اختتم معرض "أرضي" لهذا العام الذي صار تقليداً سنوياً لمساعدة المزارعين والحرفيين لترويج منتجاتهم في ظل الظروف اصعبة التي يعيشها لبنان.
المعرض الذي تفوح منه رائحة الارض الطيبة افتتح في مجمع "سيد الشهداء" في الضاحية الجنوبية لبيروت ينقل الريف مجدداً الى المدينة ليحضن تعب أيادٍ عملت لأشهر وأيام منتظرة اللقاء السنوي في ربوعه، ففي كل زاوية من زواياه تفوح الروائح القروية المعطرة بالطيب وعلى كل طاولة ترى اثر الجود، الكرم وطيبة القلوب من مختلف المناطق اللبنانية.

وافتتح المعرض وزير الاقتصاد والتجارة منصور بطيش ممثلا بمدير عام الوزارة عليا عباس، بحضور نائب رئيس اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية الأستاذ زهير جلول وممثلين عن أحزاب لبنانية، فعاليات سياسية، إجتماعية، نقابية ونسائية.
وبعد إنتظار دام مدة سنة أفتتح السوق ليختصر في أيامه الإحدى عشر، تعب، كد وتحضير مزارع وفلاح وحرفي أبدعوا بمنتوجات تحكي أمجاد الأرض وتروي غصن الزيتون حكايا جهدهم فنرى في وجوههم عطاء الأرض وكرمها وقلوب تحتضن الزائرين على اختلاف طوائفهم ومناطقهم، فهذا السوق يؤمّن 850 فرصة تسويقية في 338 زاوية افترشت كل أرجاءه حيث اعتبر متنفساً وطنياً وفسحة أمل لجأوا إليه في ظل الظروف الصعبة التي يعانيها الشعب اللبناني.
ومنذ اليوم الأول شهد سوق أرضي توافدا حاشدا للزوار الذين قدموا من عدة مناطق ومن مختلف الأعمار، طلاب مدارس وفتية كشاف شاركوا في أنشطة السوق اليومية، فالصباحية منها ركزت على التوعية البيئية والزراعية، والمسائية منها أضفت على السوق أجواء من الحماس كمسابقات تذوق الدبس، اللبنة، المكدوس وغيرها، ومسابقات التحدي والتنافس كأكل التفاح وفرم البصل وحفر الكوسا وغيرها، وأحيت إدارة السوق مناسبة المولد النبوي فأقامت لها أنشطة خاصة. واستقبل السوق فريق العهد تكريماً لفوزه في كأس آسيا، هذا بالأضافة الى السهرات الإنشادية والشعرية والعروض المسرحية الهادفة لتشكل الأنشطة روح السوق النابض.

هذا هو سوق أرضي الثامن لوحة لبنانية تراثية غرست زهرة حب فيقلب كل زائر ووحدتهم رغم اختلاف أعمارهم والمناطق التي جاؤوا منها، وهذا هو مكان ٌعندما تطأ أقدامك أعتابه تشم رائحة الارض والتراب، وتتنفس فيه روح الأصالة والتراث اللبناني وعلى مساحة من تراب الوطن.
نبض