أرشيف "النهار" - محافظ بيروت نايف المعلوف: الحل الأسلم الحفاظ على المؤسسات الرسمية

نستعيد في #أرشيف_النهار مقابلة أجراها علي حماده بتاريخ 22 آذار 1995، بعنوان "محافظ بيروت نايف المعلوف الحل الأسلم الحفاظ على المؤسسات الرسمية... نحتاج إلى صلاحيات أوسع حتى نبيّض وجهنا مع بيروت".الموعد مع محافظ مدينة بيروت نايف المعلوف يحسب له ألف حساب. موعد في مركز المحافظة في الاشرفية ظهرا، يعني معاناة حقيقية في زحمة سير مستمرة والتفكير في مكان ايقاف السيارة. ولكن عندما تصل الى مركز المحافظ ترتاح الى وجود موقفين مستحدثين : كبير في ملعب السلام سابقا ويتسع لمئات السيارات ، وصغير يكاد يضيق بعشرين سيارة لكنه يفي بالغرض. تدخل الى مكتب المحافظ لتشكو اليه فتجده يشتكي هو الآخر ويخبرك اكثر كثيرا مما كنت تتوقع. فمدنية بيروت التي تتمتع بنعمة وجود المراكز الحكومية كافة فيها تعاني من انعدام التنسيق بين الادارات لان دور المحافظ منقوص في مناطق وجود السلطة المركزية. المحافظ متفائل ويحلم بحل مشاكل السير والنفايات والمجاري وغيرها. لكنه يبق البحصة، على قدر صلاحياته، فيقول ان الاجهزة الرسمية قادرة على تنفيذ اعمال الشركات الخاصة لو اعطيت الى الاولى الصلاحيات التي تتمتع بها الاخيرة والتفاصيل في هذا الحديث . - نعرف اولا ان مهمتك صعبة جدا لان عليك ان تتكلم عن وضع بيروت الانمائي وحاجاتها بينما الجميع يعرفون ذلك. المهم ان تضع لنا لائحة بالانجازات والاستحقاقات القريبة والبعيدة، الكلام لك سعادة المحافظ نايف المعلوف. - لمحافظة بيروت وضع خاص بالنسبة الى المحافظات الاخرى لان المحافظ بيروت صفتين فهو اولا محافظ مثل المحافظين الآخرين وهو في الوقت ذاته رئيس السلطة التنفيذية في بلدية بيروت . في الصفة الاولى لا يستطيع المحافظ ممارسة الصلاحيات التي يتمتع بها المحافظون الآخرون لان مراكز الادارات الرسمية الاساسية موجودة في بيروت. فالمحافظ في المناطق هو الرئيس المباشر لدوائر الدولة كلها في منطقته : الاقتصاد ، الشؤون الاجتماعية ، الصحة ، المال ، التربية الخ . . .بينما محافظ بيروت ليس في الوضع ذاته لان الوزارات كلها موجودة في بيروت مع الوزير والمدير العام والجهاز الاداري كله. لكن له صلاحيات كثيرة بالتعاون مع شرطة بيروت وما يتعلق بالامن والسير ورخص السلاح والعلاقات مع المخاتير و هو يتعاون مباشرة مع وزير الداخلية. وكرئيس للسلطة التنفيذية لبلدية بيروت فان اعماله كثيرة جدا. ويكفي ان تعرف إنني مسؤول عن تسع مصالح رئيسية كالمال والهندسة والنظافة والمؤسسات المصنفة والصحة العامة والمسالخ وغيرها . . يحب توحيد الابنية - في ظل تنوع المسؤوليات ما المشكلة الرئيسية التي تعاني منها ؟ - المشكلة الرئيسية والتي تعطل فعلا الاعمال وتؤخرها هي في تشتت ابنية ادارة البلدية. ففي السابق كانت هناك دار للبلدية في وسط العاصمة، وهي دار جميلة جدا كنا نفتخر بها ونأمل ان تعود. فالزائر الاجنبي يهمه ان يرى دار البلدية في المدينة. وهذه المشكلة نعاني منها على الصعيد الاداري والخدمات اليومية. اتمنى ان ننجح في وقت قريب في جمع هذه الادارات كلها في مبنى واحد يليق بالعاصمة بيروت. المشكلة الثانية هي مشكلة العنصر البشري فالذين يتعاطون شؤون العاصمة يجب ان يكونوا على مستوى عال من الثقافة والعلم في الاختصاصات كلها. فنحن وقعنا مثلا عقد صداقة مع بلدية باريس وبلدية مرسيليا، ونحن ندعى الى مؤتمرات كثيرة في الخارج ، ويجب ان...