الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

"عصير يقتل السرطان في 48 ساعة"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#

المصدر: خدمة تقصي صحة الأخبارـ أ ف ب
لقطة شاشة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك).
لقطة شاشة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك).
A+ A-
كثيراً ما تظهر على مواقع التواصل الاجتماعي منشورات تروّج لعشبة أو نبتة يُقال إنها قادرة على القضاء على الخلايا السرطانيّة. آخر تلك المنشورات ادعت أن "خلاصة الهندباء البريّة قادرة على القضاء على الخلايا السرطانيّة خلال 48 ساعة"، لتتفوّق بذلك على العلاجات الكيميائية جميعها.
 
لكن الخبراء يؤكّدون أن لا علاج حتى الساعة قادر على القضاء على السرطان في هذه المهلة. كذلك، يحذرون من تجربة هذه الوصفات التي قد تضرّ من يتناولها في بعض الأحيان.

ظهر هذا الفيديو (هنا، هنا ايضا) الذي يروّج لخلاصة الهندباء البريّة كعلاج للسرطان باللغة الإنكليزيّة عام 2016. وما لبث أن تناقله رواد مواقع التواصل الاجتماعي بلغات أخرى، منها المجريّة، ليجتاح اعتبارا من العام 2018 صفحات فيسبوك باللغة العربيّة.
 
 
 
 وجاء فيه أن طبيبة اكتشفت عصيراً يقتل السرطان في 48 ساعة، وهو عبارة عن "خلاصة الهندباء البرية الممزوجة مع مكوّنات أخرى من الخضار والفاكهة". وبحسب الفيديو، فإن الهندباء "التي تتمتّع بخصائص مضادة للسموم تدفع الخلايا السرطانيّة إلى الانتحار".

ويقدّم الفيديو الوصفة العلاجيّة وينصح بتناولها صباحاً ومساءً للقضاء على السرطان.

ولكن ماذا يقول الخبراء عن هذا النوع من العلاجات؟
في حديث مع وكالة فرانس برس، قال ربيع تلحوق، الباحث في علم الخلايا في الجامعة الأميركية في بيروت، إن "هذه المنشورات التي تروّج لعلاجات تعتمد على نباتات لها خصائص مضادة للأكسدة مبالغ بها كثيراً. ولا يوجد لغاية اليوم أيّ علاج قادر على القضاء على الخلايا السرطانيّة خلال 48 ساعة".

نباتات مضادة للأكسدة لا علاجات للسرطان
وردّاً على سؤال عن مدى تأثير الهندباء البريّة وغيرها من الأدوية العشبية على الخلايا السرطانيّة، قال تلحوق: "كثيرة هي الخضروات والفاكهة التي تتمتّع بخصائص مضادة للأكسدة. وقد يكون لها تأثير ولا ريب على جسم الإنسان، لكن هذا لا يعني أنه سيكون لها تأثير على الخلايا السرطانيّة عند الإنسان".

 وحذّر من أن الإفراط  في تناول هذه الخلاصات قد تكون له آثار جانبيّة على صحّة الإنسان.

تجارب المختبر قد لا تحاكي التجارب السريرية
وأضاف تلحوق: "غالباً ما تُجرّب هذه الخلاصات العشبية في المختبر على خلايا تسمى +الخلايا الخالدة+، ولا تكون ناجعة على الإنسان. ولا يمكن اعتبار هذه العلاجات في هذه المرحلة من التجارب حقيقة علميّة مطلقة واعتمادها كعلاج للبشر".

وشرح قائلا: "كثيرة هي التجارب في المختبر التي تنطوي على أعشاب لمعرفة مدى تأثيرها على الخلايا السرطانيّة. لكنّ التوصّل إلى علاج ناجع يتطلّب قطع مسار طويل. فقد تنجح خلاصة عشبة مركّزة بالقضاء على خليّة سرطانيّة لدى حيوان مخبريّ، لكنّها قد تفشل في تخطي المراحل الأربع من التجارب السريريّة عند البشر".

مستقبل الأدوية العشبيّة  في علاج السرطان
تكتسب العلاجات العشبيّة اليوم أهميّة كبيرة، وتوجد مراكز أبحاث كبيرة في الولايات المتحدة تقوم بتجارب جمّة على هذه الأعشاب وتوثّق بياناتها. لكن لا شيء لغاية الآن يثبت أن الأعشاب قادرة على القضاء على السرطان وحدها.

مكمّلات لا علاجات
وقال الباحث في علم الخلايا إن كل هذه العلاجات العشبيّة اليوم تشكّل مكمّلات للعلاجات التقليديّة وليست هي العلاج نفسه.

نمط حياة لا عشبة
واعتبر تلحوق أن الاعتماد على عشبة لن يشفي أمراض السرطان. والأحرى اليوم اعتماد نمط حياة صحيّ متكامل لمكافحة السرطانات أو كبح نموّ الأورام، مثل التخفيف من تناول السكّر واللحوم التي قد توفّر بيئة حاضنة للخلايا السرطانيّة، والإكثار من تناول الخضار والفاكهة.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم