الثلاثاء - 14 أيار 2024

إعلان

بنزين وثورة وقطّ

اسمهان الشعبوني- تونس
بنزين وثورة وقطّ
بنزين وثورة وقطّ
A+ A-

كان يا مكان عامل بمحطّة للبنزين، في أوائل العشرينات من عمره، يدعى البشير. كان يضع يوميّا قبّعته الكاسكيت السوداء التي طُبِعت عليها، باللون الأحمر، صورة تشي غيفارا. ولمّا كانت محطة البنزين مقسّمة إلى قسمين، قسم لتزويد السيارات بالبنزين، وقسم لتنظيفها –ذلك أن السيارات في حاجة إلى البنزين تماماً كما هي في حاجة إلى الماء للغسيل– فإنّ أكابر عمّال المحطّة قرّروا أنّ البشير لا يستطيع، نظراً إلى صغر سنّه، أن يضع البنزين في خزّانات السيارات، وأنّ عليه أن يكتفي في بداية مشواره المهني بالعمل في القسم النديّ من المحطّة، وأن يتعلّم بادئ ذي بدء كيف ينظّف السيارات بالماء، وكيف يمرّر آلة "الكارشير" فوق سقفها وعلى إطاراتها المطاطية. لم يناقش البشير قرار الأكابر لأنّه لم يكن في وضع يسمح له بأن يناقش المهام التي كُلِّفَ بها في أوّل عمل قارٍّ له، ولأنّه لم يكن يستطيع أن يواجه الأكابر، فَهُمْ أعيان العمّال وشرفاؤهم.

"كان يا مكان...

لا...لا... ذلك غير مناسب فلا مفرّ من تحديد التاريخ"[1]

بلغ الصبيّ من العمر أربعة عشر عاماً وشهراً بالضبط يوم الثامن من فبراير سنة 2013 لأنّه وُلد في الثامن من شهر يناير قُبيل نهاية القرن، وقُبيل نهاية الألفيّة، في سنة 1999. وُلد في فترة انتقالية من الزمن ونقطة تحوّل للبشريّة التي لم تكن تدري بعدُ التغيّر القادم نحوها. هكذا، يوم شُيّع شكري بلعيد إلى مثواه الأخير، كان البشير الذي مرّ شهر واحد فقط على عيد ميلاده الرابع عشر، بصحبة صديقه "أحمد" وعدد من رفاق الحيّ، يمشي في موكب الجنازة. وكانت تتخلّل الموكب، إلى جانب صورة شكري بلعيد، صورة لرجل آخر. ورغم أنّ الخطى كانت تتقدّم على الوتيرة نفسها، فإنّ البشير قد سمع لها إيقاعات مختلفة. كانت هناك خطى حزينة. وكانت هناك خطى خائفة. وكانت هناك خطى يائسة. وخطى ثائرة. أصغى البشير إلى الإيقاعات المختلفة. وأعجبه إيقاع الخطى الثائرة فاختاره. ولمّا سأل عن صورة الرجل الآخر التي لازمت صورة شكري بلعيد، قيل له إنّها صورة تشي غيفارا. ولمّا قرأ البشير عن تشي غيفارا في الانترنت، عرف أنّ شيئاً ما سيتغيّر.

كان يا مكان شاب يضع يوميّا قبّعته الكاسكيت السوداء التي طُبعت عليها باللون الأحمر صورة تشي غيفارا، ويشتغل كعامل تنظيفٍ للسيارات بمحطّة للبنزين لأنّ أكابر العمّال الذين يُفرِغون البنزين في خزّانات السيّارات ويُمسكون بلفافات الأوراق النقديّة في أيديهم ويتصرّفون فيها، قرّروا أنّه يجب على البشير أن يستهلّ عمله في قسم تنظيف السيارات. لم يناقش البشير قرارهم لأنّه كان يدرك أنّ شيئاً ما سيتغيّر، إذ قرأ أنّ الثورة فعلٌ دائمٌ ومستمرّ حتّى يُكلّلَ بالنصر.

كان يا مكان محطّة لبيع البنزين وتنظيف السيارات، تتهيّأ لخوض الإضراب الثالث على التّوالي لعاملي نقل المحروقات في ظرف ستّة أشهر، وقد هدّد المسؤولون في القطاع، في هذه المرّة، بأنّ الإضراب سيكون مفتوحاً، وأنّه قد يدوم أكثر من أسبوع. كان عمّال المحطّة قد أبلوا إبلاء حسناً في كلّ إضراب. وكان قد التحق بهم منذ شهر عامل شابّ كُلِّف بمهمّة تنظيف السيارات، فلم يتسنَّ له أن يشهد إبلاء القدماء والأكابر من عمّال المحطّة خلال الإضرابين الأوّلين. لذلك، فإنّه لم يتخلّف عن أيّة لحظة من وقائع الإضراب الثالث، ورأى كيف تجنّد رفاقُه لبيع البنزين لأصحاب السيارات.

ولمّا كانت السيارات في حاجة إلى البنزين تماماً كما هي في حاجة إلى الماء لتنظيفها، فقد اصطفّت العربات أمام المحطّة من الصباح حتّى المساء، ورأى البشير كيف أنه بمرور الوقت واقتراب نفاد البنزين المحدود في كمّيته، وصبر الحرفاء القليل بطبيعته، فُتحت أبواب السيارات واندفع أصحابها نحو المحطّة محمَّلين بصفائح وأوعية فارغة كي يملؤوها بنزيناً دون أن ينتظروا دورهم الذي قد لا يأتي، لأنّ جيشاً آخر من المُشاة المحتاجين إلى البنزين قدِم إلى المحطّة من الجهة الأخرى، وقد كان المُشاة مُحمَّلين هم أيضاً بأوعية فارغة لشراء البنزين. فانطلقت المعركة بين المشاة وسائقي السيارات، واضطرّ أكابر عمّال المحطّة إلى التّدخل للحسم، فسعّروا أولويّة استعمال مضخّة البنزين، وصار بإمكان كلّ عنصر من المشاة أو من سائقي السيارات أن يدفع ما بين عشرة وعشرين ديناراً للحصول على الأولويّة في الدور. ومن حسن حظّ أولئك الذين بقوا في سياراتهم، فإنّ بعض المحترفين في السوق السوداء والذين اندسّوا بين صفوف جيش الحرفاء المشاة، قد ملؤوا صفائحهم بنزيناً وأخذوا يتمشّون بين السيارات ويقترحون بيعها للسائقين الذين مكثوا في سياراتهم، وذلك بأسعار معقولة نظراً إلى المعمول به عادة في السوق السوداء.

وبينما كان البشير يراقب المعركة عن بعد، رأى جاره وصديقه أحمد قادماً نحوه على دراجته النارية ملوّحاً له بيده. قال له: "هذا يومنا يا أخي. لن نبقى مكتوفي الأيدي. سوف ننزل نحن أيضاً إلى المعركة. شيء ما سيتغيّر اليوم". وفعلاً، لم يَسَعِ البشير الذي كان ينتظر منذ ستّ سنوات أن يتغير شيء ما، إلّا أن يركب وراء صديقه على الدراجة النارية. أخذا يمرّان بين صفوف السيارات، وما إن يُشير أحد السائقين إليهما بيده حتى يركب البشير السيارة ويقودها إلى محطّة الوقود، ولمّا يصل إلى مدخل المحطّة، ينزل من العربة فيراه الجميع بزيّ العمل ويصيح في وجوههم أن ابتعدوا فهذه السيارة ستدخل إلى التنظيف، ثمّ يضع السيارة في بداية الطابور الذي تَشَكَّل أمام مضخّة البنزين، ويستلم طبعاً ثمن أولويّة الدور الذي مكّن سائق السيارة منه، ثمّ يقتسمه مع صديقه.

لكن رضا الذي كان، في آخر طابور الانتظار، جالساً وراء مقود سيارته "البيجو 106" من الموديل القديم التي اهترأت إطاراتها المطاطية وتكسّرت المرائي الجانبية فيها، لم يطلب مثل هذه الخدمة من البشير. كان قد رآه من قبل، إذ كان رِضا يسكن بالقرب من المحطة ويتزوّد بالبنزين منها، فلمّا مرّت الدرّاجة النّارية بجانبه، تسنّى له أن يتعرّف على عامل المحطّة. ولأنّه شعُر بحاجةٍ في التقليص من حجم القلق الذي تملّكه خوفاً من عدم الحصول على قليلٍ من البنزين وما قد ينجرّ عن ذلك من اضطراره لاستعمال المواصلات العمومية للذهاب إلى عمله، ممّا سيجعله يتأكّد مرّة أخرى، بينما هو محشور ومختنق في الباص المزدحم، من أنّ التضخّم الماليّ قد زاده افتقارًا، ومن أن وظيفته لم تعد تمكّنه من العيش ولا من دفع نفقة أطفاله الذين يعيشون مع طليقته، ويُثبت له مُجدّدا أنّه عاجز وأنّ المستقبل مريع – تفادياً لكلّ ذلك، فتح رضا شباك السيارة وصاح في اتّجاه البشير: "خويا، هل لا يزال هناك بنزين أم أنّه نفد؟".

توقفت الدراجة النارية، وفتح البشير باب السيارة "البيجو 106" وأمر سائقها بأن يجلس جانباً، فأطاعه رضا في اندهاش وكأنّما قد شُلّ عقله، وقاده البشير كما قاد الآخرين إلى مدخل المحطة صائحاً في وجه كلّ من يعترضه: "هذه السيارة متجهة إلى التنظيف. ابتعد". وهكذا وجد رضا نفسه يسلّم للبشير العشرة دنانير قبل الأخيرة من أجرته – فيما عدا ما خصّصه لثمن البنزين– جزاءً على الخدمة التي لم يطلبها منه. فلمّا وصل رضا أمام "صالح"، زعيم أكابر عمّال المحطة، وطلب منه أن يعطيه بثلاثين ديناراً من البنزين، وأجابه صالح مخادعاً أن المحطّة لا تعطي أكثر من عشرين ديناراً لكلّ حريف حتّى تتمكّن من تزويد الجميع، ولكنه يستطيع أن يعطيه بثلاثين ديناراً من البنزين على شرط أن يجازيه على ذلك، انتظر رضا أن يحصل على طلبه، ثمّ صاح: "لقد جازيتُ زميلك في الحين"، وشغّل المحرّك ثمّ أغلق الشباك وانطلق مسرعاً دون أن ينظر في المرآة العاكسة.


كان يا مكان شابّ في العشرين من عمره يُدعى البشير ويعمل بمحطّة للبنزين. كان مختصّاً في تنظيف السيارات في المحطّة لأن هذا ما رآه أكابر عمّال المحطة صواباً. لذلك، يوم خالف البشير التعليمات خلال الإضراب الثالث لعمّال نقل المحروقات، واستلم بعض الأوراق النقديّة كأجرة للخدمة التي قدّمها لحريفٍ أعانه على الوصول قبل الآخرين إلى مضخّة البنزين، وحال ذلك دون أن يتسلّم صالح، زعيم أكابر العمّال، بعضاً من تلك الأوراق النقديّة، كان لا بدّ للبشير من أن يُعاقَب على خروجه عمّا أوصي به.

فعندما ترك "سي الأزهر"، مدير محطّة البنزين، سيّارته الـ"ب.آم.دبليو" الجديدة للبشير كي ينظّفها بينما ذهب ليحتسي كوباً من القهوة الإكسبرس، وعاد كي يستلمها، وجد فيها خدشاً واسعاً وعميقاً يمتدّ على البابين الأمامي والخلفيّ من الجهة اليسرى للسيارة. وبعد أن جنّ جنونه وصرخ في وجه البشير، ووصفه بالحقير والنذل والحقود، طرده فوراً. ولمّا كان البشير بصدد مغادرة المحطّة، استوقفه صالح قائلاً: "من لا يلزم مكانه، لا بدّ له أن يرحل". فسأله البشير مستفسراً: "ماذا تقصد؟". أناره زعيم أكابر العمّال بالإجابة وعيناه تتّقدان نقمة وانتقاماً: "هل كنت تظنّ أنّك تستطيع أن تمكر بأكابر المحطّة؟ ما زلت في حاجة إلى أن تتعلّم الكثير أيّها الصبيّ! إذا كنت تريد أن ترتشي فلا ترتش على الأقلّ من صاحب سيّارة "بيجو 106" قديمة لأنّه لا يستطيع أن يدفع لك ولنا! ظننتَ أنّك قد ربحت منه عشرة دنانير ولكنّه لم يدفع لأسيادك الذين يحمونك. لذلك أنت من جنيتَ على نفسك أن تُسحب منك مثل تلك الحماية".

ولمّا همّ البشير، تحت وقع ما سمعه، بتسديد لكمة إلى زعيم الأكابر، صرخ به صالح: "ارحل. ارحل وإلّا طحنت لك عظامك أيّها الكلب"! وتذكّر البشير أنّه يقف هنالك وحيداً بينما كان بإمكان صالح أن يطحن عظامه فعلاً مع سي الأزهر، ومع بقيّة أكابر عمّال المحطّة الذين وقفوا يتمتّعون بالمشهد عن بعد.

اقرأ أيضاً: النبض الرومانسي في رواية "مذبح الموتى": أشباح الراحلين تتزاحم في الذاكرة

كان يا مكان شابّ يدعى البشير ويبلغ من العمر عشرين عاماً، ينتظر منذ ستّ سنوات أن يتغيّر شيء ما. ويوم خال أن شيئاً ما قد تغيّر، طُرد من عمله. فقرّر أن ينتقم ممّن تسبّب في طرده من العمل لأنه لم يكن يستطيع أن ينتقم ممّن طرده أو ممّن دبّروا له مكيدة كي يُطرد. لذلك جلس البشير غداة طرده على الرصيف المقابل لمحطّة البنزين، فوق الدراجة النارية التي استعارها من صديقه، ينتظر مرور سيارة الـ"بيجو 106" التي تسبّبت في بطالته. وعند اقتراب الغروب، رآها أخيراً تتقدّم ببطء متأرجحة إلى اليمين وإلى اليسار، فاقتفى أثرها على الدراجة النارية، حتّى شاهد صاحبها يركُنها أمام عمارة قديمة ثم يصعد في السلّم. أخرج البشير سكيناً من جيبه وبدأ بخدش صغير على الباب الأمامي كي يُجرّب مدى قدرته على إلحاق الأذى، ثمّ انحنى كي يشرخ العجلة المطاطية الأولى وذلك قبل أن يُجْهِز على العجلات الثلاث الأخرى ويعود ليخدش البابين الأماميين خدشاً عميقاً وواسعاً، لكنّه عندما انحنى أحسّ بشيء مثل السكين يرتمي على وجهه وينزل من أعلى جبينه حتّى أسفل ذقنه، ورغم صيحته وارتباكه والدّم الذي تدفّق من فوق عينيه اللّتين لم يفقدهما لحسن حظّه، تمكّن من أن يرى الأقدام البيضاء للقطّ الأسود الذي انقضّ عليه، وهي تهرول مبتعدة.

كان يا مكان، قطّ أسود أقدامه بيضاء، يحملها كجوارب بيضاء، يمكث قدّام باب عمارة بالية قديمة، يتبوّل أحياناً في بهوها تحت سلّمها الداخليّ المكسور، ويمضي الليل تحت السيارات المركونة أمامها.

كان يا مكان رجل يدعى رضا، تنفد أجرته في بداية الأسبوع الثالث من كلّ شهر، مطلّق، مهزوم، مقهور، محروم. وجد نفسه مضطرّاً، يوم إضراب عمّال نقل المحروقات، لدفع رشوة للشاب الذي أعانه على الوصول قبل بقيّة الحرفاء إلى مضخّة البنزين رغم أنّه لم يطلب منه أن يسدي له مثل هذه الخدمة. وهكذا نفدت أجرة رضا تقريباً في وسط الأسبوع الثاني من الشهر ولم يتبقّ له سوى عشرة دنانير قبل موعد دفع أجرة الشهر الموالي. لذلك لمّا خرج من العمارة في ذلك الصباح ممتعضاً متجهّماً مكفهرّاً، ليركب سيارته الـ"بيجو 106" ووجد بابها مخدوشاً، وانحنى ليتمعّن في الخدش، وخرجت من تحت السيارة الجوارب البيضاء الأربعة للقطّ الذي كان دائماً يمضي الليل تحت سيارته، ركله رضا صائحاً "حتّى أنت يا..!"

يومها، في طريق العودة إلى البيت، بعد أن توقّف رضا عند دكّان لبيع السموم، وسأل عن سعر السمّ "د.ت.ت."، تفطّن إلى أنّه لن تبقى لديه سوى ثلاثة دنانير إذا ما دفع ثمن السمّ الذي كان ينوي أن يعطيه للقطّ. وفكّر أنّه لن يستطيع أن يأكل حتّى موفّى الشهر، وأن عليه أن ينتظر صرف أجرة الشهر المقبل. لذلك اختار أن يتخلّص من القطّ بطريقة أخرى تسمح له في نفس الوقت بأن يأكل، خاصّة وأنّه لم يذق اللحم منذ ثلاثة أشهر.

كان يا مكان قطّ أسود ذو جوارب بيضاء، يمكث أمام عمارة قديمة بالية ويمضي الليل تحت سيارة "بيجو 106" يركنها صاحبها أمام الباب، لكنّ مثواه الأخير كان في فرن صاحب تلك السيارة.

كان يا مكان رجل محروم مهزوم مقهور يدعى رضا، تنفد أجرته في بداية الأسبوع الثالث من كلّ شهر. بقي ثلاثة أشهر دون أن يذوق اللحم، لكنه استطاع أخيراً أن يتدارك الوضع بالرغم من أن طعم اللحم كان مختلفاً.

كان يا مكان رجل من أكابر محطّة لبيع البنزين، يدعى صالحاً. دبّر مكيدة لعامل جديد التحق بقسم تنظيف السيارات وتسبّب في طرده، لأنّ العامل الشّاب لم يحترم مكانته وارتشى على حسابه.

كان يا مكان شابّ يعمل بقسم تنظيف السيارات في محطّة للبنزين وكان يضع يوميّاً قبّعته الكاسكيت السوداء التي طُبعت عليها، باللون الأحمر، صورة تشي غيفارا. كان ينتظر منذ ستّ سنوات أن يتغيّر شيء ما في حياته، ورغم أنّه لم ينجح في تغيير وضعه المادي أو في احترامه لنفسه، إلّا أن قطّاً ذا جوارب بيضاء عرف نهايته في أغوار فرن منزلي، تمكّن من أن يغيّر له شكل وجهه لمدّة بضعة أسابيع. وكان ذلك أعمق تغيير حصل عليه البشير إلى حدّ الآن.

كان يا مكان.

[1] عبارة لازمة لسلمان رشدي في روايته "أطفال منتصف الليل".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم