الثلاثاء - 14 أيار 2024

إعلان

ماذا لو كان سيناريو للتراجع عن الحكومة؟\r\n

المصدر: النهار
A+ A-

وسط اتساع الانطباعات التي يغلب عليها التشاؤم من تراجع إمكانات التفاهم على استكمال تشكيل حكومة الثلاث ثمانات بدأت أوساط مراقبة تبدي شكوكا وتطرح تساؤلات مغلفة بالريبة حيال معالم خطة موزعة الأدوار لإحباط عملية تأليف اي حكومة جديدة في المطلق . واستندت هذه الأوساط في طرح شكوكها الى ما وصفته باستعادة سيناريو إبراز عقدة مطالب العماد ميشال عون في اللحظة الاخيرة من عملية التشكيل على غرار ما حصل لدى تشكيل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي التي كان من نتائجها آنذاك ان حظي عون بثلث المقاعد الوزارية ولكن هذه المرة بدوافع مختلفة وأهداف مستجدة قد تفضي الى الإطاحة تماماً باي تغيير حكومي والإبقاء على الحكومة المستقيلة في نهاية المطاف. وحذرت الأوساط في هذا السياق من المنحى الذي يهدف الى تعميم الانطباعات حيال خلاف عميق بين أطراف قوى 8 آذار في شان المداواة بالحقائب علما ان التفاهم الأساسي على هذا المبدأ شكل حجر الأساس لإطلاق العملية فاذا بعقدة عون تصبح فجأة عنوان العرقلة مما يثير الكثير من الريبة في إمكان حصول متغيرات إقليمية تدفع بالفريق الممسك بالحكومة المستقيلة الى التنصل من مشروع التغيير الحكومي تحت حجة الاختباء وراء عقدة داخلية ظاهرها مطالب عون وباطنها احباط الحكومة الجديدة .
وفي اعتقاد هذه الأوساط ان الأيام القليلة المقبلة ستشكل الامتحان الحاسم لفريق 8 آذار حيال كشف حقيقة نياته من المشروع الحكومي وكذلك سيشكل الامر المحك الحاسم لكل من رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس المكلف تمام سلام . فإذا كان "حزب الله" جادا في التزام التفاهم على حكومة الثلاث ثمانات يصعب تصور استحالة إيجاد حل لمطالب حليفه الذي يغالي في تصوير تمسكه بحقيبة الطاقة كأنها مسالة غبن مسيحي لتوظيف الامر شعبيا على مشارف الاستحقاق الرئاسي وتنافساته المنتظرة . اما في حال إفشال حكومة الثلاث ثمانات فلن يبقى امام الرئيسين سليمان وسلام سوى الأقدام على استيلاد حكومة جديدة سياسية كانت ام محيدة مهما كانت النتائج تحت وطأة فقدان المبادرة الدستورية وانهيار صدقيتهما ان هما تخلفا عن ذلك لأي دوافع ظاهرة او مبطنة . وحذرت الأوساط في هذا السياق من ان محاذير العودة الى نقطة الصفر في الأزمة الحكومية لن يكون الا بداية لوضع أشد تعقيدا وخطورة من المرحلة السابقة خصوصا اذا كان ذلك سيؤدي الى تعويم واقعي للحكومة المستقيلة بما في ذلك إمكان توليها صلاحيات رئاسة الجمهورية في حال حصول الفراغ الرئاسي .


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم