السبت - 11 أيار 2024

إعلان

ما هو مصير ترامب؟

المصدر: النهار
سيلينا بريدي
ما هو مصير ترامب؟
ما هو مصير ترامب؟
A+ A-

"إبني أحمق، لا يمتلك حسّ المنطق أو مهارات اجتماعيّة، لكنّه إبني. أتمنّى ألّا يدخل عالم السّياسة، سيكون كارثة". انتشرت هذه الكلمات في الأيّام الأخيرة على مواقع التّواصل الاجتماعيّ التي نُسبت لوالدة الرّئيس الأميركيّ دونالد ترامب من دون أي دليل على صحّتها. لكن تفاعلَ روّاد مواقع التّواصل مع هذه المادّة مؤيّدين هذه الكلمات وساخرين من ترامب. واليوم مع اقتراب موعد الانتخابات الرّئاسيّة الأميركيّة المقرّرة في تشرين الثاني 2020 لا يمكن إلّا طرح السّؤال التّالي: هل إمكانيّة إعادة انتخاب ترامب رئيسًا للولايات المتّحدة الأميركيّة لولاية ثانية باتت مستبعدة في ظلّ مختلف الاضطرابات الحاصلة في البلاد؟

طبعت الإنجازات الاقتصاديّة ولاية الرّئيس ترامب، إذ إنّ الاقتصاد الأميركيّ ربح 6.6 ملايين وظيفة جديدة خلال ثلاث سنوات، مخفّضًا بذلك نسبة البطالة في البلاد. بالإضافة إلى ذلك، عملت إدارة ترامب على تحسين وتطوير الاتّفاقات الاقتصاديّة والتّجاريّة مع عدد من البلدان بطريقة تستجيب لمصلحة الشّعب الأميركيّ، نذكر منها كندا والصّين. أيضًا خفّض كلفة الضّرائب. لكن من جهة أخرى تجاهل الرّئيس الأميركيّ بعض القضايا مقلّلًا من أهميّتها، كما انسحب من بعض الاتّفاقيّات الدّوليّة وألغى بعض البرامج التي وُضعت خلال ولاية الرّئيس الأميركيّ السّابق باراك اوباما، على سبيل المثال اتّفاقيّة باريس للمناخ، الاتّفاق النوويّ مع إيران، وObama health care program. أمّا مظاهر الهجمات المسلّحة على المدارس والتّجمّعات والأسلحة غير المرخّصة، كما اعتداءات الشرطة الأميركيّة على السّكان ذي البشرة السّمراء، فكانت تتفاقم أكثر فأكثر من دون أي معالجة جدّيّة.

مع تفشّي فيروس كورونا، كوفيد-19، في جميع أنحاء العالم ومنها الولايات المتّحدة الأميركيّة، والقرارات في إغلاق تامّ للبلدان من مدارس وجامعات وأشغال وشركات ومطاعم، كان ترامب الضّحيّة الأكبر. إذ إنّه بسبب إبطاء العجلة الاقتصاديّة وتوقّف التبادلات التجاريّة وإغلاق المطارات صُرف ملايين الأميركيّين من وظائفهم وأُقفلت العديد من الشركات الأميركيّة والمحال التّجاريّة والمطاعم. كل ما عمل عليه ترامب في ولايته الأولى دمّرته الكورونا ليعود إلى نقطة الصّفر. وأيضًا في سياق الكورونا، ظهرت نقاط الضّعف في النّظامين الصحّيّ والاستفشائيّ الأميركيّين، كما علت صرخة الممرضّين والممرّضات في ظلّ غياب المستلزمات الرّئيسيّة لحماية أنفسهم من الفيروس خلال اهتمامهم بمرضى الكورونا. واللّافت أنّه في بعض الولايات الأميركيّة "الجمهوريّة" ازدادت أعداد الأميركيّين المؤيّدين للمرشّح الديموقراطيّ جو بايدن، نذكر منها ولاية أوكلاهوما التي ما زالت تظهر فيها أعداد كبيرة من حالات مصابة بالكورونا.

وبعيدًا من أجواء الكورونا، امتلأت الشوارع الأميركيّة منذ بداية شهر حزيران بالمحتجّين المطالبين بالمساواة السياسيّة والاجتماعيّة بين الأميركيّين ذي البشرة البيضاء والأميركيّين ذي البشرة السّمراء تحت شعار Black lives matter. ولهذه التّحرّكات تأثير واسع على الرّئيس دونالد ترامب وصورته. أوّلًا، الأنظار كلّها متّجهة اليوم إلى منافس ترامب، جو بايدن، وإلى هويّة نائبه. فإذا كان نائبه من البشرة السمراء سيكون قراره هذا ورقة رابحة بيده وبيد الدّيموقراطيّين. ثانيًا، ظهر ترامب للمحللين السياسيّين والشّعب الأميركيّ، وما زال يظهر خلال الاحتجاجات الحاليّة، ضعيفًا وغير قادر على إدارة هذه الأزمة بعيدًا عن العنف ليتبيّن أنّه يفتقد للقدرات القياديّة المطلوبة لدى الرّئيس الأميركيّ. ثالثًا، بعد إعادة فتح البلاد مع السيطرة على فيروس كورونا عاد البلد وأُغلق من جديد، ويعود ذلك إلى توجّه الأميركيّين إلى الشارع بدلاً من العمل. والنّتيجة تدهور الوضع الاقتصاديّ مرّة ثانية بعد محاولة الوقوف من جديد. رابعًا، لا يمكن تجاهل ظاهرة ارتباط ولاية الرّئيس ترامب بتحرّكات مناهضة للعنصريّة لم يسبق لها مثيل، إذ إنّها توسّعت لتشمل المدن الأوروبيّة الكبرى.

في الختام، يمكن أنّ نقول إنّ الأشهر المقبلة حاسمة بالنّسبة لترامب لعلّه يبدّل اهتماماته لتتناسب مع مطالب الشعب الأميركيّ بعيدًا عن نزاعات منطقة الشرق الأوسط واهتمامات الدّولة اليهوديّة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم