الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

"سوليدارتي"... وجدت ليبقى اللبناني ويستمر في أرضه

المصدر: النهار
"سوليدارتي"... وجدت ليبقى اللبناني ويستمر في أرضه
"سوليدارتي"... وجدت ليبقى اللبناني ويستمر في أرضه
A+ A-

في بلدٍ عصفت به الأزمات تباعاً مخلفّةً العديد من المشاكل الاقتصادية والمالية، برزت الحاجة إلى التضامن والوحدة بين أبنائه حول العالم أكثر من أي وقت. ومن أجل رفع الضائقة المالية التي ضربت  بقوّة البلاد وتؤثّر سلباً على حياة الناس، أبصرت "سوليدارتي" النور لجمع اللبنانيين بمبادرة من مجموعة أشخاص يعملون للخير العام.
 
وتأسست "سوليدارتي" بشراكة بين المؤسسة المارونية للانتشار، الرهبنة اللبنانية المارونية ومؤسسة جيلبير وروز ماري شاغوري، وتعمل المؤسسة  على تأمين العدالة الإجتماعية وتحسين معيشة الناس من خلال إنشاء بيئة للتبرّع ومواجهة الفقر من قبل اللبنانيين المقيمين وفي بلاد الانتشار.


تأهيل المنازل المدمرة قبل الشتاء
بعد الانفجار الكارثي الذي ضرب مرفأ بيروت في الرابع من آب 2020، شرعت جمعية "معاً في المحن" تحت مشروعها SOLIDARITY في مهمة إضافية تتمثل في إعادة تأهيل منازل مئات العائلات المتضررة لتأمين عودتهم إلى مساكنهم قبل حلول فصل الشتاء. وتمكنت "سوليدارتي" من تصليح أكثر من 900 منزل بالتعاون مع شركة  MAN ودار الهندسة.  
 
المهمة كانت صعبة، لا بل شبه مستحيلة أن تقوم جمعية أهلية بواجب الدولة في منطقة منكوبة ومدمرة من جراء انفجار العصر. ورغم الصعاب تمكنت سوليداريتي من خلق منصة شفافة لمعايير اختيار العائلات التي ستقوم بمساعدتها. ووضعت سلم أولويات لعملية الاختيار، أولاً أن تكون أقل من 150 متراً مربعاً،  وثانياً، أن لا تكون من فئة الشقق الفخمة أو التابعة للأبنية التراثية أو مكاتب، وثالثاً أن تكون منازل لأفراد وعائلات من ضمن منطقة بيروت المنكوبة. كما أصرت المؤسسة على مساعدة المؤسسات التجارية الصغيرة التي تضررت أيضاً من جراء الانفجار. 
 
ومن المهمات التي ساهمت بها "سوليداريتي" ترميم أطر المنازل من شبابيك وأبواب محطمة لتجعل المنازل قابلة للسكن بعدما تدمرت بالانفجار. 
وهذه الرسالة التي قامت بها المؤسسة في المنطقة المنكوبة من عاصمة لبنان واجهتها صعوبات عدة خلال العمل في إعادة تأهيل المنازل، وأبرزها كان الإقفال العام الذي لم يعط المؤسسات الإجتماعية والجمعيات الأذونات لاستكمال أعمال الترميم من جهة، وإقفال المعامل من جهة أخرى ما أدى للتأخر قليلاً في إتمام العمل. 
 
تأمين أجهزة التنفس الاصطناعي 
ولم تتوقف "سوليدارتي" عند مهمة توزيع الحصص الغذائية على العائلات المحتاجة في المناطق، بل إنخرطت في الحرب على فيروس كورونا، ووقفت إلى جانب اللبنانيين عبر تأمين أجهزة التنفس الاصطناعي. وقامت الجمعية بتوزيع 50 جهاز تنفس  لأكثر من 12 مستشفى في لبنان، من ضمنها المستشفى العسكري، بالإضافة إلى 34 جهاز توليد الأوكسيجين، وذلك بهدف المساهمة في التصدي للنقص الفادح على مستوى علاج مضاعفات فيروس كورونا.


15000حصة غذائية لعائلات محتاجة
ولا يقتصر عمل سوليدارتي على إعادة أعمار جزء من الأبنية التي تضررت في المنطقة المحيطة بمرفأ بيروت، بل رسالتها تمتد إلى أوسع من هذا الإطار الذي نجحت فيه بمساعدة أهالي بيروت النازحين عن بيوتهم بالعودة إليها في أسرع وقت ممكن. والعنوان الثاني الذي عملت على تحقيقه هو محاربة الجوع في لبنان. مهمة صعبة لا تقل أهمية عن سابقتها. وكان الهدف الرئيسي لهذه الرسالة الإنسانية الإضافية، تزويد العائلات اللبنانية التي تعيش تحت خط الفقر بالمساعدة على شكل حصص غذائية. 
 
في البداية، كان الهدف توفير الدعم الغذائي لـ5000 أسرة تعيش تحت خط الفقر. ومع ذلك، وفي ظل الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة التي يواجهها اللبنانيون، قررت جمعية "معاً في المحن" رفع عدد العائلات المستفيدة التي تتلقى حزم مساعدات غذائية شهرية من 5 إلى ما يقارب 15000 عائلة في أكثر من 750 بلدة ومدينة في أنحاء البلاد. 
 
وانخرط عدد كبير من الاشخاص في هذه المهمة التي أطلقتها الجمعية، فانقسم العمل بين توضيب جميع الحصص الغذائية في عدد من المخازن والمستودعات، قبل أن يتم تسليمها لأكثر من 20 جهة لتوزيعها في المناطق، من بين الجهات التي ساعدت في توزيعها هي الأبرشيات والرعايا التابعة للرهبنة اللبنانية المارونية على إمتداد لبنان على العائلات المحتاجة. 


المشاريع المستقبلية
سوليداريتي، كما يعكس اسمها، وكما يعكس شعارها "معًا في المحن"، تهدف إلى أن تكون حاضرة في الأوقات الصعبة إلى جانب الشعب الذي تنتمي إليه على كامل الأراضي اللبنانية. وهي تقف معه متصدّية لكلّ ما يطرأ عليه من أزمات صحية واجتماعية وإنسانية إلخ.
 
وهي ترمي إضافة إلى المساعدة الإغاثية المادية من حصص غذائية وماكينات التنفّس المخصصة للعناية الفائقة، إلى تعزيز مفهوم معنوي يعيد الثقة إلى اللبنانيين بأنهم شعب أبيّ، صامد، مسؤول، إنساني، راقٍ، وقادر على أن يتضامن ويبلسم جراح من يصاب من أبنائه.
 
لقد أراد القيّمون على هذه الجمعية منذ تأسيسها في فترة فقد فيها اللبنانيون ثقتها بما هو قائم على جميع المستويات، أن تتمسّك بأعلى معايير الحوكمة والشفافية والدقة متوسّلين أحدث التطبيقات والوسائل التقنية لضمان وصول المساعدة إلى مستحقيها بفاعلية وجدية عالية، شبيهة بما هو قائم في أكبر المؤسسات العالمية.
 
إن ما تقوم به هو أقرب إلى عملية جراحية فنتدخّل لمساعدة المحتاجين وتمكينهم من اجتياز المرحلة الصعبة بانتظار أن يتمكّنوا من تولّي أمورهم بأنفسهم، علمًا أن التفكير بالتنمية المستدامة ليس بعيدًا عن دائرة اهتماماتنا، على المدى المتوسط.
 
سوليداريتي مستمرة بمساعدة الشعب اللبناني لمحاولة تأمين قدر المستطاع ما يحتاجه... ولن تستسلم. 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم