الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

"بيان لوزارة الصحة اللبنانيّة"؟ "تشريح، وكورونا هو بكتيريا تعرّضت للإشعاع"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#

المصدر: النهار
المنشور الكاذب المتناقل (واتساب).
المنشور الكاذب المتناقل (واتساب).
A+ A-
تنتشر الدعوة خصوصا عبر الواتساب إلى "قراءة بيان وزارة الصحة اللبنانية"، وفقا للمزاعم. المنشور المتناقل يدّعي ان "لبنان هو أول دولة في العالم تجري تشريحا لجثة احد ضحايا كوفيد-19. وبعد إجراء تحقيق شامل، اكتشف انه لا يوجد كوفيد-19 كفيروس، بل هو بكتيريا تعرضت للإشعاع وتسبب موت الإنسان عن طريق التخثر في الدم"، الى جانب ادعاءات أخرى. غير أن هذا المنشور لا صحة له. وزارة الصحة اللبنانية لم تصدره، والمنشور ذاته سبق ان انتشر في الاشهر الماضية بمزاعم ان وزارات الصحة في سنغافورة وروسيا وساخا وتتارستان وغيرها اصدرته، لكنها لم تفعل ذلك. وما يجب معرفته ايضا هو ان المعلومات التي يتضمنها المنشور عن كوفيد-19 لا أساس لها. FactCheck#
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
الوقائع: منشور طويل. "اقرأوا بيان وزارة الصحة اللبنانية"، على ما جاء في اوله. وابرز المزاعم فيه: "لبنان اصبح أول دولة في العالم تجري تشريحا لجثة شخص قضى بكوفيد-19". "بعد إجراء تحقيق شامل، اكتشف أن كوفيد-19 ليس فيروسا، بل بكتيريا تعرضت للإشعاع وتسبب الموت عن طريق التخثر في الدم". "لم يستمع الأطباء في لبنان إلى بروتوكول منظمة الصحة العالمية وأجروا تشريحًا للجثة... وبعد الاطلاع على ننائج التشريح، غيّرت وزارة الصحة اللبنانية على الفور بروتوكول علاج مرضى كوفيد-19، وأعطتهم الأسبرين... ونتيجة لذلك، بدأوا في التعافي".
  
 
 
- التدقيق: 
هل اصدرت وزارة الصحة العامة اللبنانية هذا البيان، كما يزعم المنشور؟ 
 
كلا. 
 
في واقع الامر، يبيّن البحث عن المنشور في الانترنت انه سبق ان انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع اخبارية، خلال الاشهر الماضية، بمزاعم ان وزارة الصحة في سنغافورة هي التي اصدرته (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، وايضا وزارات الصحة في روسيا (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، وفي جمهوريتي ساخا (هنا)، وتتارستان (هنا).
 
 
 
- حقيقة المنشور -
لكن وزارة الصحة السنغافورية، على غرار وزارة الصحة اللبنانية، لا علاقة لها بهذا المنشور. وقد أكدت في بيان نشرته في موقعها (هنا)، في 15 حزيران 2021، ان المنشور "كاذب"، و"لم تصدره"، و"قد تم فضح نسخ سابقة منه ذكرت دولا، مثل إيطاليا وروسيا، بدلاً من سنغافورة، بكونها غير صحيحة". 
 
 
وذكرت الوزارة جملة "حقائق": 
-"لم تُجر سنغافورة مثل هذا التشريح لمريض كوفيد-19، ولم تقدم مثل هذه الادعاءات حول الفيزيولوجيا المرضية لعدوى كوفيد-19. ولم يحصل أي تغيير من هذا القبيل في بروتوكولات العلاج الخاصة بنا لمرضى كورونا.
 
-مرض كوفيد -19 ناجم عن فيروس، وليس عن بكتيريا.
استنادًا إلى العديد من الدراسات العلمية والأدلة الحالية، فإن كوفيد-19 ناتج من فيروس كورونا- سارس- 2. وكشفت منظمة الصحة العالمية سابقًا زيف الخرافة القائلة بأن كوفيد-19 ناجم عن بكتيريا وليس عن فيروس.
 
قد يصاب بعض الأشخاص المصابين بفيروس كورونا- سارس- 2 بعدوى بكتيرية كمضاعفات. ويظهر هذا أيضًا في أمراض فيروسية أخرى مثل الإنفلونزا. في مثل هذه الحالات، يمكن وصف المضادات الحيوية.
 
-لا يمكن علاج كوفيد-19 باستخدام الأسبرين.
ليس للأسبرين تأثير مباشر على الفيروس المسبب لمرض كوفيد-19. وإذا شعر المرء بتوعك، فيجب ان يستشير الطبيب مبكرًا لإجراء الفحص وتلقي العلاج".
 
- لا صحة له - 
ومثل وزارة الصحة في سنغافورة، لم تصدر بالطبع وزارة الصحة الروسية هذا البيان، ولا اثر له في موقعها الالكتروني (هنا، وهنا ايضا). في واقع الامر، تتكلم الوزارة الروسية بوضوح عن "فيروس"، وليس عن بكتيريا، بخلاف ما جاء في المنشور المتناقل.  
 
كذلك، أكدت كل من وزارتي الصحة في تتارستان وساخا ان هذا المنشور لا صحة له، و"المعلومات فيه غير صحيحة بشكل كامل، ولا تستند إلى أدلة..." (هنا، هنا).
 
وقد نشرت مواقع اخبارية عدة، بالروسية، مقالات تدقيق حول هذا المنشور الكاذب (هنا، هنا، هنا، هنا).  
 
- أجوبة - 
وهنا بعض الأجوبة التي استدعى المنشور تسليط الضوء عليها، توضيحا لنقاط اثارها. 
 
1- "لبنان أول دولة في العالم تجري تشريحا لضحية لكوفيد-19"؟ 
بالطبع لا. كذلك، ليست سنغافورة او روسيا... 
 
في واقع الامر، نُشرت دراسات عدة حول نتائج عمليات تشريح لضحايا كوفيد-19، أولها دراسة صينية صدرت في شباط 2020 (هنا، هنا)، وتتعلق نتائجها برجل في الصين عمره 50 عاما قضى بعد اصابته بكوفيد-19.
 
عام 2020، أجريت عمليات تشريح في دول مختلفة، منها الولايات المتحدة الاميركية وسويسرا والمانيا والبرازيل وايطاليا واسبانيا فرنسا وبريطانيا والنمسا، وفقا لهذا الجدول (هنا) وايضا (هنا، هنا، هنا...). 
 
كلا، لا تمنع منظمة الصحة العالمية اجراء تشريح لاشخاص قضوا بالفيروس، بخلاف ما يزعم المنشور المتناقل. في آذار 2020، أصدرت إرشادات حول إجراءات السلامة لتشريح جثث المرضى الذي قضوا بكوفيد-19 (هنا). 
 
2- كوفيد- 19 ليس فيروسا، بل بكتيريا؟  
بالطبع لا. 
 
وقد ردت منظمة الصحة العالمية على هذا المفهوم الخاطئ المنتشر حول كوفيد-19 بالتأكيد ان "مرض فيروس كورونا (كوفيد-19) يسببه فيروس، وليس بكتيريا. والفيروس الذي يسبب مرض كوفيد-19 ينحدر من سلالة فيروسات تُسمى الكورونا أو الفيروسات التاجية.
 
والمضادات الحيوية لا تأثير لها على الفيروسات. غير أن بعض الأشخاص الذين يصابون بكوفيد-19 قد تحصل لديهم مضاعفات، فيصابون بالتهاب رئوي. وفي هذه الحالة، قد يوصي مقدم الرعاية الصحية بتناول مضاد حيوي لمعالجة الالتهاب" (هنا، هنا، وهنا ايضا).
 
 وقد اكتشفت المنظمة هذا الفيروس المُستجد للمرة الأولى في 31 كانون الأول 2019، بعد الإبلاغ عن مجموعة من حالات الالتهاب الرئوي الفيروسي في يوهان بجمهورية الصين الشعبية (هنا).
 
 
ويمكن الاطلاع هنا وهنا، على التسلسل الجينومي لفيروس كورونا المستجد، وعلى صور مجهرية له.  
 
3- الأسبرين للوقاية من كوفيد-19؟ 
أوضح الطبيب الاختصاصي بالأمراض الجرثومية الدكتور زاهي الحلو لـ"النهار" أنه لا يمكن الاعتماد على الأسبرين كعلاج لكورونا. فما تبين يكمّل الدور الذي يلعبه الأسبرين أصلاً في سيلان الدم والوقاية من الجلطات. وأكد أن الأسبرين له دور إيجابي، لكنه ليس الحل في مواجهة المرض. في المقابل، ما هو مؤكد أن الأسبرين يساعد على الوقاية من الجلطات التي يمكن أن تحصل في الرئتين أو القلب، من ضمن، المضاعفات التي يمكن التعرض لها بسبب كورونا، والتي يمكن أن تؤدي إلى الوفاة".
 
وقد أظهرت دراسة ان جرعة مخفضة من الأسبرين قد تقلل خطر دخول العناية المركزة لمرضى كورونا (هنا). وأفاد باحثون في دراسة أميركية أن جرعة مخفضة من الأسبرين قد تساعد في حماية الرئتين وتقليل الحاجة إلى وضع المرضى على أجهزة التنفس الصناعي.
 
وذكر فريق من جامعة جورج واشنطن في دراسة نشرت في مجلة "Anesthesia & Analgesia" الطبية أن أقراص الأسبرين الرخيصة والمتاحة على نطاق واسع قد تمنع المرضى من دخول وحدات العناية المركزة ويمكن أن تقلل من خطر الوفاة، ربما عن طريق منع جلطات الدم الصغيرة.
 
وهنا العلاجات الدوائية لكوفيد- 19 التي اقترحتها منظمة الصحة العالمية، وهي "مبادئ توجيهية قابلة للتعديل" (هنا ايضا). 
 
4- هل المضادات الحيوية فعَّالة في الوقاية من فيروس كورونا المستجد وعلاجه، كما جاء في المنشور المتناقل؟
لا، لا تقضي المضادات الحيوية على الفيروسات، بل تقضي على الجراثيم فقط، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

ففيروس كورونا المستجد-2019 يعد من الفيروسات، لذلك يجب عدم استخدام المضادات الحيوية في الوقاية منه أو علاجه. ومع ذلك، إذا تم إدخالك إلى المستشفى بسبب فيروس كورونا المستجد-2019، فقد تحصل على المضادات الحيوية لاحتمالية إصابتك بعدوى جرثومية مصاحبة (هنا).
 
النتيجة: اذاً، المنشور المتناقل مختلق، لا اساس له. وزارة الصحة اللبنانية لم تصدره، والبيان ذاته سبق ان انتشر في الاشهر الماضية بمزاعم ان وزارات الصحة في سنغافورة وروسيا وساخا وتتارستان غيرها اصدرته، لكنها لم تفعل ذلك. وما يجب معرفته ايضا هو ان المعلومات التي يتضمنها عن كوفيد-19 لا أساس لها. 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم