الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

اكتشِف كنوز وادي قاديشا عبر هذا المسار

المصدر: النهار
ريم قمر
قاديشا- تصوير ريم قمر
قاديشا- تصوير ريم قمر
A+ A-

تعدّ سفوح التلال الصخرية الشاهقة والتجاويف المنعزلة لوادي قاديشا موطناً لأهمّ الأديار المارونية التاريخية، والكهوف، والمحابس، والكنائس الصغيرة التي يمكن اكتشافها عند المشي لمسافات طويلة في الوادي. بالإضافة الى أهميته التاريخية والدينية، يعدّ وادي قاديشا من أجمل المواقع الطبيعية في المنطقة، وهو يعطي لزائريه الشعور بالجنّة. تأخذك الطريق المؤدية إلى الوادي، التي تُسلكُ سيراَ على الأقدام، الى عالم منعزل وهادئ لاكتشاف ما تُخبّئه طبيعة شمالي لبنان من سحر وجمال وثروة تاريخية وثقافية. علماً بأنّ وادي قاديشا مدرج على لائحة (اليونسكو) للتراث العالمي، لما يختزنه من ثروة طبيعية وتاريخية فريدة.

يمكن بدء الجولة داخل الوادي من منطقة حوقا الواقعة بين بلدتي بشري وإهدن. وهي طريق متعرّجة تصل من خلالها الى طريق شديدة الانحدار وتأخذك الى قلب الوادي، حيث ستنغمس في جمال الطبيعة الساحر وتبدأ رحلتك الاستكشافية.

 
 

 

دير سيدة حوقا

استهلَّ رحلتَك من دير سيدة حوقا. بُنيَ هذا الدير في نهاية القرن الثالث عشر. وهو مكان ريفي خلّاب مبنيّ داخل تجويف صخري يطلّ على وادي قنوبين. يتألف الدير من طابقين يضم غرفاً وكنائس إحداها للسيدة العذراء، بحيث تتصدّر صورتها القديمة حنية الكنيسة. سكن الدير الرهبان والنساك نحو ثلاثة قرون، قبل أن يتحوّل الى أول مدرسة إكليركية في الشرق  عام 1625. يسكن الدير حاليّاً، الحبيس الأب داريو اسكوبار، من الرهبنة اللبنانيَّة المارونيَّة، الذي يمكنك اللقاء به والحديث معه إن حالفك الحظّ.

بالقرب من الدير مغارة طبيعية محفورة في جدار صخريّ شاهق تُسمّى قلعة حوقا، كانت تستخدم سابقاً ملجأً للسكّان والرهبان. وما زالت بعض معالم الأدراج وأحواض المياه داخلها ظاهرة حتى اليوم.

 

تصوير ريم قمر

 

 كنيسة القديسة مارينا

تابع مسارك داخل الوادي، لتأخذك الطريق الترابية بين الأشجار إلى كنيسة القديسة مارينا الواقعة على بعد 4.5 كيلومترات من دير سيدة حوقا. وهي كنيسة صغيرة محفورة في الصخر تحمل اسم القديسة مارينا، التي عاشت في القرن السادس الميلادي. داخل الكنيسة يرقد 18 بطريركاً أقاموا في قنوبين، وأسماؤهم مدوّنة بالسريانية على واجهة المدفن الرخامية.

 

 
 دير قنوبين

بعد متابعة السير ستصل إلى دير قنوبين، أقدم أديار وادي قاديشا. أسّس هذ الدير الراهب ثيودوسيوس في القرن الخامس الميلادي. وهو يقع تحت جرف صخري مطلّ على نهر قاديشا. بنيت كنيسة الدير المثلّثة الحنايا داخل تجويف محفور في الصخر، وتتميز بالرسوم الجدرانية التي تمثّل إحداها تتويج سيدة قنوبين من قبل الثالوث الأقدس، بحضور مجموعة من البطاركة. وتحوّل الدير بين عامي 1440 و1790 الى مقرّ دائم للبطاركة الموارنة.

 
تصوير ريم قمر
 

تصوير ريم قمر

 

دير مار اليشاع

من هنا، يمكنك السير لمسافة 5 كيلومترات للوصول إلى دير  مار اليشاع الهادئ. يقع هذا الدير تحت بلدة بشرّي في أسفل شير صخري شاهق. يعود تاريخه الى ما قبل عام 1315، وكان سابقاً مقراً أسقفياً مارونياً. يتضمن الدير محابس للنسّاك، وبئراً عميقة تتغذّى من المياه الجوفية. وقد بنى الآباء الكرمليون بعد تسلّمهم الدير في منتصف القرن السابع عشر، سبعة مذابح في الطابق العلوي، كل واحد على اسم قدّيس، يتوسّطها مذبح القديس اليشاع.

 

 

نشير إلى أنّ من الممكن تغيير مسار الجولة، لتبدأ من دير اليشاع جنوب بلدة بشري وتنتهي في حوقا.

كذلك يمكن توسعة مسار الرحلة ليشمل أدياراً أخرى، أبرزها دير مار أنطونيوس قزحيا الواقع بين بلدتَي حوقا وإهدن في القسم الشمالي من الوادي، ومحبسة دير مار سمعان العمودي المحفورة في الصخر، والواقعة في الجانب الجنوبي من الوادي.

 
 
  
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم