الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

طلاب لبنان ضمير التغيير... مشهد ثوريّ بين اليوم والأمس (صور وفيديو)

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
طلاب لبنان ضمير التغيير... مشهد ثوريّ بين اليوم والأمس (صور وفيديو)
طلاب لبنان ضمير التغيير... مشهد ثوريّ بين اليوم والأمس (صور وفيديو)
A+ A-

انتفض طلاب الثانويات والجامعات في لبنان، نزلوا بالآلاف إلى الساحات في مختلف المناطق، رفعوا الصوت أمام مؤسسات الفساد، معبّرين عن وجعهم من الحال الذي وصل إليه بلدهم، مطالبين بالتغيير ومحاسبة كل من له يد بخراب وطنهم... خطوتهم التضامنية مع الحراك الشعبي الذي انطلق قبل واحد وعشرين يوماً أدهشت الجميع، وأعطت أملاً بالطريق الجديد الذي يُرسَم للبنان على أيدي طلابه ومواطنيه.

لم يحتج المتظاهرون اليوم إلى قطع الطرق، بعد تضامن طلاب لبنان معهم وتحركهم للمطالبة بحقوقهم، من الجنوب إلى الشمال، ومن البقاع إلى بيروت وجبل لبنان، إلى جونية وغيرها من المناطق، توافدوا؛ منهم من قام بمسيرات جابت الشوارع، ومنهم من قام بوقفة احتجاجية أمام المؤسسات العامة، في حين تظاهر البعض الآخر أمام المدارس والثانويات رافضين الدخول إلى الصفوف لمتابعة دراستهم، رافعين العلم اللبناني ولافتات تدعو لتحقيق مطالب الحراك الشعبي، ومرددين شعارات مؤيدة للثورة.

"ضمير التغيير"

لأن الطلاب هم من يصنعون التاريخ، يشعر الرئيس السابق لرابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية الدكتور عصام خليفة بالسرور لنزولهم إلى ساحة الدفاع عن قضايا مجتمعهم وسياسة الوطن واستقلاله من خلال أولوية رفع العلم اللبناني، حيث حيّا ذكاءهم وصلابتهم وابتعادهم عن العنف الفوضوي، وإصرارهم وعدم تراجعهم إزاء تقاعس ومناورات المسؤولين، وقال لـ"النهار" "الأغلبية الساحقة من الطلاب الذين نزلوا الى الشارع اليوم أعمارهم تحت سن الثلاثين ما يعطينا أملاً بمستقبل الوطن، لا سيما مع إصرارهم على المواطنية وثقافتهم السياسية الواسعة"، لافتاً إلى أنه "في السابق كنا نتعجب من كون طلابنا يسيرون خلف زعمائهم من دون أن يكون لديهم موقف نقدي وإحساس بصراع التاريخ، لكن اليوم تبين العكس". في حين اعتبر أمين سر حركة اليسار الديمقراطي الياس عطا الله أنه "لا يمكن للحركة الطلابية إلا أن تكون في قلب الحدث، ولطالما كانت هي ضمير التغيير في لبنان، فهذه الحركة ابنة ماض مجيد عمل لمصلحة الوطن والجامعة والتعليم والتغيير"،  مشيراً الى تقديره "لعودة الحركة الطلابية خاصة أن الانتفاصة من جيل الشباب، لذلك من الأحرى أن يكون طلاب الجامعات والثانويات بقلب التحرك للحرص على عدم مصادرة قرارهم من أي كان".

بين القرن الماضي والحاضر

في أواخر الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي كان محور تحرك الطلاب كما قال الدكتور خليفة "مسألة الجامعة اللبنانية والمسألة الوطنية"، وشرح: "في مسألة الجامعة اللبنانية طرحنا المشاركة، إعطاء الطلاب منحاً خارجية ووطنية وغيرها، وقمنا بتظاهرات ضخمة أمام مجلس النواب وصل عددها إلى 40 ألفاً، كنا حينها نثير الخوف في قلوب المسؤولين، أتذكر كيف رشقهم تلاميذ من الليسيه بالبيض والبندورة، الأمر الذي اضطرهم للهروب من أبواب خلفية"، وأضاف: "تحرك الطلاب اليوم سببه مشاكل عدة منها الهجرة، فما بين 35 و40 ألف شاب يهاجرون سنوياً، نسبة البطالة وصلت إلى 40 في المئة، في حين يقبع نحو 50 في المئة تحت خط الفقر، لذلك يعيش الطلاب أزمة تطال كل شرائح المجتمع، وهي تعود الى انشغال المسؤولين بالصفقات ونهب المال العام من خلال مشاريع تُطرح حولها مئات علامات الاستفهام"، داعياً طلاب الجامعة اللبنانية إلى "المباشرة بقيام اتحاد مستقل عن كل وصاية حزبية أو إدارية"، مؤكداً أن "الإصلاح يجب أن يطال هذه المؤسسة على كل المستويات".

تشابه لا يصل إلى حدود التكامل

وأكد عطا الله أن هناك "تشابهاً بين الحركة الطلابية في السبعينيات والحركة الطلابية اليوم في موضوع الحريات وعلى المستوى الاجتماعي والوطني، إضافة الى تشابه في أساليب العمل والشعارات، إلا أن هناك زمناً طويلاً فاصلاً يحول دون التكامل التام"، مشيراً الى أن "الحركة الطلابية في السبعينيات كانت سابقة كل منطق الطبقة السياسية الموجودة، وكانت واضحة بشعاراتها البناءة الى أن أتت الحرب الاهلية وقضت على كل شيء، وقد كانت مسالمة وتعلم كيفية التحرك، واليوم أعتقد إذا كان هناك تأخر بسيط في الحركة الطلابية إلا أنها ستستلحق الأمر وستكون في مقدمة التحركات وتعطي من وهجها ونضارتها وتجديدها للتحرك الرائع"، وشرح: "العنوان الأبرز على جدول الحركة الطلابية في السابق كان الحريات، وكان حشدها يصل في هذا الموضوع إلى عشرات آلاف الطلاب، إضافة الى المطالبة بتحسين وتطوير التعليم في المؤسسات الرسمية، وقد تمكنت من تشييد كلية العلوم التي هي مفخرة".

وعن قدرة الطلاب على التأثير، أكد عطا الله أن "الطلاب ليسوا منفصلين عن المجتمع بل هم جزء منه لديه دينامية أقوى وشروط أفضل وتطلع للمستقبل أكثر"، أما الدكتور خليفة فاعتبر أنهم "قوة المجتمع ومستقبله، والأعداد التي نزلت اليوم تبشر بالخير، عدا عن خطابهم السياسي الذكي، لذلك دورهم بالتغيير كبير".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم