الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

صرخة مستشار وزير الصحة رياض فضل الله لـ"النهار": "أنا في حجر منزليّ، لكن ماذا عن باقي الركاب؟"

المصدر: "النهار"
ليلي جرجس
ليلي جرجس
صرخة مستشار وزير الصحة رياض فضل الله لـ"النهار": "أنا في حجر منزليّ، لكن ماذا عن باقي الركاب؟"
صرخة مستشار وزير الصحة رياض فضل الله لـ"النهار": "أنا في حجر منزليّ، لكن ماذا عن باقي الركاب؟"
A+ A-

بعد وصول الطائرة الإيرانية الأولى، ليل الخميس، إلى مطار رفيق الحريري الدولي، أصبح رياض فضل الله محط أنظار الكثيرين وتمّ التداول باسمه أكثر من مرة. كان من الركاب الذين كانوا على متنها، إلا أنه شكّل حالة استثنائية مع بعض الوجوه الأخرى كونه مستشار وزير الصحة لشؤون الصحة والدواء الصيدلي. كان في زيارة إلى مدينة طهران، فوجد نفسه محط أنظار في الأيام الأخيرة لا سيما بعد التأكيد على أول حالة #كورونا في لبنان. 

شائعات كثيرة رافقت فضل الله وآخرها كانت عن إصابته بالفيروس، مع ما خلّفه هذا الخبر من ردود أفعال وتبعات. اليوم، تتسابق الأخبار الكاذبة مع تلك الصحيحة، ويصعب على القارئ التمييز بينها في ظل الهلع والخوف اللذين يسيطران على المواطنين بعد تسجيل 3 إصابات في الكورونا الموجودة في غرف العزل في مستشفى بيروت الحكومي. فماذا يقول رياض فضل الله عن حالته، وكيف يُقيّم تصرف الركاب الباقين حيال عزلهم المنزليّ؟

لدى فضل الله الكثير ليقوله لا سيما بعد انتشار أخبار كثيرة طالته شخصياً من أنه مصاب وعائلته بالفيروس، برأيه، "أظهر الشعب اللبناني أنه لا يتمتع بحسّ الوعي الكافي"، وبالنسبة له "الغاية تبرر الوسيلة، وما نعانيه اليوم هو ملاحقة (الناس) الأكاذيب وترك الحقيقة. صحيح أن اللبناني مثقف ويتابع الأخبار على الإعلام والمواقع الإخبارية ووسائل التواصل الإعلامي، إلا أنه يتصرف على أرض الواقع بطريقة مغايرة. لديه وعي لكنه لا يملك الإرادة والإدارة لتطبيق الإرشادات، قرار العزل يحتاج إلى جرأة والتزام. يحتاج إلى قرار شخصي لا يمكن للدولة ولا للوزارة أن تُلزمه به، هو عليه أن يُطبق ذلك على نفسه. على المواطن أن يعرف أنه مسؤول عن صحته ومسؤول عن صحة غيره، وفي حال عرّض حياة الآخر إلى الخطر فهو متهم بالقتل غير المتعمد والأذية بحق الآخرين لأنه لم يلتزم بالحجر الذاتي المنزلي. لذلك على جميع الركاب الذين قدموا من كل الدول التي تُسجل إصابات في الكورونا أن يعزلوا أنفسهم وفق إرشادات وزارة الصحة والإلتزام بها حرفياً وعدم مغادرة منازلهم ومصافحة الأقارب ومتابعة حياتهم العادية كأن شيئاً لم يكن. قد لا تظهر عليه الأعراض لكن الإحتياط واجب ومسؤوليتنا جميعاً".

ويروي فضل الله القصة كاملة بالقول: "سأعود الى اليوم الذي كنا فيه بإيران، كنتُ في زيارة الى أحد مختبرات الأدوية في طهران لمدة 3 أيام. ونحن هناك أبلغونا عن وفاة حالتين نتيجة الكورونا وإصابة 5 آخرين، وبناءً عليه أخذنا الإجراءات الوقائية وتواصلتُ مع الوزارة في لبنان لإطلاعهم على الوضع لاتخاذ التدابير اللازمة في المطار. لم يكن على الطائرة الإيرانية الاستمارات التي كانت وزارة الصحة اللبنانية تعتمدها على متن الطائرات التي كانت تحمل ركاباً من الصين والدول الأخرى الموبوءة. ونتيجة ذلك قمتُ بتوزيع الاستمارات بمساعدة طبيبين كانا على متن الطائرة الإيرانية الآتية الى لبنان، وشرحتُ للركاب أهمية تعبئتها والإجراءات الوقائية التي يتوجب اتباعها عند الوصول الى بيروت".

ويؤكد فضل الله أنه أثناء قدومه الى بيروت "لم يكن أحد على علم بوجود حالة كورونا على متن الطائرة، لم يكن أحد يعاني من أعراض صحية أثناءها. وعند الهبوط قمنا بتوزيع الكمامات كما ظهر في الفيديو الذي انتشر، وعند الوصول وبعد أسئلة الفريق الطبي للركاب، تبيّن أن المريضة الأولى كانت تعاني قبل أسبوع من الرشح وتمّ على أثرها نقلها الى المستشفى ومن بعدها صدور النتيجة الإيجابية لها. كذلك من المهم أن نعرف أن أعراض الكورونا تبدأ بعد يومين حتى 14 يوماً، ولكن قبل يومين لن يكون هناك خطر انتقال العدوى إلى شخص آخر".

مشيراً إلى أن "عند عودتي من السفر، توجهتُ في اليوم التالي الى الوزارة للعمل والتواصل مع الوزير وفريق العمل. وبعد صدور النتيجة الإيجابية للمريضة، غادرتُ الوزارة وقمتُ بالحجر المنزلي في أستوديو بعيداً عن عائلتي وأولادي. ولن أعود الى منزلي إلا بعد مرور 14 يوماً والتأكد من عدم ظهور أي عارض صحي. أنا صيدلي وأعرف جيداً كيفية التعاطي في مسألة الحجر المنزلي. المشكلة في فيروس الكورونا انه مرض صامت ومعدٍ، قد لا تظهر عليك الأعراض لكنك ستنقل العدوى الى الآخر ، لذلك أهمية التوعية والتشديد من أجل صحتنا جميعاً". 

إذاً الاشكالية التي تطرح نفسها: من يضمن تطبيق الركاب للحجر الصحي كما يجب؟ وهل نحن مقبلون على ما هو أسوأ في الأيام المقبلة بتسجيل حالات عديدة لم تُكتشف بعد؟

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم