الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"ذَهَبُ الجبل المقشّر" لسيباستيو سالغادو في باريس... بحثًا عن السراب العظيم

المصدر: "النهار"
باريس- أوراس زيباوي
"ذَهَبُ الجبل المقشّر" لسيباستيو سالغادو في باريس... بحثًا عن السراب العظيم
"ذَهَبُ الجبل المقشّر" لسيباستيو سالغادو في باريس... بحثًا عن السراب العظيم
A+ A-

يقام حاليا في "غاليري بولكا" في باريس معرض بعنوان "ذهب" للمصور البرازيلي سيباستيو سالغادو (من مواليد العام 1944) المعروف بتحقيقاته المصورة التي شملت أكثر من مئة بلد والحائزة جوائز عالمية. يضم المعرض مجموعة نادرة من الصور بالأبيض والأسود التقطها سالغادو في العام 1986 في موقع "الجبل المقشر" في منطقة الأمازون الذي كان يضم منجما للذهب يعمل فيه ألوف البرازيليين في الهواء الطلق وفي ظروف بالغة القسوة بحثا عن المعدن الأصفر.

كان المصور قد تلقى صدمة كبيرة عندما شاهد هؤلاء للمرة الأولى وأمضى معهم نحو شهر بأكمله كانت محصلته تحقيقا مصورا استثنائيا صدر في ما بعد في صحيفتي "صانداي تايمس" و"نيويورك تايمس" ثم في كتاب عن "دار تاشن" وأقيمت حوله المعارض وآخرها المعرض في باريس اليوم.

يؤكد هذا المعرض أن رحلة البحث عن الذهب التي بدأت مع كريستوف كولومبوس في نهاية القرن الخامس عشر لم تنته بعد. فمنجم الذهب الذي خرجت منه الصور المعروضة، هو خلاصة للشقاء الإنساني في أكثر وجوهه ظلما واستعبادا. عشرات الألوف من الأشخاص يتحركون كالنمل في رقعة جغرافية محددة تصل بين أسفلها وأعلاها سلالم خشبية طويلة، تحيطها من كل جانب فجوات محفورة في التراب. تبدو الكائنات التي تتحرك فيها، صعودا ونزولا، كأنها تجاوزت قدرها الإنساني وأصبحت وجوهها المطلية بالوحول جزءا من ذلك المكان الذي يشبه تصورات يوم القيامة.

أهمية هذا المعرض أنه يكشف أن العبودية لا تقتصر على مرحلة زمنية دون أخرى، وأن هؤلاء البشر الماثلين في الصور كمثل روبوتات متحركة، هم أشخاص من لحم ودم رُمي بهم هنا في هذا السراب الكبير الذي يسمى البحث عن الذهب، ونسبة كبيرة منهم لن تقطف منه سوى المرض والجوع والموت.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم