الجمعة - 10 أيار 2024

إعلان

فصيل مسيحي لقتال "داعش" في العراق

المصدر: "ا ف ب"
فصيل مسيحي لقتال "داعش" في العراق
فصيل مسيحي لقتال "داعش" في العراق
A+ A-

بملابسه العسكرية وذراعيه الموشومتين وشفته المثقوبة، يشكل الاميركي بريت رويالز(28 سنة)، مشهداً غير مألوف في بلدة القوش شمال العراق، والتي قدم اليها مثل عدد من الاجانب، للتطوع في صفوف فصيل مسيحي للقتال ضد "داعش".


خدم الشاب الذي يستخدم اسما حركياً، في الجيش الاميركي في بغداد بين سنة 2006 و2007، وعاد حالياً الى العراق للقتال في صفوف فصيل "دويخ ناوشا"، وهي عبارة باللغة السريانية معناه فداء النفس.


يقاتلون من أجل السلام
ويقول الشاب الذي وشم على ذراعه اليسرى رشاشاً وعلى اليمنى السيد المسيح على رأسه اكليل من الغار، أنه انضم مع عدد من الاجانب "للقتال في صفوف مجموعات مماثلة بدأت تنشأ بشكل محدود في شمال العراق".


كما يضيف، أنه يتدرب مع رفاقه في الفصيل في قاعدة في مدينة دهوك في اقليم كردستان،" مؤكداً أن "الارهابي بنظر البعض هو مقاتل من اجل الحرية بنظر الآخرين. نحن نقاتل هنا من اجل ان يكون الناس احراراً في العيش بسلام، من دون اضطهاد... من اجل ان تبقى أجراس الكنائس تقرع".
وفي حين لم يتمكن "داعش" من السيطرة على بلدة القوش، الا انه اقترب منها الى درجة دفعت غالبية سكانها الى النزوح عنها باتجاه كردستان، الذي لجأ اليه عشرات الآلاف من المسيحيين النازحين. وشكلت عمليات النزوح الكبيرة هذه ابرز تهديد لوجود احد اقدم المجتمعات المسيحية في التاريخ.


ومع تمكن قوات البشمركة الكردية في الاسابيع الماضية من استعادة بعض المناطق الشمالية من يد "داعش"، يقبل مسيحيون على حمل السلاح للحفاظ على وجودهم.
ويعمل بريت ايضاً كمجند للمنضمين الجدد الى فصيل "دويخ ناوشا"، ويسعى بحسب قوله الى تشكيل "كتيبة من المقاتلين الاجانب".


مسيحيون أميركيون يتصدّون لـ"داعش"
في اسبوعه الاول في موقع المسؤولية، استقطب بريت 5 متطوعين من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا، جميعهم من ذوي الخبرة العسكرية او عملوا سابقاً كمتعاقدين امنيين.


ولا تزال هذه "الكتيبة" متواضعة الحجم مقارنةً مع الآلاف من الاجانب الذين قدموا للقتال في صفوف "داعش"، الا ان بريت يقول ان الاهتمام بالقدوم الى العراق يتزايد، وثمة 20 متطوعاً يتأهبون للقيام بذلك.


اول المتطوعين الذين جندهم بريت هو لويس بارك القادم من ولاية تكساس الاميركية، والذي تقاعد من قوات مشاة البحرية (المارينز) في كانون الاول.
ويقول بارك "لم اعتد كما يجب على زمن السلم (...) اردت العودة" للقتال.
ويوضح انه بعد اداء مهمته الاولى في افغانستان، شخص الاطباء انه يعاني من "اضطراب ما بعد الصدمة وأشياء أخرى"، ما حال دون مشاركته في مهمات قتالية لاحقة. ومنذ تشرين الاول 2014، بدأ بادخار الاموال للالتحاق بالقتال ضد "داعش".


كما يؤكد انه قدم الى العراق للدفاع عن بلاده، رغم ان فصيل "دويخ ناوشا" الذي بالكاد يضم بضع مئات، لم يخض بعد معارك تذكر،" مضيفاً: "انا وطني الى اقصى حد (...) اذا كانت حكومتي لا تريد قتالهم، سأقوم انا بذلك".


رفضوا المحاربة تحت شعار "الإشتراكية"
وقال مقاتلون اجانب آخرون في "دويخ ناوشا" انهم عدلوا عن الانضمام الى قوات حماية الشعب بسبب توجهاتها "الاشتراكية". وتتبع هذه الوحدات الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني، واستقطبت متطوعين اجانب اثناء تصديها على مدى 4 اشهر لمحاولة "داعش" السيطرة على مدينة عين العرب (كوباني) الكردية شمال سوريا.


كما يقول آلن دنكان، وهو مقاتل بريطاني خدم سابقاً في الفوج الملكي الايرلندي انه ترك حديثاً القتال مع وحدات الحماية لأسباب مماثلة. ويشير الى ان العديد من اترابه بدأوا بالقيام بالامر نفسه، معدداً اسماء مقاتلين اجانب معروفين بين المقاتلين يعتزمون الاقدام على ذلك في الايام المقبلة.
ويوضح جوردان ماتسون، وهو جندي اميركي سابق تحول الى ما يشبه "الوجه الترويجي" للمقاتلين الاجانب المنضمين الى وحدات الحماية الكردية، ان بعض المنسحبين ربما دفعهم الى ذلك حدة المعارك التي شهدتها مدينة عين العرب، وانتهت بطرد الجهاديين.


ويقول "غالبية المتحمسين للقتال عبر الانترنت توصلوا الى حقيقة ان هذه المهمة ليست تقليدية (...) وسرعان ما يفقدون الجرأة على القدوم للقتال او البقاء".


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم