الثلاثاء - 14 أيار 2024

إعلان

"داعش" يطلّ مجدّداً وأميركا تهدّد تركيا بعقوبات "مشلّة"

"داعش" يطلّ مجدّداً وأميركا تهدّد تركيا بعقوبات "مشلّة"
"داعش" يطلّ مجدّداً وأميركا تهدّد تركيا بعقوبات "مشلّة"
A+ A-

في اليوم الثالث للعملية العسكرية التركية ضد المقاتلين الأكراد في شرق الفرات والتي تطلق عليها انقرة الاسم الرمزي "نبع السلام"، نشبت معارك عنيفة بين الجانبين وسط حركة نزوح كثيفة للمدنيين، وبرزت مؤشرات لبدء تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) استغلال زعزعة الوضع الامني في المنطقة ليطلّ مجدداً، فيما رفض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رفضاً قاطعاً للاستجابة للنداءات الدولية لوقف العملية العسكرية.

ودارت اشتباكات منذ صباح الجمعة مع محاولة "قوات سوريا الديموقراطية" (قسد) التصدي لتقدم القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها التي تشن هجمات على جبهات عدّة في الشريط الحدودي الممتد من رأس العين (الحسكة) حتى تل أبيض (الرقة).

وأوضح "المرصد السوري لحقوق الانسان"، أن الاشتباكات تزامنت مع قصف مدفعي كثيف وغارات جوية تركية متفرقة. وأشار الى أن "قسد" تستخدم "أنفاقاً وتحصينات بنتها قرب الحدود لشن هجمات مضادة وعرقلة تقدم" خصومها.

وقال مصدر في "قسد" من داخل بلدة رأس العين عبر الهاتف: "تحاول القوات التركية الهجوم من محاور عدّة لكسر خطوط دفاعنا لكن قواتنا تتصدى لها".

وأحصى "المرصد" مقتل سبعة مدنيين وتسعة من أفراد "قسد" بالنيران التركية، لترتفع الى 17 مدنياً حصيلة القتلى منذ الأربعاء و41 مقاتلاً من "قوات سوريا الديموقراطية".

وأعلنت أنقرة الجمعة مقتل أربعة جنود اتراك واصابة عدد آخر في إطار العملية العسكرية.

وقالت وزارة الدفاع التركية إن العملية العسكرية "تجري كما هو مخطط لها". وتحدثت عن مقتل 342 مقاتلاً من "قسد".

وغداة سيطرة الجيش التركي والفصائل على 11 قرية حدودية، تمكنت "قسد"، كما أورد المرصد، من استعادة السيطرة على قريتين ليل الخميس.

وأفاد مكتب حاكم إقليم مردين التركي الواقع في جنوب شرق البلاد أن ثمانية أشخاص قتلوا وأن 35 آخرين جرحوا عندما هاجمت "وحدات حماية الشعب" الكردية السورية بلدة نصيبين التركية الحدودية بالصواريخ وقذائف الهاون.

وأكد مدير "المرصد" رامي عبد الرحمن، أن عشرات من السكان العرب في المنطقة بدأوا القتال مع القوات التركية فور شن هجومها.

ونقل مركز اعلامي مرتبط بالإدارة الذاتية الكردية عن مصدر كردي أن بعض القبائل العربية اصطفت إلى جانب القوات التركية وأنها تحرّك خلايا نائمة لمهاجمة "قسد".

فرار "داعشيين"

وقالت الامم المتحدة، إن الهجوم التركي دفع نحو مئة ألف شخص إلى مغادرة منازلهم.

في غضون ذلك، كشفت "قسد" إن خمسة معتقلين من "داعش" فروا من أحد السجون التي تديرها بعد سقوط قذائف تركية في جواره في مدينة القامشلي.

وقال مسؤول إعلامي في "قسد" أن المعتقلين الخمسة فروا من سجن "نفكور"، الواقع عند الأطراف الغربية لمدينة القامشلي ذات الغالبية الكردية.

وكان أحد حراس السجن قال في وقت سابق إن هذا السجن يضم "مقاتلين أجانب من التنظيم".

وتحدث مسؤول آخر في "قسد" عن قذائف تتساقط "باستمرار" قرب سجن جيركين الذي يؤوي أيضاً عناصر من التنظيم في المدينة.

كما تبنى "داعش" تفجير سيارة مفخخة في مدينة القامشلي ذات الغالبية الكردية، مما تسبب بمقتل ستة أشخاص بينهم مدنيون.

وأصدر التنظيم بياناً تناقلته حسابات جهادية على تطبيق تلغرام وجاء فيه أن "مقاتلي الدولة الإسلامية" أقدموا "على تفجير سيارة مفخخة مركونة" قرب تجمع للمقاتلين الأكراد في المدينة.

كما صرح المسؤول الاعلامي في "قسد" مروان قامشلو بأن نساء من "داعش" تحتجزهن "قسد" في مخيم أبو الهول في الحسكة هاجمن مكاتب الأمن بالعصي والحجار خلال اضطرابات في المخيم.

تلويح اميركي بعقوبات

وفي انتقاد أميركي للعملية التركية، أبلغ وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر نظيره التركي خلوصي آكار، إنه ينبغي لأنقرة وقف تصعيد الموقف في شمال شرق سوريا "قبل أن يتعذر إصلاحه"، مضيفاً أن العملية التي تنفذها تركيا هناك قد تضر بالجنود الأميركيين.

وقالت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" في بيان عن اتصال هاتفي بين إسبر وأكار: "على رغم تأكيد الوزير (إسبر) تقديرنا لعلاقاتنا الثنائية الاستراتيجية، إلا أن هذا التوغل يخاطر بمواجهة تركيا عواقب وخيمة". ولفت إسبر تركيا الى أن "أفعالها غير المنسقة" تهدد التقدم الذي احرز في قتال "داعش".

وصرح رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلاي :"لا نرى أي مؤشر أو تمهيد لوقف تدخلهم العسكري الاتراك)". وقال ان التقدم التركي هو في حدود "خمسة الى سبعة" كيلومترات في الغرب و"ربما عشرة"، مقابل "كيلومتر الى ثلاثة كيلومترات" في الشرق. وقدر عدد الجنود الاتراك على الارض بما لا يتعدى "مئات من سلاح المشاة".

وفي موقف أميركي أكثر حدة، قال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين إن الرئيس دونالد ترامب فوض الى مسؤولين أميركيين صوغ مسودة لعقوبات جديدة "كبيرة للغاية" على تركيا، وأن المصارف تتلق إخطارات بذلك. وأوضح أن الولايات المتحدة لا تطبق العقوبات في الوقت الحاضر، لكنها ستطبقها إذا اقتضت الضرورة.

وأضاف :"هذه عقوبات قوية جدا. نأمل في ألّا نضطر الى استخدامها ولكن في مقدورنا أن نصيب الاقتصاد التركي بالشلل إذا أردنا". وعبر عن قلق ترامب من احتمال استهداف تركيا من مدنيين قائلاً إنه يريد أن يوضح لها أنه لا يمكنها "السماح بفرار ولو مقاتلاً واحداً من داعش".

وفي وقت سابق، اعلن ترامب انه كلف وزير الخارجية التوسط لوقف النار في شمال شرق سوريا. وكرر التهديد بفرض عقوبات على تركيا إذا ما تعرضت حياة المدنيين للخطر.

كما هددت حكومات الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على تركيا، ورفضت غاضبة تحذير أردوغان من أنه "سيفتح الأبواب" أمام 3.6 ملايين لاجئ إلى أوروبا إذا لم تسانده.

وقال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك: "لن نقبل في أي حال أن يكون اللاجئون سلاحاً وأن يُستخدموا في ابتزازنا".

وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن العملية العسكرية في شمال شرق سوريا قد تحيي خطر "داعش" في المنطقة.

واعلنت وزارة الخارجية الهولندية أن هولندا علقت تصدير أي شحنات اسلحة جديدة الى أنقرة .

اردوغان: لن نتوقف

وعلى رغم المناشدات الدولية، أكد أردوغان أن بلاده لن توقف العملية العسكرية أياً كانت التصريحات الصادرة في شأنها. وقال :"لن نوقف أبدا تلك الخطوة التي اتخذناها ضد حزب الاتحاد الديموقراطي ووحدات حماية الشعب الكردية السورية... نتلقى تهديدات من كل حدب وصوب تقول أوقفوا هذا التقدم".

وبعد التهديدات الاميركية، هبط سعر الليرة التركية إلى 5.9 ازاء الدولار.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم