السبت - 11 أيار 2024

إعلان

"عمر" من قلب المعاناة الفلسطينية

المصدر: "دليل النهار"
جوزفين حبشي
"عمر" من قلب المعاناة الفلسطينية
"عمر" من قلب المعاناة الفلسطينية
A+ A-

بعد 8 أعوام على "الجنّة الآن" الذي رشح لاوسكار افضل فيلم اجنبي وحاز الغولدن غلوب عن الفئة نفسها عام 2006، شريط المخرج وكاتب السيناريو الفلسطيني هاني أبو أسعد "عمر" رشح أيضاً لاوسكار افضل فيلم اجنبي عام 2014.
الحبّ والصداقة والمقاومة ومواجهة الاحتلال والذل والاهانة والمستقبل المبهم والخيانة، كلها موضوعات يعالجها فيلم أبو اسعد الدرامي بجرأة من خلال عرضه حكاية ثلاثة اصدقاء طفولة: عمر (آدم بكري) وطارق (أياد حوراني) وأمجد (سامر بشارات) الذين يواجهون معاً المحتل الاسرائيلي ويناضلون من خلال تنظيمهم خلية مقاومة. عمر يقيم في الضفة الغربية وهو مغرم بناديا (ليم لوباني) شقيقة طارق التي تبادله المشاعر نفسها في السر. من اجل الزواج بها يعمل ويخاطر بحياته بتسلق جدار الفصل لرؤيتها هي وصديقيه، متحدياً رصاص المحتل الإسرائيلي. لكن العملية الاولى للاصدقاء الثلاثة ضد الاسرائيليين تؤدي الى مقتل جندي والى القاء القبض على عمر. في السجن يتعرّض عمر للتعذيب ولأصعب موقف عندما يعرض عليه الاسرائيليون تحريره في مقابل الاعتراف بالحقيقة وخيانة اصدقائه وتدمير ايّ مقاومة. هل يعترف بالحقيقة التي تبرئه، أم يتحمل المسؤولية ويحمي صديقيه ويخسر عمره وحبيبته التي يتبيّن ان امجد مغرم بها أيضا؟
"عمر" دراما قوية وواقعية، تدين الوضع الفلسطيني الراهن، على خلفية مأساة حميمة قد تصيب أيا من الفلسطينيين. قوة الفيلم في السيناريو الصلب، والتوتر الدرامي المتجدد محطة بعد محطة، والحبكة المتينة التي تزرع الشك وتدمر الثقة وتسحق المشاعر والصداقات. لكن الفيلم لا يخلو من محطات طريفة تخفف حدة المأساة في شريط يدخلنا الى قلب الوضع الفلسطيني بكل تعقيداته وسوداويته ودوامة العنف والتطرف التي تغرقه. بدورها الحوارات مؤثرة وطبيعية، والمواقف واقعية، والتصوير عابق بالمناخات القمعية، وقد تم بمعظمه في فلسطين. فبسبب شهرته، تمكّن المخرج هاني ابو اسعد من الحصول على تراخيص للتصوير داخل فلسطين، لكن تسلق الجدار الفاصل لم يكن مسموحاً، فتم استبداله بحائط آخر في الناصرة.
بدورهم الممثلون لافتون بصدقيتهم المقنعة، مع العلم أن ابو اسعد اختار الاعتماد على مواهب جديدة تشارك للمرة الأولى في فيلم سينمائي، لأنه رغب في مجموعة من الشباب لديهم العفوية والدينامية. وفعلاً تألق هؤلاء الشباب المبتدئون باداءات طبيعية وتلقائية وتمكنوا من اظهار انفعالات عميقة ومؤثرة، وخصوصاً آدم بكري الذي سمع ان ابو اسعد يبحث عن مواهب جديدة فارسل له شريطاً مصوراً له.


(الفيلم يعرض حالياً في صالة صوفيل امپير ولفترة قصيرة).

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم