"وطن" بطرس البستاني: المعلّم فصل بين السياسة والرئاسة في نبذه حرب 1860 وتأسيسه المدرسة الوطنية

في احتفالية الذكرى المئوية الثانية لميلاد بطرس البستاني، أعلنت رئيسة تحرير "النهار" نايلة تويني خلال تسلمها جائزة تكريمية للنهضوي غسان تويني، كأحد الرموز والقادة، الذين جسّدوا بمسارهم نهج المعلّم بطرس البستاني، التزام الجريدة بنشر مواضيع دورية عن بطرس البستاني الكبير. في موضوع اليوم، وقفة أساسية عند البستاني الكبير، الذي يربك اليوم كما في الأمس كل الطائفيّين والوصوليين، بالتزامه الكامل في مسار حياته بفصل تام بين السياسة والرياسة أي الدين، وترجم عملياً ذلك في محطتين رئيسيتين الأولى رفض الطائفية ودعوة أبناء الوطن إلى نبذها، وتردد هذه العبارة عشرات المرات بقلم المعلم البستاني، والثانية من خلال فصل الدين عن التربية في مشروع المدرسة الوطنية. مناهضة الطائفية والعنفكان البستاني سباقاً إلى كل مأثرة علمانية وغير طائفية، آثر رفع "صرخته المدوية عام 1860، مستنكراً الأعمال البربرية، التي جرت في الحرب الأهلية، داعياً الى الألفة والاتحاد في نشرته الدورية، التي جعلها "نفير سورية"، كما ذكر قزما خوري في كتابه: "رجل سابق لعصره، المعلم بطرس البستاني "1819-1883" الصادر عن دار بيسان (ص 7-8)، ووفقاً لما جاء في الموقع الإلكتروني لمؤسسة الفكر اللبناني في جامعة سيدة اللويزة. ولفت المصدر نفسه إلى أنها "صحيفة أصدرها بعيد انتهاء الأحداث التي حصلت في جبل لبنان عام 1860، واستمرت حوالي ستة أشهر متتالية، مع الإشارة إلى أن الأعداد كلها حملت توقيع البستاني الآتي: "من محب للوطن"، واستهلها بندائه: "يا أبناء الوطن "، والذي يتردد مراراً في بداية كل مقطع".الوطنية الرابعةومن أفضل النصوص الرامية إلى التعبير عن رفض البستاني للطائفية، تمسّكه بمعنى الوطن ونبذ آفات الحرب الطائفية، وفي تضاعف دعوته إلى الألفة والتضامن، ومن خلال تصوره للجامعة الوطنية، وفقاً...