الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

"حقائب المهاجرين الذين لقوا حتفهم في البحر"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#

المصدر: النهار
هالة حمصي
هالة حمصي
الصورتان المتناقلتان بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك).
الصورتان المتناقلتان بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك).
A+ A-
حقائب كثيرة مكدسة فوق بعضها البعض على جدار. صورتان يتناقلهما مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي بمزاعم انهما تظهران "حقائب المهاجرين الذين لقوا حتفهم في البحر، وقد جُمعت في متحف إيطالي في جزيرة لامبيدوزا". غير أن هذه المزاعم خاطئة. الصورتان تعودان إلى معرض State of Exception (حالة الاستثناء)، الذي أنشأه الفنان والمصوّر ريتشارد بارنز والفنانة أماندا كروغلياك، بالتعاون مع عالم الأنثروبولوجيا جايسون دي ليون. ويتضمن تركيبًا فنياً لمئات حقائب الظهر الّتي خلّفها مهاجرون عبروا صحراء أريزونا، عند الحدود المكسيكية- الأميركية. FactCheck#
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
الوقائع: تنتشر الصورتان على نطاق واسع، في صفحات وحسابات، في الفايسبوك (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، وتويتر (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...). وقد أرفقتا بالمزاعم الآتية (من دون تدخل أو تصحيح): "حقائب المهاجرين الذين لقوا حتفهم في البحر، والتي جُمعت ووُضعت في متحف إيطالي PortoM في جزيرة Lampedusa، وكتب عليها "لكلّ حقيبة حكاية". وايضا "حقائب المهاجرين الذين لقوا حتفهم في البحر المتوسط، جُمعت ووُضعت في متحف إيطالي للتذكير بمآساة اللاجئين". 
 
 
 
 
 
التدقيق: 
لكنّ هذه المزاعم المرفقة بالصورتين لا صحة لها، وفقاً لما يبيّن تقصي صحتها. 
 
فالبحث العكسي عن الصورتين، بواسطة مختلف محركات البحث، يقودنا الى خيوط (هنا، هنا، هنا...) تربطهما فوراً بمعرض State of Exception/Estado de Excepción (حالة الاستثناء)، الذي يقدّم "آثارًا للتجربة البشرية- أشياء تركها مهاجرون غير شرعيين في الصحراء، خلال رحلتهم إلى الولايات المتحدة، وأشكالا أخرى من البيانات، التي تمّ جمعها كجزء من بحث أجراه عالم الأنثروبولوجيا في جامعة ميشيغان جايسون دي ليون"، وفقاً لما شرحت جامعة ميشيغان في صفحة في موقعها الالكتروني خصصتها للمعرض، وتنشر فيها إحدى الصورتين المتناقلتين (هنا). 
 
وقالت: "هذا المعرض، الذي أنشأه الفنان والمصور ريتشارد بارنز Richard Barnes والفنانة أماندا كروغلياك Amanda Krugliak، بالتعاون مع عالم الأنثروبولوجيا جايسون دي ليون Jason De León، يتضمن تركيبًا لمئات حقائب الظهر التي تركها مهاجرون عبروا صحراء (سونورا جنوب) أريزونا، إضافة إلى العديد من الملابس وأشياء سريعة الزوال، وفيديو اعده بارنز في موقع على طول الحدود بين المكسيك والولايات المتحدة...". 
 
 
 
عام 2013، تمّ اطلاق المعرض في معهد العلوم الانسانية في جامعة ميشيغان ( هنا). وقد "سافر" إلى ديترويت، وغراند رابيدز في ميشيغان، وفينيكس، قبل ان يصل الى  مدينة نيويورك، حيث اقيم في مدرسة بارسونز الرائدة Parsons عام 2017 (هنا، هنا، وهنا ايضا). و"في مختلف تنقلاته، كان يتم تحديثه ليشمل مواد جديدة تستجيب للمناقشة العامة المستمرة حول الهجرة".
 
 
- ماذا عن الصورتين؟ -
الصورة الأولى، رصيدها اذاً هو معهد العلوم الانسانية في جامعة ميشيغان (هنا، هنا، هنا). وهي تعود الى مجموعة صور نشرتها الجامعة في موقعها، في 8 شباط 2017، لافتتاح معرض State of Exception في مدرسة بارسونز في نيويورك (هنا، هنا، وهنا ايضا). 
 
 
 
 
الصورة الثانية، رصيدها هو الفنان والمصوّر ريتشارد بارنز Richard Barnes. وتظهر "تركيب حقائب الظهر" ضمن معرض State of Exception في ميشيغان، عام 2014، وفقا لما ذكر بارنز في موقعه الالكتروني (هنا، هنا، وهنا ايضا).
  
  
- الى جزيرة لامبيدوزا -
نعم، اقيم فيها متحف "يوثق الحاضر والماضي المأسوي للهجرة". وقد "بدأ كل شيء في مكب النفايات على الجزيرة الإيطالية، عندما وجد جياكومو سفيرلازو، وهو فنان وناشط محلي، كيس قمامة كبيرا مليئاً بأشياء تخص المهاجرين الذين وصلوا إلى الجزيرة: رسائل وصور فوتوغرافية ونصوص دينية وأقراص مدمجة موسيقية"، وفقا لتقرير نشره موقع "مهاجر نيوز" عن المتحف، في 26 آب 2019 (هنا، هنا، وهنا ايضا).
 
و"كان ذلك نقطة تحول، لأنه كان مثل لمس التاريخ بأيدينا"، على قول سفيرلازو، الذي اكتشف هذا الأمر مع أصدقاء آخرين من حركة "أسكافوسا". "لقد أدركنا القيمة الهائلة لهذه الأشياء، وبدأنا نذهب كل يوم تقريبًا إلى المكب لمعرفة ما إذا كنا سنجد المزيد."

وقد أخذ تجمع "أسكافوسا" على عاتقه تخليد ذكرى أولئك الذين يخاطرون بحياتهم بحثًا عن حياة أفضل. وأنشأ مركزًا ثقافيًا يسمى "بورتو M"، بحيث يرمز الحرف "M" إلى الذاكرة والهجرة والبحر الأبيض المتوسط وغيرها.
 
وذكر "مهاجر نيوز" ان "المتحف يقع في المركز الثقافي، حيث يرى المرء أحذية غريبة معلقة في السقف وسترات نجاة على الجدران، بينما يتم عرض معظم الأشياء الأخرى على الرفوف، وفي الخلفية بطانيات حرارية مصنوعة من الألمنيوم – والتي يتم تسليمها إلى المهاجرين عند وصولهم إلى الميناء بعد الرحلة. هناك علبة من الكسكس وعلبة من حليب الأطفال، وكذلك بعض الأواني والأدوية وعلب السردين...".
 
واليكم بعض الصور من المتحف: 
 
 
 
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الصورتين تظهران "حقائب المهاجرين الذين لقوا حتفهم في البحر، وقد جُمعت في متحف إيطالي في جزيرة لامبيدوزا". الصورتان تعودان، في الواقع، إلى معرض State of Exception (حالة الاستثناء)، الذي أنشأه الفنان والمصوّر ريتشارد بارنز والفنانة أماندا كروغلياك، بالتعاون مع عالم الأنثروبولوجيا جايسون دي ليون. ويتضمن تركيبًا لمئات حقائب الظهر الّتي خلّفها مهاجرون عبروا صحراء أريزونا، عند الحدود المكسيكية- الأميركية. 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم