينة غلبت عليها السخرية، لكنه بعث برسالة واحدة ذات مغزي جدي وهو أن رئيس الوزراء السابق مدة 11 سنة والوافد الجديد على قصر الرئاسة، ذو الصلاحيات الشرفية، لن يرضى بأقل من رئيس يقبض بيده على كافة السلطات حتى إذا كان عبر تغيير الدستور.


وعلى غرار السلاطين العثمانيين الذين كانوا يوظفون أحد "الخدم" لتذوق الطعام خوفا من أي محاولة لدس السم، قرر أردوغان بناء مختبر لفحص طعامه، في خطوة أثارت اتهامات له بـ"جنون العظمة".


محاربة "رسل الفتنة"


ووسط المساعي العلنية لتحقيق طموحه الذي دفعه للانخراط في الحملات الانتخابية الداعمة لحزب العدالة والتنمية في خرق لروح الدستور، كان لأردوغان موعدا مع معارضة متنامية وصحافة لم يرق لها تحويل النظام الأساسي للحكم لمجرد تطلعات سياسي.


وتعامل أردوغان مع الانتقادات بانفعال واضح ظهر جليا عندما وصف الصحافيين وما وصفه باللوبي الأرمني، بـ "رسل الفتنة" التي تتحالف مع أعدائه، بحسب خطاب جماهيري له في مدينة بنجوي في الثالث من حزيران.


كما شن الرئيس هجوما لاذعا على وسائل الإعلام الأجنبية في وقت سعت فيه السلطات من أجل إغلاق قناتين محليتين معارضتين بتهم تتصل بالإرهاب.


وانتقم الرئيس التركي من الصحافي الأميركي تايمس ستيفن كينزر لأنه انتقده في مقال صحافي نشر في الرابع من كانون الثاني الماضي في صحيفة "النيويورك تايمس"، حيث ألغى احتفالا لتكريم الصحافي لجهوده في تنشيط السياحة التركية، وكانت الجائزة هي منحه المواطنة الفخرية.


كما توعد صحيفة "جمهورييت" المعارضة بدفع ثمن باهظ ورفع ضدها ورئيس تحريرها دعوى قضائية، بسبب نشر صور قذائف هاون مخبأة تحت أدوية في شاحنات مؤجرة رسميا لمصلحة منظمة إنسانية، اعترضتها قوة درك تركية قرب الحدود السورية في كانون الثاني 2014.


وأثارت هذه القضية فضيحة عندما أكدت وثائق سياسية نشرت على الإنترنت الشاحنات تعود إلى الاستخبارات التركية.


وتوجه الانتقادات بانتظام إلى السلطة التركية لانتهاكاتها حرية التعبير والتي تأتي في الترتيب الـ 149 للتصنيف الذي تضعه منظمة "مرسلون بلا حدود". وهذه السنة تمت ملاحقة العديد من الصحافيين قضائيا بتهمة "إهانة" الرئيس.


وفي إطار التلاسن السياسي، طلب أردوغان من زعيم حزب الشعب كمال كليغشدار أوغلو إثبات أن مرحاضه الخاص في القصر الرئاسي الجديد مصنوع من الذهب، وذلك بعد انتقادات وجهها الأخير لأردوغان بعيش حياة البذخ.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم