تدفّق المساعدات على اليمن مع صمود الهدنة عموماً إيران تنسّق مع الأمم المتحدة رسوّ سفينتها ومحادثات في الرياض الأحد

اغتنمت وكالات الإغاثة أمس فرصة هدنة إنسانية مدتها خمسة أيام في اليمن لتوسيع نطاق توزيع المساعدات على ملايين السكان المحرومين الغذاء والوقود والدواء بعد أسابيع من القتال والغارات الجوية.

أقلعت طائرات تحمل مساعدات من دولة الإمارات العربية المتحدة في طريقها إلى صنعاء التي تخضع لسيطرة الحوثيين. وقالت الأمم المتحدة إن سفن مساعدات رست في ميناءي الحديدة وعدن.
وأفاد مصدر ملاحي في اليمن أن ثلاث سفن على الأقل محملة بالوقود والقمح رست في الحديدة والمكلا. وارسلت السعودية ثماني شاحنات محملة بوقود الديزل برا إلى محافظة حضرموت، كما أرسلت قطر أدوية وأغذية عبر جيبوتي.
وأوردت وكالة الانباء اليمنية "سبأ" الخاضعة لسيطرة الحوثيين أن طائرتين تحملان أدوية وإمدادات من اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة "أطباء بلا حدود" هبطتا في العاصمة.
وفي شمال اليمن، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن وكالات الإغاثة بدأت توزيع الغذاء على 33 ألف شخص والدواء على المستشفيات ومستلزمات النظافة الشخصية على اللاجئين. ومنذ السبت وصل إلى اليمن نحو ثمانية في المئة من خمسة ملايين ليتر من الوقود اللازم لتوزيع المساعدات كل شهر.
وتبادلت السعودية والحوثيون الاتهامات بانتهاك الهدنة. وفي وقت متقدم الأربعاء وبعد 24 ساعة من بدء الهدنة، قالت الرياض إن الحوثيين أطلقوا النار على الحدود السعودية وواصلوا القتال داخل اليمن، لكنها لم تقرر بعد معاودة الغارات الجوية.
وروى سكان أن الحوثيين لا يزالون يتقدمون صوب البريقة حيث تقع مصافي النفط في محافظة عدن. وقالوا إن شخصين قتلا على ايدي قناصة الحوثيين في عدن وإن سبعة من الحوثيين لاقوا حتفهم في مدينة الضالع.
وصرح وزير الخارجية اليمني رياض ياسين عبد الله بأن محادثات بين أطراف سياسيين غير الحوثيين ستبدأ في الرياض الأحد وتتركز على دعوات الجنوب إلى الاستقلال التي تزايدت نتيجة القتال. وقال: "عانت عدن والجنوب معظم الاضرار ومعظم الدمار ومعظم القتلى والجرحى. ركز الحوثيون اضرارهم على الجنوب. قتلوا ما تبقى من وحدة اليمن". وأوضح أن حزب المؤتمر الشعبي العام الذي حكم البلاد في السابق وجماعات المعارضة الرئيسية التي تضم الحراك الجنوبي وحزب الإصلاح الإسلامي علاوة على زعماء القبائل سيحضرون المحادثات التي تستمر ثلاثة أيام.
وأشار ديبلوماسيون خليجيون الى أن الولايات المتحدة حضت السعودية وحكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي على اغتنام المحادثات جسرا لمناقشات أوسع في رعاية الأمم المتحدة تشمل الحوثيين.

السفينة الايرانية
وفي طهران، قالت ايران انها نسقت مع الامم المتحدة رسو سفينة مساعدات في اليمن، بعد دعوات من وزارة الدفاع الاميركية "البنتاغون" لتغيير مسارها نحو مركز للامم المتحدة في جيبوتي.
وحذر الجيش الايراني من أي محاولة لايقاف السفينة، اذ قال قيادي رفيع إن "النيران قد تشتعل" اذا منعت السفينة من تسليم شحنتها.
وصرح نائب وزير الخارجية الايراني حسين امير عبداللهيان ان طهران اتخذت جميع التدابير اللازمة لتوجه السفينة الى اليمن، و"تم التنسيق المطلوب مع الجهات المعنية في الامم المتحدة لإرساء السفينة التي تحمل مساعدات انسانية ايرانية لليمن".
وأفاد مسؤولون ايرانيون أن السفينة تحمل 2500 طن من المساعدات الانسانية متجهة الى ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه المتمردون والمطل على البحر الاحمر. وغادرت السفينة ميناء بندر عباس في جنوب البلاد مساء الاثنين.
وقال عبد اللهيان انه "يجري ايضا تسليم المواد الغذائية والمساعدات الطبية جوا من الهلال الاحمر الايراني عبر سلطنة عمان وجيبوتي".
وكشفت وزارة الدفاع الاميركية "البنتاغون" أن لا سفن حربية إيرانية ترافق سفينة الشحن الايرانية.
وقال مكتب وزير الخارجية في حكومة هادي إن الحكومة التي تتخذ الرياض مقراً لها استدعت سفيرها لدى ايران.
وأكدت الحكومة اليمنية ضرورة أن تمتثل سفينة المساعدات الإيرانية لعمليات التفتيش قبل أن ترسو في اليمن.