الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

جولة لاكتشاف بسكنتا... ملهمة الأدباء

المصدر: النهار
ريم قمر
بسكنتا- تصوير مارك فياض
بسكنتا- تصوير مارك فياض
A+ A-

تقع بسكنتا على بعد 45 كم من بيروت على ارتفاع 1250 م فوق مستوى سطح البحر، وهي تعدّ إحدى أهمّ البلدات الجبلية في قضاء المتن من حيث الغنى الطبيعي والخصوبة والتنوّع الجغرافي و التاريخي. تتميز البلدة بمعالمها الطبيعية والجغرافية، إذ يحيط بها جبل صنين ووادي الجماجم وقناة باكيش ونبع صنين مما أكسبها جمالاً طبيعيًا استثنائيًا.

ما إن تصل الى بسكنتا حتى تشعر بالسلام والراحة والصفاء، ففي هذه القرية الساحرة الرابضة على أقدام صنين تنتشر البيوت الحجرية القديمة والمختبئة بين أشجار البلوط، والمناظر الطبيعية الفريدة لبساتين التفاح والكرز والكرمة التي ترتوي من ينابيع عدة أشهرها نبع العسل والجويزات، والعاصي، وصنين، وباكيش.

 
تصوير مارك فياض
 

عرفت بسكنتا تاريخًا حافلًا بالأحداث، فعُثر فيها على معالم أثرية تعود لفترات مختلفة كالفينيقية، واليونانية والرومانية. أبرزها آثار مقابر قديمة وعملات معدنية وفخار وبعض المعابد والقصور التي سكنها أمراء المردة وجعلوها حصوناً لهم. وعند التوجه بعيدًا إلى قناة باكيش أعلى بقعة في بسكنتا، يمكن رؤية بقايا معبد الإله باخوس، اله الخمر عند الإغريق. كما وعثر في الموقع على نقود ذهبية ، وعملات معدنية ، ومجوهرات تخصّ الملكة هيلانة والدة الإمبراطور الروماني قسطنطين الكبير ، والتي أصبحت تُعرف باسم سانت هيلين القسطنطينية. والتي يعتقد أنها وصلت الى المنطقة عندما كانت في طريقها إلى الأرض المقدسة ساعية  للحصول على الصليب الحقيقي.

سكن في بسكنتا أمراء المـردة الذين استوطنـوا كسروان وجعلوها قاعـدة لهم، وبنوا فيها القلاع والحصون والقصور، وظلت المنطقة بمنآى عن الفتوحات العربية حتى عهود المماليك وذلك بسبب حصونها الطبيعية وموقعها المميز.

 
تصوير مارك فياض
 

وتشتهر بسكنتا كونها مسقط رأس ميخائيل نعيمة الذي تغنّى بكتاباتة بجمالها الطبيعي الذي لا يوصف. ونعيمة هو واحد من أعظم شعراء لبنان وفلاسفته، ولقد إشتهر عالميًا  بكتاباته الروحية وفكره المبدع. ولقد أنجبت البلدة العديد من الأدباء والمفكرين والشخصيات اللامعة منهم عبدالله غانم وسليمان كتاني ورشيد أيوب .

 
 

تعدّ بسكنتا اليوم وجهة صيفية وشتوية مميزة لقضاء العطلات، فهي تحتوي على عدد كبير من الفنادق والشاليهات، والمطاعم التي تقدّم أشهى الأطباق اللبنانية. كما وتوفّر لزائريها فرصة الاستمتاع بالمناظر الطبيعية الجميلة والمناخ الصحي. إن لم تكن قد استكشفت بسكنتا بعد ، فقد حان الوقت للقيام بذلك خصوصًا وأن البلدة تزخر بالعديد من المعالم التي تحلو زيارتها سيراً على الأقدام او على الدراجات الهوائية.

 

تصوير مارك فياض

 

درب بسكنتا الأدبي

أفضل طريقة لاكتشاف البلدة هي من خلال درب بسكنتا الأدبي، هذا الدرب يوفّر جولات مشي لمسافات طويلة تتيح فرصة اكتشاف أبرز المواقع الثقافية والطبيعية في القرية. تبدأ الجولة من حديقة ميخائيل نعيمة التذكارية حيث يقع ضريحه وتمثاله وتنتهي في منزل الكاتب سليمان كتاني الذي عاش في بسكنتا بين عامي 1965 و 2004.

 
تصوير مارك فياض
 

يتخلل الدرب المشي بين بساتين الفاكهة والنباتات البرية والأزهار، وهو يأخذ الزائرين لاكتشاف منزل نعيمة الصيفي حيث كتب سيرته الذاتية ، "صابون"، تحت شجرة بلوط قديمة. بعد ذلك، ينتقل الزائر لمشاهدة نقوش رومانية تعود إلى زمن الإمبراطور هادريان. وفي منتصف الطريق عبر الوادي ، توجد مغارة سيف الدولة العباسي الذي حكم في القرن العاشر  والذي اشتهر بحماية الشعراء وتشجيع التعليم. ومن مواقع الدرب المميزة غابة الأرز الصغيرة في وادي الجماجم وهي تتكون من ستة وأربعين نبتة أرز ، سميت كل واحدة على اسم شهيد من الجيش اللبناني. يمر الطريق  أيضًا عبر المركز الثقافي الذي يحمل اسم عبد الله غانم ، الشاعر والفيلسوف والصحفي المولود في بسكنتا عام 1895 والذي استوحى معظم قصائده من الريف والحياة التقليدية في المنطقة.

 

تصوير مارك فياض

 

 الكنائس

تشتهر بسكنتا بكنائسها، فيوجد أكثر من 20 ديرًا وكنيسة فيها. يعدّ دير مار ساسين الذي بني حوالي عام 1729 أحد أكثر الأديرة شهرة وهو يتميز بموقعه الهادئ وصليبه العملاق. هذا بالاضافة الى كنائس أثرية عدة منها، كنيسة مار موسى والتي يعود تاريخها الى نحو 150 عاماً. وكنيسة مار يوسف وكنيسة مار روكز التي يعود تاريخهما الى نحو 250 سنة.

 

تصوير مارك فياض
 
تصوير مارك فياض
 
 

تصوير مارك فياض

 

تصوير مارك فياض

 

 صليب باكيش

في أعلى قمة في قناة باكيش الواقعة على مقربة من بسكنتا ، ينتصب "صليب كل الشعوب". بني الصليب المصنوع من 170 طنًا من الحديد المستورد من فرنسا  بالقرب من كنيسة  يعود تاريخها إلى عام 1898. يبلغ ارتفاع الصليب أكثر من 70 مترًا، وهو يعتبر أكبر صليب مضيئ في العالم. موقع الصليب يطل على مناظر طبيعية خلابة للمنطقة، ويوفر مشهد رائع  لغروب الشمس.

 
تصوير مارك فياض

 

 

المنتجات المحلية

اشتهرت بسكنتا قديماً بالنسيج والحياكة وكان فيها نحو 400 نول للحياكة و50 مصبغة.

وكان في البلدة أيضًا خمسة معامل حرير، خصوصًا وأن البلدة كانت تشتهر بزراعة أشجار التوت كغيرها من البلدات اللبنانية.

 

تصوير مارك فياض

 

وتشتهر بسكنتا اليوم بانتاج العسل الأبيض والألبان والجبن والقريشة. ولعشاق المنتجات الطبيعية ، ننصحكم بزيارة Mymoune وهو عبارة عن مصنع عائلي تم تأسيسه عام 1989 في قرية عين القبو (القريبة من بسكنتا). يوفر المصنع جولات إرشادية للاطلاع على كيفية تحضير المنتجات المحلية بما في ذلك المربيات والعصائر والمأكولات المحلية الأخرى.

 

تصوير مارك فياض

 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم