الجمعة - 10 أيار 2024

إعلان

ست سنوات على غياب وديع الصافي ملعِّب الطبقات والمراتب والمقامات

سليمان بختي
Bookmark
ست سنوات على غياب وديع الصافي ملعِّب الطبقات والمراتب والمقامات
ست سنوات على غياب وديع الصافي ملعِّب الطبقات والمراتب والمقامات
A+ A-
إنها الذكرى السادسة لرحيل وديع الصافي. نتذكر هذا الذي جنّن صوته الينابيع ورهّف الصوّان وهزم الآلة ودجّن الجبال، ولعّب الطبقات والمراتب والمقامات الصوتية. نتذكر ذلك المغنّي والمنشد والمطرب والملحّن الكبير من زمن الكبار، الذي أعطى ثلاثة أرباع عمره إلى الفن، ولبث صوته ترصيعات وأصداء لكل ما هو جميل في لبنان، فناً وثقافة وحضارة، و... ليس له شارع باسمه.ولد وديع فرنسيس في نيحا الشوف في 21 تموز 1921، والده بشارة يوسف فرنسيس، رقيب في الدرك اللبناني. هو الثاني بين ثمانية أولاد من عائلة متوسطة الحال. عاش طفولة متواضعة ولكن غنية بحضور الطبيعة وأصواتها وعنادلها. أحبّ الغناء منذ طفولته وتعلم العزف على العود على يد خاله نمر شديد العجيل، عاشق الطرب. انتقلت العائلة عام 1930 للاقامة في بيروت لتوسيع الآفاق والفرص. التحق وديع بمدرسة دير المخلص الكاثوليكية وكان الماروني الوحيد في جوقتها ومنشدها الأول. بعدها بثلاث سنوات اضطر إلى ترك المدرسة لسببين، طغيان جو الموسيقى وشغفها في حياته، ولكي يساعد والده في إعالة العائلة. وكان وديع باراً وفياً بالاسرة واحتياجاتها. عمل لفترة في محل نوفوتيه وفي صالون حلاقة وفي معمل للقرميد والزجاج. وفي حديث اذاعي لمروان أبو نصر الدين يروي الصافي إن أول أجر تقاضاه في بداية مشواره الفني كان ثماني ليرات ذهبية من الست نظيرة جنبلاط وذلك لقاء غنائه لها وهي طريحة الفراش ولم يتجاوز الحادية عشرة.كانت انطلاقته الفنية حين تقدم للإذاعة عام 1938 في مسابقة ضمّت أكثر من أربعين مشتركاً. وفاز وديع فرنسيس في المرتبة الأولى بالعزف واللحن والغناء. وشارك بأغنية "يا مرسل النغم الحنون"، كلمات الأب نعمة الله حبيقة. سمعته اللجنة الفاحصة المكوّنة من ميشال خياط وسليم الحلو وصاحب مجلة "الأديب" ألبر أديب ومحيي الدين سلام. ولما أنهى وصلته هتف ألبر أديب بلهجته المصرية المحببة: "ايه الصوت الصافي ده". ونظراً لصفاء صوته وتفوّقه أطلقت عليه اللجنة اسم وديع الصافي وأثبت التلميذ حسن الظن، ومن استديوات "إذاعة الشرق الأدنى" راح يغني ويشدو ويظهر في شخصيته الفنية اثر الأستاذين ميشال الخياط وسليم الحلو. كانت أول اغنية ناجحة له عام 1940 "طل الصباح وتكتك العصفور" والكلمات الجميلة لشاعر مرهف اسمه أسعد السبعلي. في بداية الاربعينات راح يغني في مقهى سعادة في الدورة وهناك تعرف إلى صباح، وكانا يغنيان معاً. كذلك غنى في مقاهي بيروت، ومنها انتقل إلى حلب مع المطربة لور دكاش، ورغم دأبه وحركته لم يحصد النجاح المرجو. سافر إلى القاهرة في العام 1944 محاولاً الدخول إلى عاصمة الفن في العالم العربي. اقام في القاهرة لعام ونيّف، ورغم محاولة المطربة نور الهدى مساعدته وكانت تعرفه في بيروت. لم يحظَ بسوى ظهور عابر في فيلم "زهرة السوق" وهناك من يزعم انه ظهر أيضاً في فيلم "غزل البنات". يؤكد الباحث محمود زيباوي انه ظهر في فيلم من إنتاج بهيجة حافظ اسمه "الخمسة جنيه". وفي القاهرة التقى محمد عبد الوهاب الذي أعجب بصوته وقال: "لا أصدق أن هناك من يملك ذلك الصوت الجميل. مش ضروري حد يلحن له ده لو قرأ الجرنال بصوته ح يطرب". وكتب عبد الوهاب في مذكراته: "وديع الصافي هو الصوت الأقوى والاجمل بين المطربين ولكن في مكانه بالجبل". وقدم له لحناً وحيداً هو "عندك بحرية يا ريس". علماً أن وديع الصافي كان يحلو له دائماً أن يغني لعبد الوهاب "النهر الخالد" و"يا وابور" و"الأطلال" لأم كلثوم. كان يتشوق لأن تغني أم كلثوم من ألحانه. وبحسب شقيقه إيليا فرنسيس الذي ألّف كتاباً عنه بعنوان...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم