السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

جبهة بوليساريو "بلغت مرحلة اليأس": الخيار الوحيد "القتال لاستعادة الحق في تقرير المصير"

المصدر: أ ف ب
صورة وزعها الجيش الملكي المغربي وتظهر خياما تستخدمها جبهة البوليساريو مشتعلة في كركرات في الصحراء الغربية (13 ت2 2020، أ ف ب).
صورة وزعها الجيش الملكي المغربي وتظهر خياما تستخدمها جبهة البوليساريو مشتعلة في كركرات في الصحراء الغربية (13 ت2 2020، أ ف ب).
A+ A-
بعدما يئسوا من عجز الأمم المتحدة عن تنظيم استفتاء حول حق تقرير المصير في الصحراء الغربية، قرر انفصاليو جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو) ان يحملوا السلاح مجددا ضد المغرب لكسر ثلاثين عاما من الجمود في هذه المنطقة المتنازع عليها.

تؤكد الجبهة أن لا خيار أمامها سوى "تكثيف القتال التحريري الوطني واللجوء إلى كافة الوسائل الشرعية من أجل السماح للشعب المستعمر باستعادة حقه في تقرير المصير". 

ويعتبر المحلل السياسي الجزائري منصور قديدير أن "معاودة حمل السلاح مسألة بقاء بالنسبة للصحراويين"، مشيرا إلى أن هذا "السبيل يبدو مبرراً أمام عجز الأمم المتحدة عن تسوية هذه المسألة". 

ويقول ديبلوماسي غربي رفض كشف هويته، أن "ما نراه الآن هو أن بوليساريو بلغت مرحلة اليأس. لقد أدركت أن لا عملية سياسية ستحصل وتريد جذب الانتباه من أجل زيادة الضغط في سبيل التوصل لحل سياسي". 

- "لا حكم ذاتيا" -
يبقى الوضع متوتراً في المستعمرة الإسبانية السابقة منذ خرق الصحراويين المطالبين بالاستقلال وقف إطلاق النار في 13 تشرين الثاني، والذي كان قائماً منذ عام 1991، ومذاك يتواصل تبادل إطلاق النار على طول الجدار الفاصل بين الجانبين. 

ورغم أنها أقل قوة من الناحية العسكرية، إلا أن قوات بوليساريو أعلنت "حالة الحرب" بعد عملية عسكرية مغربية مفاجئة في منطقة عازلة في أقصى جنوب الصحراء الغربية عند معبر كركرات الحدودي. 

ويقول المغرب إن عمليته تقوم على ضرورة إعادة حركة شاحنات البضائع على الطريق الوحيد المؤدي إلى موريتانيا الذي تقطعه منذ ثلاثة أسابيع مجموعة من الانفصاليين الصحراويين.

مذاك، تجهد الأمم المتحدة لتفادي التصعيد والحفاظ على وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بعد 15 عاماً من القتال، والعودة إلى تسوية سياسية لهذه المنطقة "التي لا تتمتع بحكم ذاتي". 

ويحمل كل طرف الآخر مسؤولية التصعيد. وتعتبر بوليساريو أن شق الطريق المذكور يخرق اتفاقات عام 1991. ويندد المغرب من جهته بـ"استفزازات" الجبهة في الكركرات، مؤكداً أنه للمرة الأولى، كان المدنيون الذين يقطعون الطريق مدعومين من "أربع آليات... مزودة أسلحة رشاشة" دخلت من موريتانيا، وفق ما أفاد مصدر ديبلوماسي فرانس برس. 

وأمام الصعوبات التي واجهت الأمم المتحدة في إخلاء المنطقة العازلة، قرر المغرب "تسوية المشكلة بشكل نهائي"، بإرساله قوات مدعومة بنحو 200 آلية إلى المكان، وفق المصدر نفسه. 

مذاك، أمّن المغرب الذي يسيطر على ثلاثة أرباع المنطقة الصحراوية الهائلة، المعبر، معززاً موقعه ببناء جدار يحمي من أي توغل. 

- جيل شاب -
كتبت الناشطة الصحراوية أميناتو حيدر أخيرا على تويتر أن "على الأمم المتحدة التحرك قبل فوات الأوان"، منددةَ بـ"عدم تحرك" مجلس الأمن. 

من جهتها، رحبت الرباط التي تؤيد حلّ منح المنطقة حكماً ذاتياً تحت سيادتها، بعدم تضمين آخر قرار لمجلس الأمن  أي إشارة إلى "استفتاء"، بينما يشير إلى "حل سياسي ست مرات". 

وتطالب بوليساريو المدعومة من الجزائر باستفتاء لتقرير المصير ينص عليه اتفاق عام 1991،  "اعترفت من خلاله الامم المتحدة +بحكم القانون+ بحق الشعب الصحراوي بتقرير المصير"، وفق قديدير. 

والمفاوضات التي يشارك فيها المغرب وبوليساريو والجزائر وموريتانيا متوقفة منذ آذار 2019. 

ولم يستبدل بعد المبعوث الأممي وهو الرئيس الألماني السابق هورت كوهلر منذ استقالته لأسباب صحية في أيار 2019. 

ورأى الديبلوماسي الجزائري السابق عبد العزيز رحابي أن من "حق الصحراويين عدم إعطاء الكثير من الفضل للأمم المتحدة" التي يقتصر دور قوتها الحاضرة في المنطقة على دور "شرطة مرور". 

وقال: "مجلس الأمن مرهون بفرنسا وبدرجة أقل بالولايات المتحدة اللتين لا تريدان حلاً آخر سوى إبقاء سلطة المغرب على الصحراء الغربية". 

واعتبر أن "الوضع الراهن لا يعود بالمنفعة إلا على القوة المستعمرة" و"يضر" بـ"الاستقرار" في المنطقة. 

من جهتها، تقول الرباط إن المشاريع التنموية التي تقوم بها في الصحراء تساهم في تعزيز الأمن الإقليمي. 

وأكد الديبلوماسي الغربي أنه يخشى أن "تضعف قيادة بوليساريو. الشباب لا يتمتعون بالصبر، ويمكن أن يتجهوا نحو التطرف، وهذا ما لا يريده أحد". 

ميدانياً، وفي مخيمات اللاجئين في  تندوف (جنوب شرق الجزائر)، يدعو الجيل الصحراوي الجديد المحبط  إلى استئناف العمل المسلح. 
 
وقال محمد أمبيريك (28 عاماً) الذي قرر الانضمام إلى القوات المسلحة الصحراوية: "أعطى الشعب الصحراوي ما يكفي من الوقت للسلام. سنواصل ما بدأ به الجيل السابق". 

وأضاف الشاب الذي يحمل إجازة في العلاقات الدولية: "بدون وطن، نحن لا شيء. اليوم، نحن أمام خيارين: الحرية أو الموت". 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم