الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

الحقيقة رقم 3: عايشين بخوف... مارغريت

المصدر: النهار
روزيت فاضل @rosettefadel
الحقيقة رقم 3 : عايشين بخوف ... مارغريت
الحقيقة رقم 3 : عايشين بخوف ... مارغريت
A+ A-
إذا كانت كل من القنبلتين النوويتين في كل من مدينتي هيروشيما وناكازاكي قد أدت الى جفاف في التربة والنباتات وصحة الإنسان، فإن إنفجار بيروت بنيتراته القاتلة في 4 آب عكس صدمة عند الجيل الصغير الناشئ. مارغريت يونان، الفتاة البالغة 13 عاماً ونصف العام، مثلٌ صارخ.
 
تماسكت مارغريت قليلاً قبل أن تنهمر دموعها البريئة وتبلل ورق المقابلة التي أجريناها معها. هي تخشى الأسوأ، وتخاف من إنفجار ثان يهدّد حياتها وحياة والدها وأمها.
 
يتملكها الرعب لدى سماع أي ضجّة قد تحدث بعد وقوع الإنفجار، قالت: "كما ترين، منزلنا مواز للطريق الفرعي في حي السريان في منطقة الأشرفية. مرور مركبة على هذا المطب هنا، يُصدر صوتاً أصبح اليوم بعد الانفجار يربكني، ويخيفني".
 
والدها ميخائيل قال لي أن إبنته تخشى الرعد في الشتاء، لافتاً الى أنها تقصد غرفة والديها وهي باكية ومنهارة وخائفة جداً من صوت الرعد الى درجة أنها تفقد الوعي لدى سماعه.
 
تصمت مارغريرت بمرارة لتستعيد مفجوعة يوم الانفجار المشؤوم، مشيرة الى أنها خشيت التصدعات التي أصابت المبنى وباتت تهدده بالانهيار.
 
لا تنام مارغريت منذ 4 آب. هجرها النوم. تحوّلت من فتاة هادئة الى صغيرة عصبية المزاج، تعكس في نمط حديثها واقع نفسيتها المثقلة بالخيبات، بالخوف من خسارة والديها، ولا سيما أن والدها رجع سليماً الى البيت بعد الانفجار رغم إصابته في رجله.
 
خسرت مارغريت حلم طفولتها. تتمنى لو تأتي أي جهة لتساعد العائلة على السفر من البلد فتطمئن على مستقبل كل الجميع.
 
تمسح عينيها من الدموع، معترفة أن تحصيلها العلمي تراجع عن العام الماضي رغم أنها تضمن النجاح. لكن المقلق، وفقاً لها، أنها لا تشعر بالحماسة لأي شيء. تخاف أن يقع الحائط على رؤوسنا عند وقوع إنفجار جديد..."
 
من الواضح أنها تابعت حصصا طبية مع معالجة نفسية لمدة 6 أشهر. عما إذا كانت تشعر ببعض التحسن قالت: "ساعدتنا المعالجة النفسية أن نتعاطى مع الأمور بإيجابية وأن نسيطر على الناحية السلبية وخصوصا الخوف والقلق".
 
تقول بعد صمتٍ مبلل بالدموع: "هل يعقل أن يموت الناس هكذا. كيف يمكن أن يقبل المسؤولون ببقاء كميات النيترات مخزّنة في المرفأ طوال هذا الوقت؟".
 
من الواضح أن شيئا ما انكسر في حياة مارغريت هو الطمأنينة والأمل والحلم، وهذا واضح للعيان. يجب رؤية تلك الحساسية، التي تظهر على بشرتها عند شعورها بالقلق والخوف.
 
‎مارغريت تحلم بأن تصبح مهندسة معمارية وهي الأمل الوحيد لوالديها.
 
تطالب بشدة بمعاقبة كل مسؤول عن هذا الانفجار، وبأن يكون العقاب بلا رحمة.
 
مارغريت أدركت بعد الانفجار الخطر المحدق بها وبعائلتها. مع هذا الادراك، فقدت الشعور بالأمان. فهل يأتي يوم تستعيد فيه أمانها، يا ترى؟
 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم