السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

آلاف التونسيّين يتظاهرون دعماً لسعيّد: الرئيس "رجل نظيف"

المصدر: رويترز
تونسيون يرددون شعارات مؤيدة للرئيس سعيد خلال تجمع حاشد في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة تونس (3 ت1 2021، أ ف ب).
تونسيون يرددون شعارات مؤيدة للرئيس سعيد خلال تجمع حاشد في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة تونس (3 ت1 2021، أ ف ب).
A+ A-
خرج آلاف من أنصار الرئيس التونسي قيس سعيد في تظاهرة بالعاصمة، اليوم الأحد، لإبداء دعمهم لقراره تعليق عمل البرلمان ووعوده بتغيير النظام السياسي التي وصفها معارضوه بالانقلاب.

وبلغ عدد المحتجين ما لا يقل عن ثمانية آلاف في العاصمة، في ما بدا أنه استعراض لإظهار القدرة على الحشد في الشارع ودليل على التأييد الشعبي للرئيس سعيد.

وقال شهود ووسائل إعلام محلية إن آلافا آخرين من التونسيين تظاهروا في صفاقس كما خرجت تظاهرات في سيدي بوزيد وقفصة والمنستير والكاف. وكرر المتظاهرون طلبا بحل البرلمان والمضي قدما في اصلاحات تعهدها الرئيس.
 
وكانت المعارضة لقرارات الرئيس تنامت في الأسابيع الأخيرة باعتراض معظم الاحزاب السياسية والاتحاد العام للشغل ومانحين أجانب على وقف تعليق العمل ببعض بنود الدستور.
 
ولطالما استند سعيد إلى الدعم الشعبي لتحركاته ضد النخبة السياسية ونظام تقاسم السلطة بين الرئيس والبرلمان الذي يقول إنه أحبط الإرادة الشعبية.

ولوّح المتظاهرون بالأعلام التونسية، ورفعوا لافتات تندد بحزب النهضة الإسلامي أكبر أحزاب البرلمان والذي كان المعارض الرئيسي لسعيد. ووصف أحد الهتافات زعيم النهضة راشد الغنوشي، رئيس مجلس النواب، بأنه "قاتل".

وقال المتظاهر سالم عجرود: "لقد فشلوا فشلا ذريعا وجلبوا لنا الفقر والمرض والجوع. لقد دفعوا بشباب إلى الموت في البحر. نطلب من الرئيس حل البرلمان ومحاسبة من جعل الشعب يعاني طيلة عقد".

وأثار الرئيس أزمة دستورية في تموز عندما علق عمل البرلمان المنتخب وعزل رئيس الوزراء وتولى السلطة التنفيذية.

الشهر الماضي تجاهل معظم بنود الدستور وبدأ يحكم بمراسيم الأمر. وقد ألقى ذلك بظلال من الشك على المكاسب الديموقراطية في تونس منذ ثورة 2011 التي أنهت الحكم الشمولي وأطلقت شرارة ما يسمى بالربيع العربي.

ديموقراطية
جاء تدخل سعيد في أعقاب سنوات من الركود الاقتصادي والشلل السياسي وتفاقم الوضع بفعل إغلاق باهظ الثمن في العام الماضي لاحتواء فيروس كورونا وبطء حملة التطعيم واحتجاجات في الشوارع.

ويلقي كثيرون من التونسيين باللوم في هذه المشكلات على النخبة السياسية الفاسدة التي تهتم بمصالحها ويرون أن سعيد، وهو مستقل انتخب في عام 2019، بطل شعبي.

ويرى أنصار الرئيس على نطاق واسع أن تدخله كان ضروريا لتصحيح المسار بعد انحراف التجربة الديموقراطية بفعل أصحاب المصالح.

وقال المدرس منجي عبد الله القادم من المهدية للمشاركة في التظاهرة: "سعيد رجل نظيف جاء لوضع ديموقراطية حقيقية تنهي سنوات من الديموقراطية الفاسدة والزائفة... ندعمه بقوة".

ورغم أن استطلاعات الرأي تظهر أن ما أخذه سعيد من خطوات يحظى بتأييد واسع النطاق فقد بدأ تأخره في إعلان إطار زمني للخروج من الأزمة في تدعيم المعارضة المناوئة له.
 
وكرر المتظاهرون مطالب بمحاسبة الاحزاب التي حكمت السنوات الماضية، وعلى رأسها حزب النهضة، قائلين إنها تسببت في إفقار وتجويع الناس وتفشي فيروس كورونا بينما كانوا يخوضون صراعات سياسية هامشية.
 
وقالت نورة بن صالح: "نطالب الرئيس بالمزيد... نطالبه بحل البرلمان وبحل حزب النهضة والجهات المتورطة في الفساد والارهاب. ما حدث مهم لكنه ليس كافيا... إنها فرصة تاريخية للإصلاح لا ينبغي أن نضيعها." ‭‭
 
 وتقول معظم النخبة السياسية والاتحاد العام للشغل الذي يتمتع بنفوذ كبير إن عليه أن يبدأ التشاور على نطاق واسع إذا كان ينوي إصلاح الدستور كما سبق أن أشار.

ورغم أن تظاهرة الأحد نظمها نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي، فقد أيدتها ثلاثة أحزاب صغيرة في البرلمان، بينها حزب حركة الشعب. وقالوا إن الشلل في النظام السياسي أجبر سعيد على التدخل.

وقال محمد عمار، عضو البرلمان المستقل الذي شارك في التظاهرة: "على سعيد أن يعين الحكومة ويبدأ حوارا لإصلاح النظام وقانون الانتخابات، ثم يذهب للاستفتاء".

الأسبوع الماضي، عين سعيد رئيسة للوزراء وحثها على تشكيل حكومة بسرعة، لكن بعد اضطلاعه بسلطات أوسع، من المتوقع أن يكون تأثيرها أقل من رؤساء الوزراء السابقين.

وألقت الشرطة التونسية، اليوم الأحد، القبض على عضو في البرلمان ومذيع تلفزيوني كانا من أبرز منتقدي سعيد منذ تموز، بحسب محاميهما.
 
ولم يتسن بعد الاتصال بالشرطة للحصول على تعليق.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم