الأربعاء - 15 أيار 2024

إعلان

القمّة العربيّة تنعقد الجمعة في السعودية... الأسد يعود إلى الواجهة الديبلوماسيّة

المصدر: أ ف ب
وزير الخارجية المصري سامح شكري يتحدث خلال اجتماع طارئ لوزراء خارجية جامعة الدول العربية في القاهرة في 7 أيار 2023 (أ ف ب).
وزير الخارجية المصري سامح شكري يتحدث خلال اجتماع طارئ لوزراء خارجية جامعة الدول العربية في القاهرة في 7 أيار 2023 (أ ف ب).
A+ A-
يجتمع القادة العرب، الجمعة، في جدة للمشاركة في قمة عربية يرجّح أن يشارك فيها الرئيس السوري بشار الأسد، إثر جهود ديبلوماسية أفضت إلى إعادة دمشق إلى محيطها العربي بعد عزلة استمرّت أكثر من 11 عامًا على خلفية النزاع المدمّر في هذا البلد.

وعُلّقت عضوية دمشق في جامعة الدول العربية ردا على قمعها الاحتجاجات التي خرجت في العام 2011 الى الشارع قبل أن تتحوّل نزاعا داميا أودى بحياة أكثر من نصف مليون شخص.

ويرى خبراء أنّ دعوة الأسد للمشاركة في قمة جدة تظهر أيضا نفوذ السعودية التي تسعى راهنا الى البروز كصانعة سلام في المنطقة، بعدما تغلّبت على اعتراضات عدد من الدول من بينها قطر لإعادة سوريا الى الحضن العربي خلال مباحثات في القاهرة مطلع الشهر الجاري.

وبالإضافة لتطبيع العلاقات مع نظام الأسد، من المتوقّع أن تتصدّر جدول أعمال القمة أزمتان رئيسيتان: النزاع المستمر منذ شهر في السودان بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، والنزاع في اليمن المستمر منذ أكثر من ثماني سنوات.

وتُعقد القمة في جدة حيث يتفاوض ممثلو الطرفين السودانيين منذ نحو عشرة أيام، برعاية مسؤولين أميركيين وسعوديين.

في اليمن، تدفع السعودية نحو اتفاق سلام بين المتمردين الحوثيين والحكومة التي تدعمها على رأس تحالف عسكري يشارك في العمليات العسكرية في اليمن منذ العام 2015.

ولم تؤدِ الجهود الديبلوماسية السعودية المكوكية في الملفين إلى اختراق كبير، لكن محللين وكتّاب رأي سعوديين متفائلون.

في جدّة، أعرب السفير حسام زكي مساعد الأمين العام للجامعة العربية عن تفاؤله بـ"قمة التجديد والتغيير". وقال للصحافيين الأربعاء إن "السعودية تشهد حالة نشاط ديبلوماسي وسياسي طيب ومبشر، ورئاستها للقمة العربية ستكون رئاسة نشيطة حريصة على المصلحة العربية".

- موجة مصالحة -
وتسارعت التحولات الديبلوماسية الأخيرة بعد اتفاق مفاجئ بوساطة صينية أسفر عن استئناف العلاقات التي كانت مقطوعة بين السعودية وإيران وأعلن عنه في 10 آذار.

بعد أقل من أسبوعين، أعلنت السعودية أنها بدأت محادثات حول استئناف الخدمات القنصلية مع سوريا، الحليف المقرب من إيران، قبل أن تعلن قرار إعادة فتح بعثاتها في البلاد. وتلى ذلك تبادل زيارات لوزراء خارجية البلدين وذلك للمرة الأولى منذ أكثر من عقد. 

إلا أنّ وجود الأسد المحتمل في جدة الجمعة لا يضمن إحراز تقدّم في التوصل الى حلّ لإنهاء الحرب في سوريا.

وفي دليل على اهتمام الجانب السوري بالمشاركة في القمة، يشارك وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الأربعاء في الاجتماع التحضيري للقمة الذي يعقده وزراء خارجية الدول العربية في جدة.

وفي مستهلّ الاجتماع، رحّب الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط ووزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للقمة العربية، بمشاركة المقداد في اللقاء.

وليس واضحا ما إذا كانت الجامعة العربية ستتمكّن من القيام بجهود فاعلة بشأن قضايا ملحّة مثل مصير اللاجئين السوريين وتجارة الكبتاغون التي تُتهم دمشق بدعمها.

في هذا السياق، قال المقداد عقب لقائه نظيره اللبناني عبد الله بو حبيب الأربعاء، "أكدنا على أن اللاجئين السوريين يجب أن يعودوا إلى وطنهم وهذه العودة تحتاج إلى إمكانيات"، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا). 

ووفقا للأمم المتحدة يعيش نحو 5,5 ملايين لاجئ سوري مسجلين في لبنان والأردن وتركيا والعراق ومصر.

وتقول كبيرة محللي شؤون الخليج في مجموعة الأزمات الدولية آنا جاكوبس "من المهم أن نتذكّر أن عودة الأسد إلى الجامعة العربية إجراء رمزي لبدء عملية إنهاء عزلته الإقليمية".

وتتابع "من نواح كثيرة، هي بداية التطبيع السياسي، ولكن سيكون من المهم مراقبة ما إذا كان ذلك سيترافق مع تطبيع اقتصادي، لا سيما من جانب الدول العربية الخليجية".

في دمشق، قال حميد حمدان (44  عاما) مدرّس الجغرافيا، "أنا والعائلة مهتمون بالأخبار السياسية للمرة الأولى منذ سنوات، ونتابع أخبار القمة أولاً بأول".

واعتبر أن عودة بلاده للجامعة العربية تمثّل "بدء العودة للنظام العالمي"، متوقعا أن تسفر عن "إعادة فتح السفارات والشركات وعودة الحركة والحياة إلى البلاد".

لكن آخرين يبدون أقل حماسا.

فقد قالت سوسن (29 عاما)، الموظفة في شركة بيع سيارات، "متفائلون خيراً، لكنّنا نعلم أنّ القمة العربية لن تكون عصا سحرية لحل المشاكل السورية".

وأضافت "قد تكون البداية، لكن الطريق نحو الانفراج سيكون طويلاً ولن يكون سهلا".

-"الحكم لا يزال بعيدا"-
ويمكن قول الأمر ذاته حيال الوضع في السودان واليمن.

فقد توصّل طرفا النزاع في السودان الأسبوع الماضي إلى اتفاق "إنساني" لتمرير المساعدات الإنسانية وضمان خروج المدنيين من مناطق النزاع، لكنهما عجزا عن التوصل لهدنة في مفاوضات وصفها مسؤول أميركي بأنها "صعبة جدا".

وبخصوص اليمن، أفاد السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر في مقابلة أخيرا مع فرانس برس أنّ أطراف النزاع في اليمن "جديون" بشأن إنهاء الحرب المدمرة، لكن يصعب التنبؤ بموعد إجراء محادثات مباشرة مع الحوثيين.

وقال توربيورن سولتفيدت من شركة فيرسك مايبلكروفت الاستشارية إنّ هناك القليل من الشك حول نهج السعودية الديبلوماسي في ما يتعلق بالقمة وما بعدها.

وأوضح سولتفيدت أن "هناك دلائل واضحة على أن السعودية تبتعد عن سياستها الخارجية المغامرة سابقاً وتسعى لإعادة اكتشاف نفسها كوسيط ديبلوماسي رئيسي في المنطقة".

لكنّه أضاف أنّ "الحكم لا يزال بعيدا" بشأن ما إذا كانت هذه المهمة ستنجح.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم