
تركز زخم الانتفاضة الشعبية في المناطق اللبنانية في اليوم الـرابع والثلاثين، على مؤازرة حملة منع التئام الجلسة التشريعية في مجلس النواب، ودعم حضورها بمجموعات من ناشطي المناطق، من أجل محاصرة ساحة النجمة وإقفال المنافذ المؤدية اليها.
جبل لبنان
في جبيل تجمع عدد من الطلاب والتلامذة عند الشارع الروماني.
وفي عاليه، أقفلت الطريق الدولية عند مفترق شويت، وطريق صوفر - مفترق الاوتوستراد العربي، وتجمهر ناشطون في ساحة شكيب جابر في عاليه، وانطلقوا لمؤازرة المحتجين في بيروت. وأقفل مثلث خلدة صباحاً وسرعان ما أعيد فتحه.
الشمال
وأعاد الشماليون ("النهار") فتح الطرق التي قطعوها ليلا، لإتاحة المجال من أجل المشاركة في الاعتصامات والتحركات الاحتجاجية على الطرق المؤدية الى مجلس النواب.
وعاودت المصارف فتح أبوابها، وشهدت كل الفروع ازدحاما كبيرا للمودعين وامام اجهزة الصراف الآلي، وسط تدابير امنية خاصة اتخذتها عناصر قوى الامن الداخلي.
أما حركة السير في طرابلس فكانت منذ الصباح ناشطة نسبة الى الاسبوع الفائت، واستأنفت غالبية المدارس والجامعات والثانويات والمعاهد والمهنيات الدراسة، فيما بدأت المحال التجارية والمؤسسات الخاصة فتح ابوابها، كذلك المصالح المستقلة والدوائر الحكومية. غير ان المحتجين عادوا بعد الظهر واقفلوا العديد من الدوائر الرسمية، إضافة الى مكاتب شركة "ألفا" بعد تحطيم واجهتها الزجاجية والتعرض لعاملين فيها. كذلك جرى إقفال مكتب "الميدل إيست" في محلة المعرض.
وكانت كل الطرق في المدينة ومحيطها سالكة، باستثناء مسارب "ساحة النور".
وفي الكورة، سجلت صباحا محاولة لاقفال طريق ضهر العين، أحبطها الجيش.
عكار
وعاشت عكار ("النهار") كما باقي المناطق اللبنانية في اليوم الـ34، على وقع الاحتشاد عند منافذ مجلس النواب، للحؤول دون عقد الجلسة النيابية.
واعاد المحتجون فتح طريق العبدة - المنية في الاتجاهين، وطريق العبدة - حلبا، في اطار خطة تسهيل مشاركة ابناء عكار في الاعتصامات في محيط المجلس.
وفتحت المصارف في المحافظة ابوابها امام المودعين، وسط تدابير امنية.
غير ان المحتجين ابقوا على حركتهم الاحتجاحية اليومية إذ نفذوا اعتصاما أمام سرايا حلبا، مرددين هتافات ضد الفساد. وحضوا الموظفين في مركز "ليبان بوست" على التوقف عن العمل، وهم يقرعون بالأدوات الحديد على سياج السرايا قرابة نصف ساعة، استجاب بعدها الموظفون وأقفلوا المركز.
كما اعتصموا ايضا أمام مقري "أوجيرو" ووزارة العمل في حلبا وأقفلوهما.
ثم اعتصموا أمام مراكز المالية والعقارية، مؤسستي الكهرباء والمياه، التعليم المهني والتقني، التنظيم المدني في حلبا، وأقفلوها كلها.
وانطلقت من امام ثانوية فنيدق الرسمية مسيرة طالبية حاشدة شارك فيها رئيس البلدية الشيخ سميح عبدالحي وعدد من اعضاء المجلس البلدي ومديري مدارس وفاعليات، واكثر من 5000 طالب من 11 مدرسة رسمية وخاصة في البلدة، حاملين الاعلام اللبنانية واللافتات المؤيدة للحراك الشعبي على مستوى كل لبنان، ورددوا هتافات تأييد للثورة، و"الشعب يريد اسقاط النظام".
وجابت المسيرة شوارع البلدة وصولا الى باحة مسجد الدوحة، حيث القى طلاب كلمات عبّرت عن مطالبهم الوطنية والمطلبية والانمائية.
الجنوب والنبطية
وعبّر المتظاهرون في "ساحة الانتفاضة والثورة" في صيدا ("النهار") بطريقتهم الخاصة، عن مشاركتهم في تعطيل انعقاد الجلسة التشريعية، احتجاجاً على محاولة عقدها قبل تأليف حكومة انتقالية.
منذ ساعات الصباح الاولى، توزعت مجموعات من المتظاهرين بمشاركة عدد من تلامذة المدارس الرسمية والخاصة التي تعطلت فيها الدراسة، على الطرق الرئيسية والفرعية وأقفلتها بعض الوقت. ثم جال هؤلاء بمسيرات راجلة في شوارع المدينة وسدوا المداخل الرئيسية لعدد من المرافق العامة (الكهرباء والمياه والهاتف). وتوقفوا أمام محال الصيرفة التي عمد أصحابها طوعا الى إغلاق أبوابها، متجنبين الاحتجاج أمام المصارف التي فتحت أبوابها وشهدت زحمة خانقة، كما ماكينات الصراف الآلي.
وأوقف الجيش وقوى الأمن الداخلي نحو ستة أشخاص لدى محاولتهم قطع طرق، أطلقوا بعد نحو ساعتين.
وفي قصر العدل الجديد، عقدت جلسة لاستجواب 18 موقوفا بحادثة اقتحام "استراحة صور السياحية" وحرقها في اليوم الأول لاندلاع الانتفاضة في 17 تشرين الأول الفائت، في حضور ذويهم.
وخلّى قاضي التحقيق مارسيل حداد ثمانية بكفالة 500 الف ليرة عن كل منهم، واضطر عدد من ذويهم إلى جمع المبلغ واستدانته من آخرين، فيما اغمي على أمهات بسبب عدم تخلية أبنائهن.
وكانت عقيلة رئيس مجلس النواب رندة بري، أسقطت الدعوى المقدمة على هادي عطوي الذي خلّي سبيله من ضمن الأشخاص الثمانية.
يذكر أن الطريق التي تربط حاصبيا بالبقاع عند مفترق زغلة، قطعت بعض الوقت بالسيارات.
البقاع
باكرا انهى الجيش مظاهر قطع الطرق في زحلة وبر الياس ("النهار") والبقاع الغربي، والتي كان أقدم عليها محتجون ليل الاثنين - الثلثاء. ولم تدم طويلا المحاولات الشبابية والطالبية لتعطيل مدارس او مؤسسات عامة كسرايا زحلة او "اوجيرو". فتابعت المدارس يومها بشكل عادي، وغصّت المصارف بالزبائن بعد طول إقفال، من دون ان تسجل اي مشكلات، فيما رافقتها حراسة من قوى الامن.