الجمعة - 10 أيار 2024

إعلان

إجراءات الجيش في عرسال...هل تدفع المسلحين للهجوم؟

بعلبك – وسام اسماعيل
إجراءات الجيش في عرسال...هل تدفع المسلحين للهجوم؟
إجراءات الجيش في عرسال...هل تدفع المسلحين للهجوم؟
A+ A-

بعدما أقفل الجيش كل المعابر المؤدية الى المنطقة الجردية ضمن معركته مع المسلحين المنتشرين على السلسة الشرقية الحدودية لجبال لبنان، وبعد تنفيذه إجراءات صارمة فيها وتصديه لكل المحاولات التي تواصلها المجموعات المسلحة لاختراق الجدار الصلب الذي أقامه الجيش في وجه خروق المسلحين، باتت الحدود عصية على هؤلاء وتعدياتهم.


واستكمالاً لمهمته بقطع كل الامدادات عن المسلحين، اتخذ الجيش اجراءات جديدة تخص اصحاب الكسارات والبساتين المنتشرة على أطراف جرود عرسال، حيث ينتشر نحو 150 مستفيداً من الأهالي تبلغوا أمراً من قيادة الجيش بضرورة توجههم الى "ثكنة أبلح العسكرية"، والإفادة عن أماكن انتشار كساراتهم وبساتينهم والعاملين فيها لاستحصالهم على تصريح يخوّلهم الدخول الى الكسارات ابتداءً من 1 كانون الثاني المقبل، وعلى مسؤوليتهم الشخصية نظراً لخطورة المنطقة الجردية.


مع هذا الإجراء الأمني، تصبح الجرود اللبنانية من جهة عرسال ورأس بعلبك والقاع مقفلة بالكامل أمام المواطنين، إذ أن أي حركة مشبوهة فيها ستكون هدفاً لبنادق عناصر الجيش المنتشرة والمرابضة على طول المنطقة الجردية. وتالياً، ضبط الجيش كل الثغر التي كان خلّفها المسلحون بمساعدة بعض العاملين معهم من الداخل اللبناني.


وأكد مصدر أمني لـ "النهار" ان هذه الاجراءات التي يتخذها الجيش مع أصحاب المصالح "جاءت حفاظاً على سلامتهم وتسهيلاً لأمورهم. فمنطقة الجرود حيث بعض الكسارات والمصالح للمواطنين تسيطر عليها المجموعات المسلحة التي تقوم بالاعتداء على الجيش بين الحين والاخر، والأخير ترك معبراً للأهالي عند محلة وادي حميد يسمح لهم عبوره للتوجه الى اماكن عملهم مع بعض الاجراءات الروتينية".



ويتوقع المصدر أنّ هذا الأمر "قد يدفع المسلحين الى تنفيذ اجراءات أمنية في اتجاه مراكز الجيش التي كانت فشلت سابقاً باستهدافها، والتي باتت اكثر تحصيناً ومرتبطة ضمن شبكة مراكز مدروسة عسكرياً، تجعلها أكثر قوة، إضافة الى قيام الجيش بمكامن متقدمة بين الحين والآخر، تزامناً مع جهوز تام لمرابض المدفعية والصليات الصاروخية الجاهزة للتعامل مع أي اعتداء قد يقوم به المسلحون".


انعكست هذه الاجراءات الصارمة حالاً من الطمأنينة على أهالي القرى المتاخمة للجرود خصوصاً القرى المسيحية كرأس بعلبك والقاع والفاكهة، حيث أن غالبية سكانها يقطنون في بيروت، وباتوا حذرين من ارتياد بلداتهم خلال الحوادث الماضية التي شهدتها المنطقة. وكانت ازدحمت ساحات البلدة بالمواطنين خلال فترة الأعياد مع الهدوء الذي تنعم به بعد اجراءات الجيش الصارمة.


غير أنّ الأمر لم يعجب بعض أهالي بلدة عرسال، وعبّروا عن اعتراضهم لهذه الاجراءات، خصوصاً التصريح للدخول الى المنطقة الجردية باعتصامات نفذوها في وادي حميد، وعند مدخل البلدة في عين الشعب بالقرب من حاجز تابع للجيش، قطعوا خلاله الطريق بالإطارات المشتعلة، مما اجبر عناصر الحاجز على اطلاق العيارات النارية في الهواء لفضّ الاعتصام. ونتيجة تمادي بعض المحتجّين، اضطرت عناصر الجيش الى توقيفهم لبعض الوقت.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم