الجمعة - 10 أيار 2024

إعلان

"متحف نابو" يحتفي بإنجازات عشرة نحاتين من لبنان: النحت في بيئته الحقيقية

فيصل سلطان
Bookmark
"متحف نابو" يحتفي بإنجازات عشرة نحاتين من لبنان: النحت في بيئته الحقيقية
"متحف نابو" يحتفي بإنجازات عشرة نحاتين من لبنان: النحت في بيئته الحقيقية
A+ A-
افتتح في "متحف نابو"، شكا - الهري، معرض لعشرة نحاتين لبنانيين، يحوّل حديقة المنحوتات - نانايا الى منصّة للنحت الحديث والمعاصر. يعكس المعرض جماليات الطاقة المرئية والخفية للكتل النحتية وهي تواجه الفضاء المفتوح على الضوء والريح، ويقدم المعرض لكلٍّ من زافين هديشيان، حسين ماضي، نعيم ضومط، انطوان برباري، رافي توكاتليان، بيار كرم، رودي رحمة، أناشار بصبوص، نبيل الحلو وبسام كريلوس، تمثّل نماذج من مظاهر النحت الحديث والمعاصر التي عرفتها فنون بيروت 1969-2019.عشرة نحاتين يعكسون في تجاربهم العطش الدؤوب لملامسة فضاءات الحدائق والساحات الحميمة، وتلمس النحت في عالم بيئته الحقيقي، من خلال قطف الحركة والنغم والطاقة والسكون في تصاميم منحوتاتهم. هذا ما يفسر جلياً التركيز على مظاهر تجليات ابراز الحركة كهاجس رئيسي في أسلوب زافين هديشيان (1932-2018)، الذي استطاع ان يدمج ما بين جدلية المظاهر الخفية والعلنية لدينامية الحركة وشاعرية السكون في طريقة الانتقال من التشخيص الى التجريد الذي يلامس هندسة روح العواطف. ينظر حسين ماضي (من مواليد العام 1938)، الى لغة الطبيعة على أنها ركيزة أبجديته الفنية، فهو يستمد حيوية نظامها التجريدي الخفي وتجليات إشارات ايقاعاتها الواقعية العلنية. إنه يبوح بحقائق لغة فنية جديدة نابعة من اسرار قراءاته لأشكال الطبيعة وتأملاته لها وتحليله العميق لحركات خطوطها وسطوحها التي ساهمت في استنباط أسلوبه الفني المميز.تحضر المرأة في اغلب منحوتات حسين ماضي، فهي ركيزة فنه إن لم تكن عنصره الأهم. إذ تتفتح من خلالها مكامن الحركة، من مفاصل جسدها إلى تسريحة شعرها، فيجسدها في كل حالاتها، واقفة ومضطجعة وجالسة، كأنه يرسمها قبل أن ينحتها. هكذا يبدو النحت عند حسين ماضي قويا ومتينا ومنفتحا على ضرورات الموضوع التشبيهي – الواقعي ومستلزماته، وهو نظامي الى درجة الصرامة ومتحرر في الآن نفسه إلى اقصى التحرر في اختصاراته. وقد أضاف الى تجارب النحت في لبنان نكهة واقعية جديدة قائمة على فانتازيا حضور الموتيفات الأليفة والحميمة، في تركيب بنائيّ وجماليّ على تماس مع أسلوبه في طريقة تنظيم فضاءات لوحاته التي وجدت في النحت افقاً جديداً. ينتمي الفنان نعيم ضومط (من مواليد المغيرة – الشوف العام 1941) الى عائلة كانت تعمل في مجال البناء، لذا تغلغلت في طفولته معاني التشييد من خلال لعبة جمع الأحجار في عمليات بناء الاشكال. وجد سر تعلقه بالنحت وسر دلالات التصالح مع الماضي والشغف بجماليات...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم