الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

المرحلة خطرة والحريّة ضرورة مُلحّة

المصدر: النهار
(تصوير نبيل اسماعيل).
(تصوير نبيل اسماعيل).
A+ A-
بديع أبو شقرا- فنان

يتكرّر الكلام عن لبنان وبيروت؛ والمطلوب أفعال. خطابات من نوع أنّ لبنان سيقوم من تحت الردم، وهو سرعان ما سيتعافى، ويعود الأمل ليُضخّ في النفوس، وهو في كلّ مرةٍ يخوض الحروب، سيهبُّ لبناء ما تهدّم، وبأننا سنعود ذات يوم سويسرا الشرق؛ كلّها، في رأيي، شعارات مُستهلكة. المهم هو الفعل، فهل يكون لدينا بلد أو لابلد؟ هنا السؤال. 
 
إنّنا أمام مرحلة مفصلية وحاسمة للوجود اللبناني، لا بدّ من التوقّف عميقاً عندها، لفهمها وقراءتها في أبعادها وآفاقها. فالمفاخرة بالتاريخ، ونهاية الحروب وإعادة الإعمار؛ كلّ ذلك لم يعد ينفع. كلام بكلام. فالحرب لم تنتهِ، والبلد ينهض. لم يعد الأمل مجرّد عاطفة، هو اليوم واقع، والواقع خطير. علينا الالتفات إلى هذا الأمل الواقعي. فقد أصبح حاجة ملحّة من أجل الحياة، بشرط خروجه من إطاره العاطفي التقليديّ، بعدما وصلنا إلى الهاوية. إلى "الشوار". إلى الفرصة الأخيرة. ولم يعد الوضع يحتمل شلالات العواطف. هنا، على الأمل أن يكبُر، فيتحوّل الأمل العاطفي أملاً واقعياً، ليواجه التهديد الذي يتربّص بالكيان اللبناني والوجود الإنساني المُعرّض للخطر. 
 
لا أؤمن بالكيانات، والأوطان، والحدود. أؤمن بالثقافات، لذلك أقول إنّ ثقافة الوطن بتركيبته الحقيقة القائمة على الحرية؛ لا تلك التركيبة التعددية والتوافقية التي يخرجون بها كلما أوشك الوطن على الاحتراق الكلّي؛ هي الضرورة المُلحّة اليوم. كذبة التعدّدية التوافقية والعيش المشترك، حالة مرضية إن استمرّ التعاطي معها كما يجري اليوم على الطريقة اللبنانية. ثمة ثقافة وطنية هي اليوم في طور الانهيار. علينا بالأمل الواقعي لنحافظ على ثقافة تضمن لنا الوجود الإنساني تحت مظلّة الحرية.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم