الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

لبنان على درب الجلجلة

المصدر: النهار
عمار الحيدري
لبنان على درب الجلجلة
لبنان على درب الجلجلة
A+ A-

هل حقاً قام طائر الفينيق من جديد؟

فالمشهدية السريالية التي كنا نحلم بها منذ عقودٍ مضت، قفزت فجأةً بكل هالتها للمشهد اليومي اللبناني.

خلعنا أرزال الإنهزامية بكل تجرد من موبقات الماضي، ورجعنا لأول مرة منذ ذاك الإستقلال القديم لنكرّس من جديد حقبة جديدة من عنفوان الكرامة المسلوبة، ومن حقوق باتت منهوبة لصالح حفنةٍ فاسدةٍ تدّعي خدمة الوطن ولا غاية لها من هذا الخدمات سوى انتفاعاتهم الشخصية في أبراجهم العاجية، ونحن بين الأقدام نعيش.

كما الدم توحّدنا... كما الهواء تمردنا، والآتي أعظم.

اليوم، نسير على درب الجلجلة نحو النور، وإن تعثرنا ببعض الموبقات لكننا سنصل حتماً إلى مكاننا المنشود لعودة لبنان الحقيقي بكل تجلياته وأبنائه وخيراته. سنعود لبنان الشرق وليس سويسرا الشرق... فلبنان كان وسيبقى القبلة الصادقة للفكر والإبداع ومساحات النور الدافئة في عز المحن.

نحن أبناء النور لا يمكن لنا أن نعيش في ظلام نفوس الظلام،

نحن من حوّلنا أكواخ العمر لقصور العلم، ومددنا جسور المعرفة حتى أقاصي الأرض،

لكننا تقاعسنا في حق بلدنا وحق بعضنا البعض، وسرت حبائلهم حولنا تدسّ لنا الفتن كسم أفعى ليسري في عقولنا ذاك المرض الطائفي الخبيث والمناطقي اللعين.

والآن، عدنا من بعيد، عدنا من جديد بفكرٍ يسعى لنفض الذل عن أكتاف الوطن لنرى ذاك النور من جديد بعدما حلّ مكانه ظلام الحرب البغيضة.

عدنا من جديد بعدما تأكدنا بأننا كنا كلنا ضحايا أنفسنا.

عدنا من جديد بعدما عرفنا الطريق نحو الحرية وليست تلك الحرية المارقة المغلفة بسلوفان المصلحة الشخصية أو السفاهة المتقمصة فينا منذ زمن الحرب الأهلية.

عدنا لبنانيين لا تحركنا أصابع الزعماء ورغباتهم وجشعهم.

عدنا لبنانيين لا مطامع خاصة لنا، بل هدفنا أن نبقى فعلاً لبنانيين حقاً لا يفرق بيننا سوى الموت.

هذا هو العهد الحقيقي لنكمل الدرب متعمدين بدماء الكرامة وبقلوبٍ بيضاء، شامخين كصنين إلى أبد الآبدين دفاعاً عن لبنان العظيم.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم