كابو العملاق المراهق

لقد تميّز كابو، رسام الكاريكاتور الفرنسي المعروف الذي قضى في الهجوم على مجلة "شارلي إيبدو"، ببراعته المنقطعة النظير في التحكّم بريشته، مما أتاح له أن يرسم بسهولة شديدة مختلف الشخصيات في عالم السياسة أو في مجال الاستعراض. كان مراهقاً أزلياً يخفي ظهراً محدودباً بعض الشيء خلف معطفه، ويتأبط أوراق الرسوم. كان شبيهاً بـGrand Duduche، بطل الرسوم المتحركة الساذج والطوباوي الذي ابتكره كابو فجعل منه رساماً ذائع الصيت في عالم الكاريكاتور والقصص المصورة في ستينات القرن الماضي.

يترك مقتل جان كابو، المعروف بكابو، اليوم في باريس في الهجوم المسلّح الذي استهدف هيئة التحرير في مجلة "شارلي إيبدو"، فراغاً كبيراً في عالم رسّامي الكاريكاتور العاملين في الصحافة. سيبقى كابو أحد عمالقة الرسم الكاريكاتوري الصحافي. وسيذكر التاريح أنه لقي مصرعه قبل أسبوع من عيد مولده السابع والسبعين، مع جورج وولينسكي، 80 عاماً، الذي كان أيضاً من كبار رسّامي الكاريكاتور الصحافيين.

ولد جان كابو في 13 كانون الثاني 1938 في Châlons-sur-Marne (مارن)، ونشر رسومه الأولى عندما كان لا يزال بسن الـ16 في صحيفة L'Union de Reims بعدما تابع دروساً فينة في باريس في مدرسة l'Ecole Estienne.

مبتكر شخصيتَي Grand Duduche وMon Beauf.

سُرِّح من الجيش عام 1960 بعد تمضيته عامَين في الجزائر في إطار خدمته العسكرية. وقد انضم إلى مجلة Hara-Kiri الفرنسية الساخرة، ثم التحق بعد عامَين بهيئة تحرير مجلة Pilote حيث أطلق شخصية Grand Duduche التي استوحاها من مرحلة دراسته الثانوية. وفي تلك الفترة، ابتدعت مخيلته أيضاً شخصية Mon Beauf الشهيرة، وهو من الأبطال الأكثر غباء وشراً في تاريخ الرسوم المتحركة، وقد قادته هذه الشخصية إلى الانضمام إلى Charlie Hebdo ومن ثم Charlie Mensuel.

يعود إلى كابو الفضل في إطلاق نوعٍ جديد من الرسم الكاريكاتوي عام 1970 تحول لاحقاً ما يُعرَف بـ"التحقيق الصحافي بواسطة الرسوم المتحركة" (BD-reportage). كان من عشاق الجاز ومعجباً جداً بـCharles Trenet، وقد عمل في عدد كبير من الصحف والمنشورات خلال مسيرته المهنية منها: Ici Paris, Jazz Hot, Rock & Folk, Le Journal du dimanche, France-Soir, Paris-Presse, Le Figaro, Le Nouvel Observateur, Le Monde, Ciné Revue, Pariscope, Politique hebdo, La Grosse Bertha...، ولا ننسى بالطبع Le Canard enchaîné التي كان من أعمدتها منذ عام 1982.

عمل أيضاً في التلفزيون، لا سيما في Récré A2 إلى جانب Dorothée، وفي Droit de réponse الذي يقدّمه Michel Polac. وصمّم أيضاً العديد من أغلفة الكتب والأسطوانات. كابو هو والد المغنّي مانو سولو الذي توفّي عام 2010.