السبت - 11 أيار 2024

إعلان

عالِم يصوّر كل لحظة في حياته لعشر سنوات وهذا ما اكتشفه!

جاد محيدلي
عالِم يصوّر كل لحظة في حياته لعشر سنوات وهذا ما اكتشفه!
عالِم يصوّر كل لحظة في حياته لعشر سنوات وهذا ما اكتشفه!
A+ A-

قرر موريس فيلارويل، العالم بجامعة بوليتكنيك في مدريد، عند بلوغه 40 سنة، أي في عام 2010، أن يعيد تقييم حياته بطريقة مختلفة ومميزة. وراودته فكرة الاحتفاظ بسجل كامل ومادي لحياته لمدة عشر سنوات، لا ليساعده على تذكر الماضي فحسب، بل أيضاً ليعينه على حسن استغلال وقته والاستمتاع بكل لحظة في حياته مستقبلاً. ولذلك قرر فيلارويل تسجيل كل حركة يتحركها على مدار اليوم. وكان يبدأ بتدوين خطط اليوم في الليلة السابقة ثم يكتب ملاحظات عن تفاصيل كل مكان يزوره وكل نشاط يمارسه، حتى لو كان مجرد رحلة بالقطار أو محاضرة في الجامعة، كل 15 دقيقة أو نصف ساعة. يشار الى أن ما قام به فيلارويل يعتبر جزءاً من حركة جديدة لتسجيل معلومات عن الذات، إذ بدأ عدد من الأشخاص من مختلف أنحاء العالم في جمع وتسجيل معلومات عن صحتهم ونظامهم الغذائي وأنشطتهم اليومية بالتفصيل، بقصد التعرف على ذواتهم.

كان يهدف من وراء هذا المشروع تنظيم حياته من خلال تقييم الأنشطة التي يقضي فيها وقته، وآثار هذه الأنشطة التي يمارسها على صحته وسعادته. وكان على سبيل المثال يذهب للعمل بالسيارة، لكنه لاحظ أن سلوكيات قائدي السيارات قد تثير ضجره وغضبه، فقرر أن يذهب إلى العمل بالقطار أو سيراً. وقد ساهمت هذه التغييرات الطفيفة في تحسين رضاه عن حياته. وساعدته السجلات أيضاً في الاستفادة من التجارب التي يواجهها في العمل يومياً، إذ أصبح بإمكانه الآن تدقيق النظر في أدق التفاصيل اليومية التي تساعده في تحسين أدائه. ويقول إنه لولا هذه السجلات لكانت هذه الأفكار ذهبت طي النسيان. كما اعتبر أن مراجعة هذه السجلات ساعدته في التحكم في انفعالاته، وأصبح أقل انفعالاً في المواقف المثيرة للضغوط والتوتر. ويرى أن تقييم الذات يجعله ينظر للأحدات من منظور محايد، كما لو كان شخصاً آخر، لا علاقة له بالأمر. وبإمكان الرجل الآن مطالعة تفاصيل كل يوم وكل ساعة خلال السنوات العشر، ويقول إنه يعرف أن حياته كانت زاخرة بالأحداث قبل سن الـ40، لكنه لا يستطيع تذكر تفاصيلها، أما السنوات العشر الأخيرة فبات يتذكرها بتفاصيلها بفضل التصوير. 

وتؤيد الكثير من الدراسات فوائد تدوين أحداث الحياة اليومية. إذ أشارت دراسة أجرتها فرانشيسكا جينو من كلية إدارة الأعمال بجامعة هارفارد، إلى أن قضاء 10 دقائق يومياً في تدوين الأنشطة اليومية حفّز أداء المشاركين بنسبة تفوق 20% خارج ساعات العمل. وأشارت أدلة كثيرة إلى أن كتابة الأنشطة اليومية وتأملها يزيد السعادة والرضا عن الحياة. ويؤكد معظم علماء النفس فوائد تخصيص دقائق قليلة لتأمل الذات، حتى لو كان مجرد التفكير في الأحداث المبهجة التي تبعث على السعادة وتقديرها.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم