السبت - 11 أيار 2024

إعلان

"مؤسس" الايزيدية لبناني؟ (بالصور)

المصدر: "النهار"
اسكندر خشاشو
A+ A-

بعد سيطرة "الدولة الاسلامية" على أجزاء واسعة من شمال العراق وشرق سوريا، سلطت الأضواء على الديانة الايزيدية بعد المجازر التي تعرضت لها هذه القومية - الديانة.


لا تأريخ لهذه الديانة، ولا وثائق رسمية مثبتة ومتداولة، سوى لكتابات لا تحدد بالضبط نشأتها وانتشارها.
لكن ما اجمعت عليه المراجع التاريخية ان المجدد لهذه القومية- الديانة هو الشيخ عدي بن مسافر، وأن أصوله من بلدة خربة قنافار في البقاع الغربي. حتى إن أمير الطائفة الايزيدية في العالم، والذي يعتبر الملم بشؤون الطائفة، شرح في أحاديث صحافية ان عدي بن مسافر ولد في"بيت فار" في قرية قريبة من بعلبك، والتي لم يعد لها وجود بعد ذلك.
إلا أن بحثاً بسيطاً في أساس كلمة قنافار يظهر ان اسمها في اللغات القديمة هو "كينو فار" او بيت الفاكهة (فار تعني الفاكهة)، وهي في منطقة البقاع وليست بعيدة من بعلبك.
في بلدة خربة قنافار هناك مقام يعرف بمقام الشيخ مسافر، "النهار" زارت المقام وسألت اهالي القرية عن تاريخه واصله.



لا جواب
أغلب الاهالي لا يعرفون الكثير عن الشيخ مسافر سوى انه كان احد سكان هذه البلدة وتميّز بروح التقوى الكبيرة ومحبة الناس، اما عن سبب وجود هكذا مقام، وما هي ديانته فلا جواب شافياً.
يقول ايلي، أحد ابناء خربة قنافار، "إنه مقام شيخ "درزي" كان هارباً من الاضطهاد فوصل الى القرية وعاش فيها لفترة بسيطة ومات، وهو شيخ طيب أحب اهل القرية تكريمه فبنوا له قبرًا من دون معرفة اسمه الاصلي، لذا أسموه "مسافر".
المقام اليوم تحت سلطة الوقف السني، في قرية كفريا المجاورة. وعند سؤالنا إمام القرية عن المقام، نفى معرفته بهوية صاحبه وتاريخه، واحالنا على رئيس دائرة الاوقاف في دار الفتوى في البقاع الشيخ محمد عبد الرحمن الذي بدوره شدد على أنه لا تأريخ صحيحاً لهذا المقام، قائلاً "إنه يمكن ان يكون قبرًا لاجداد عائلة الدسوقي من بلدة جب جنين، وهو ليس مقاماً مقدساً انما مجرد قبر لشيخ أحبت عائلته تكريمه".
وعن سبب كونه محجاً لكثير من الناس في السنوات السابقة، لفت الى ان هذا الأمر كان في الماضي اما اليوم فلا شيء من هذا القبيل.
ونفى ان يكون القبر عائدًا للشيخ عدي بن مسافر مؤسس طائفة الايزيديين متحدثًا عن إمكان حصول تشابه اسماء.


تقارب الديانتين
من جهته الاب وسام ابو ناصر، وهو كاهن رعية خربة قنافار، اكد لـ"النهار" ان المقام يعود الى مسافر والد عدي مجدد الايزيديين، عازيًا ذلك الى قرب الايزيدية من الديانة الدرزية الموجودة أساساً في القرية، "وهذا ما يفسر اللغط الحاصل عند اهالي القرية بأنه شيخ درزي".
وأشار الاب أبو ناصر الى ان المقام مبني قبل وصول الفتح الاسلامي الى المنطقة مما يبعده ايضاً عن الديانة الاسلامية.
اما رئيس بلدية خربة قنافار انطوان ابو عزة فنفى ما يتم تداوله عن ان المقام يعود الى شيخ درزي توفي في خربة قنافار اثناء ترحاله ويؤكد انه يعود الى الشيخ مسافر بن عدي بن يزيد.
ويلفت الى ان "مسافر" عاش في خربة قنافار ومات فيها، أما عائلته فهاجرت بعد موته الى العراق وكان يومذاك عمر ابنه عدي 9 سنوات وبعدها عمل على تأسيس الطائفة الايزيدية.
ويدعم ابو عزة اقواله فيخبر عن زيارة قام بها وزير من كردستان العراق قبل 4 سنوات الى خربة قنافار قاصداً المقام بالذات، مشدداً على انه مقام والد مؤسس الايزيدية.
وكشف ابو عزة ان الوزير العراقي اخبره ان وجهاء الطائفة الايزيدية سينسقون مع بلدية خربة قنافار من اجل المقام وتكريمه وتنفيذ زيارات اليه.


وثائق تاريخية
الدلائل كلها، إذاً، تشير الى أن المقام الموجود في القرية يعود الى مسافر بن عدي، وعدم وجود وثائق تاريخية لهذا المقام الذي هو اليوم تحت سلطة الطائفة السنية مؤشر آخر على الموضوع، اضافة الى ان الطائفة السنية غير متواجدة تاريخياً في في البلدة، واعتقاد الناس انه شيخ درزي يعود الى قرب بعض العادات والملابس بين الطائفتين.
نُفِض الغبار عن المقام بعد الحوادث الاخيرة التي ألمّت بالايزيديين، وأصبح قبلة للاعلام والباحثين. وفي انتظار قدوم "داعش" ستبقى هذه القرية محتضنة والد مؤسس ديانة وقومية، لا يتبعها أهلها.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم