يقع خان صاصي داخل الأسواق القديمة في مدينة صيدا. وهو يعتبر من المعالم السياحية المثيرة للزيارة لما يحتويه من كنوز تاريخية تعكس الغنى التاريخي للمدينة.
تمتلك عائلة صاصي هذا المكان، وهي من العائلات المالكة في مدينة صيدا، سابقا كان خان صاصي وقصر دبانة وعودة لشخص مغربي اسمه آغا حمود لكنه باع هذه الممتلكات بعدما ساءت أحواله المادية.

بدأت أعمال الترميم في المكان في العام 2012 بعدما أنهكه الاهمال، وذلك بهدف إعادته لسابق عهده، انطلاقاً من ما تشهده مدينة صيدا القديمة من عمليات ترميم لإحياء تراثها التاريخي والحضاري. فكانت تسكن المكان أكثر من 17 عائلة صيداوية، كان قد شردها زالزال عام 1956. وأدخلت عليه إنشاءات إسمنتية شوهت طرازه المعماري العثماني. كما قد حوّل إلى مستودع للفحم خلال فترة الحرب اللبنانية .

كان هذا البناء سابقا عبارة عن بيت مؤلف من ثلاثة طوابق وهو يعتبر جزءاً من قصر حمود، الذي بني في العام 1711 وفقا للطراز العثماني. وهو يتألف من قسمين، القسم الأول عبارة عن السلاملك وهو المكان المخصص لاستقبال الضيوف، اما القسم الاخر فهو الحرملك اي مكان سكن الحريم والاطفال. بعد أن باع آل حمّود القصر، قام آل دبانة بشراء السلاملك، وآل صاصي اشتروا الحرملك الذي بات يعرف اليوم بـ"خان صاصي".

عند زيارة المكان سيتسنى لكم اكتشاف الأقسام المختلفة التي يتضمنها خصوصا تلك التي عثر عليها خلال أعمال الحفر والترميم، أبرزها الغرفة الموجودة تحت الأرض، والتي تحتوي على فرن وآبار وحمّام، ومن المرجح انها تعود الى عهد المماليك. فلقد كان يستخدم الفرن لصنع الفخار ولتسخين مياه الاستحمام. كما ويوجد غرفة لتخزين المؤن كالقمح وغيره من الاطعمة. أمَّا البناء الأعلى داخل الخان، فهو من عهد الصليبيين، وهذا ما تدلُّ عليه سماكة جدرانه، فكان يضم في داخله بئر مياه للشرب، وغرف للاقامة والاستراحة. أما بناء الجهة الثالثة، فمن الواضح من حيث تصميمه أنه يعود الى العصر العثماني.


نشير الى أنه وبعد الانتهاء من الترميم الذي استغرق خمس سنوات، لم يُفتح الخان أمام العموم، بل خصص لتنظيم الحفلات الخاصة والأمسيات الموسيقية الخيرية. وفي العام 2018، قررت العائلة فتح أبواب "خان صاصي" لاستقبال السياح والزائرين وذلك لتوفير لهم فرصة اكتشاف هذا الكنز التاريخي المخبأ داخل أزقة صيدا القديمة.

