الأربعاء - 22 أيار 2024

إعلان

إزالة الأنقاض في النصيرات بالأيدي العارية... إسرائيل تؤكّد دخول رفح "مع" هدنة في غزة "أو بدونها"

المصدر: أ ف ب
فلسطينية تبكي أقاربها القتلى في مستشفى النجار في رفح بجنوب قطاع غزة (29 نيسان 2024، أ ف ب).
فلسطينية تبكي أقاربها القتلى في مستشفى النجار في رفح بجنوب قطاع غزة (29 نيسان 2024، أ ف ب).
A+ A-
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلثاء، أن الجيش الإسرائيلي سيشنّ هجوما بريا في رفح "مع هدنة مع حركة حماس في قطاع غزة "أو بدونها"، قبيل وصول وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل.

وأطلق نتنياهو تحذيراته رغم معارضة الكثير من العواصم العربية والغربية ومنظمات إنسانية عملية برية في رفح معربة عن تخوّفها من وقوع خسائر فادحة في صفوف المدنيين في حال شن هجوم على هذه المدينة التي لجأ إليها مليون ونصف مليون فلسطيني.

ويأتي ذلك فيما يحل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في الأردن ثم إسرائيل، بعد السعودية في إطار جولة جديدة في الشرق الأوسط ضمن مساعي التوصّل إلى هدنة في القطاع الفلسطيني المحاصر وسط أزمة إنسانية كبيرة.

وعلى الصعيد الديبلوماسي أيضا، وصل وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه الثلثاء إلى إسرائيل حيث التقى نظيره الإسرائيلي يسرائيل كاتس، بحسب ما أفاد صحافي في وكالة فرانس برس.

في الأثناء، تنتظر دول الوساطة رد الحركة الإسلامية على مقترح الهدنة لأربعين يوما والتي تشمل الإفراج عن رهائن محتجزين في غزة منذ بداية الحرب في مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين محتجزين في السجون الإسرائيلية.

وعلى هذا الصعيد، قال مسؤول إسرائيلي كبير لوكالة فرانس برس الثلثاء إن الحكومة الإسرائيلية ستنتظر حتى "مساء الأربعاء" رد حركة حماس على مقترح هدنة في غزة قبل إرسال وفد إلى القاهرة لإجراء محادثات حول وقف إطلاق النار.

وأوضح المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه أن "إسرائيل ستتخذ قرارا بمجرد أن تقدم حماس ردّها... سننتظر حتى مساء الأربعاء قبل اتخاذ قرار" بشأن إرسال الوفد من عدمه.

من جهته، أعرب بلينكن الاثنين أثناء وجوده في الرياض عن "أمله" الحصول على ردّ إيجابي من حماس على "اقتراح سخي جدا من جانب إسرائيل".

لكن رغم استنكار الكثير من العواصم العربية والغربية ومنظمات إنسانية، تؤكد إسرائيل أنها ستمضي قدما في خطتها لشن هجوم بري على رفح الواقعة عند الحدود مع مصر والتي تعدها إسرائيل المعقل الرئيسي الأخير للحركة.

وقال نتنياهو خلال لقائه ممثلين لعائلات الرهائن، وفق ما نقل عنه مكتبه "فكرة أننا سنوقف الحرب قبل تحقيق كل أهدافها غير واردة. سندخل رفح وسنقضي على كتائب حماس هناك مع اتفاق أو بدونه، من أجل تحقيق النصر الشامل".

ويؤكّد نتنياهو أن الهجوم على رفح ضروري لهزيمة حماس التي تتولى السلطة في غزة منذ العام 2007، وتحرير الرهائن.
 

أ ف ب
- "بأسرع وقت ممكن" -
وبعد اجتماع عُقد الإثنين في القاهرة مع ممثلي مصر وقطر التين تقودان جهود الوساطة إلى جانب الولايات المتحدة، غادر وفد حماس العاصمة المصرية إلى الدوحة لدراسة مقترح الهدنة الأخير، حسبما أفاد مصدر من الحركة الإسلامية وكالة فرانس برس.

وقال المصدر "نحن معنيون بالرد بأسرع وقت ممكن"، في وقتٍ أفاد موقع قناة "القاهرة الإخباريّة" المقرب من الاستخبارات المصريّة بأنّ وفد حماس "سيعود" إلى القاهرة مع "ردّ" مكتوب على هذا المقترح.

ويأتي هذا المقترح بعد أشهر من الجمود في المفاوضات غير المباشرة الرامية إلى إنهاء الحرب بعدما تم التوصل إلى هدنة لمدة أسبوع في نهاية تشرين الثاني، سمحت بالإفراج عن حوالى 105 رهائن لدى حماس من بينهم 80 إسرائيليا ومزدوجي الجنسية في مقابل 240 أسيرا فلسطينيا لدى إسرائيل.

- "سنعيد الإعمار" -
في مخيّم النصيرات الواقع في وسط القطاع الذي غالبا ما يتعرّض للقصف، كان سكان يزيلون الأنقاض بأيديهم العارية، بحسب صور لوكالة فرانس برس.

وقال بلال شلبي وهو أحد الناجين "سنعيد البناء من جديد بمساعدة الشباب والأطفال. جيل مماثل يصعب كسر عزيمته وإرادته. سيعيد البناء بالتأكيد".

في 7 تشرين الأول، نفذت حماس هجوما في إسرائيل أسفر عن مقتل 1170 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات إسرائيليّة رسميّة.

وخطف أكثر من 250 شخصا ما زال 129 منهم محتجزين في غزة، توفّي 34 منهم وفق مسؤولين إسرائيليّين.

ردا على الهجوم، تعهّدت إسرائيل القضاء على حماس التي تعتبرها الدولة العبريّة والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي "منظّمة إرهابيّة". وأدّى هجومها على غزّة إلى مقتل 34535 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفق حصيلة نشرتها وزارة الصحّة التابعة لحماس الإثنين.

وتطالب حماس بوقف دائم لإطلاق النار قبل أي اتفاق بشأن إطلاق سراح الرهائن، وهو ما ترفضه إسرائيل.

وقال عضو المكتب السياسي لحماس وعضو فريق التفاوض في الحركة زاهر جبارين إن الحركة تطالب ب"وقف إطلاق نار دائم والانسحاب من قطاع غزة، وعودة النازحين ووضع موعد زمني واضح في بدء الإعمار والتعويضات، والوصول إلى صفقة تبادل حقيقية ترفع الظلم عن أسرى وأسيرات الشعب الفلسطيني، خاصة أسرى غزة".

- "هدنة دائمة" -
في الرياض، كرّر بلينكن تأكيده معارضة واشنطن لهجوم إسرائيلي على رفح التي تضمّ أكثر من 1,5 مليون فلسطيني، معظمهم من النازحين، يعيشون في ظروف صحية كارثية.

وبعدما تحمّلت برد الشتاء، تعاني الأسر النازحة في رفح الآن ارتفاع درجات الحرارة وخطر انتشار الأمراض، مع حرمانها من المياه الجارية.

وقال الفلسطيني أبو طه الإثنين وهو يقف في مستشفى النجار أمام جثث أقاربه "نطلب من العالم كلّه أن يدعو إلى هدنة دائمة، هذا يكفي".

وتصل المساعدات الدولية التي تخضع لتفتيش صارم من السلطات الإسرائيلية بكميات ضئيلة عبر معبر رفح بشكل رئيسي، لكنها تبقى غير كافية نظرا إلى الحاجات الهائلة لسكان غزة البالغ عددهم 2,4 مليوني نسمة.

وتمارس الولايات المتحدة ضغوطا على إسرائيل لتسهيل دخول المساعدات عن طريق البر، كما بدأت إنشاء ميناء عائم قبالة ساحل غزة بهدف استيعاب المساعدات التي تصل بالسفن.

من جهته، أكد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني الثلثاء أن مجموع المساعدات التي علّقت للوكالة الأممية يبلغ حاليا 267 مليون دولار أميركي.

على صعيد آخر، رفضت محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة طلبا قدّمته نيكاراغوا تطالبها فيه باتخاذ إجراءات عاجلة بعد اتهام ألمانيا بانتهاك اتفاقية 1948 لمنع الإبادة الجماعية بتزويدها إسرائيل أسلحة تستخدمها في حربها مع حماس في غزة.

وأوضحت المحكمة "أنها ترى أن الظروف التي عرضت عليها ليست على النحو المطلوب ولا تستدعي اتخاذ تدابير عاجلة".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم