السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

الأسد:الأموال المجمدة في لبنان أكبر عائق للإستثمار

المصدر: النهار
الأسد:الأموال المجمدة في لبنان أكبر عائق للإستثمار
الأسد:الأموال المجمدة في لبنان أكبر عائق للإستثمار
A+ A-
أدى الرئيس السوري بشار الأسد السبت اليمين الدستورية لولاية رئاسية رابعة من سبع سنوات، بعد نحو شهرين من إعادة انتخابه، وسط أزمة اقتصادية ومعيشية خانقة تعصف بالبلاد التي تشهد نزاعاً دامياً منذ أكثر من عشر سنوات. 
وفاز الأسد في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 26 أيار، كما كان متوقعاً، بـ95 في المئة من الأصوات، في ثاني استحقاق من نوعه منذ اندلاع النزاع. وشككت قوى غربية وخصومه بنزاهة الانتخابات ونتائجها، حتى قبل حدوثها.
 
وأدى الأسد السبت القسم الدستوري على مصحف والدستور في احتفالية ضخمة أقيمت في قصر الشعب في دمشق أمام أعضاء مجلس الشعب وبحضور زوجته أسماء وأكثر من 600 ضيف، بينهم وزراء ورجال أعمال وفنانون ورجال دين وإعلاميون، وفق دوائر القصر الرئاسي. 
وتزامن ذلك مع قصف للنظام على منطقة إدلب في شمال غرب سوريا اسفر عن مقتل ستة مدنيين بينهم ثلاثة قاصرين، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال الأسد في خطاب ألقاه إثر القسم، استمر لأكثر من ساعة، وقوطع خلاله مراراً بالتصفيق والهتافات المؤيدة وأبيات الشعر، إنّ نتائج الانتخابات "أثبتت قوة الشرعية الشعبية التي يمنحها الشعب للدولة وسفّهت تصريحات المسؤولين الغربيين حول شرعية الدولة والدستور والوطن".
ونقلت وسائل الإعلام الرسمية ومنصّات الرئاسة كلمة الأسد،  بينما اتخذت إجراءات أمنية مشددة في دمشق ومحيط القصر الرئاسي. 
واعتبر الأسد (55  عاماً) أنه "خلال عشر سنوات ونيف من الحرب كانت هواجسنا متعددة فطغت الأمنية منها والخوف على وحدة الوطن، أما اليوم فجلها حول تحرير ما تبقى من الأرض ومواجهة التداعيات الاقتصادية والمعيشية للحرب".
 
وكرر الاسد دعوته "لكل من راهن على سقوط الوطن  ...  وعلى انهيار الدولة" إلى أن "يعود الى حضن الوطن لأن الرهانات سقطت وبقي الوطن"، مضيفاً "نقول لكل واحد منهم، أنت مستغلّ من قبل أعداء بلدك ضد أهلك، والثورة التي خدعوك بها وهم".
وجدد تأكيد عزمه على استعادة المناطق الخارجة عن سيطرته. وقال: "تبقى قضية تحرير ما تبقى من ارضنا نصب أعيننا، تحريرها من الارهابيين ومن رعاتهم الأتراك والأميركيين". 
 
وأعاقت اتفاقات تهدئة تركية روسية في إدلب ومحيطها (شمال غرب) ووجود قوات أميركية في مناطق الأكراد (شمال شرق) مضيه حتى الآن في الخيار العسكري.
وقبيل إلقائه خطابه، اطلقت قوات النظام صاروخين على قرية سرجة بجنوب محافظة إدلب، ما ادى الى مقتل ستة مدنيين بينهم ثلاثة قاصرين ومسعف، إضافة الى سقوط العديد من الجرحى، بحسب المرصد.
وشاهد مراسل  "وكالة الصحافة الفرنسية" في القرية عملية انتشال الجثث من تحت أنقاض مبنى انهار جراء القصف، وقام مسعفون بلفّها ببطانيات حمراء. 


تحديات اقتصادية 
اتخذ الأسد عبارة "الأمل بالعمل" شعاراً لحملته الانتخابية، في محاولة لتسليط الضوء على دوره المقبل في مرحلة إعادة الإعمار، بعد عقدين أمضاهما في سدّة الرئاسة.
لكنه يبدأ ولايته الجديدة اليوم فيما تشهد بلاده أقسى أزماتها الاقتصادية، التي خلفتها عشر سنوات من الحرب، وفاقمتها العقوبات الغربية، فضلاً عن الانهيار الاقتصادي المتسارع في لبنان المجاور حيث يودع رجال أعمال سوريون كثر، أموالهم.
 
واعتبر الأسد أن "العائق الأكبر حالياً هو الأموال السورية المجمدة في المصارف اللبنانية" مقدراً قيمتها بعشرات المليارات من الدولارات. وقال إن بعض التقديرات تشير إلى أن ما بين 40 مليار دولار و60 مليارا من الأموال السورية مجمدة في لبنان. وأضاف: "كلا الرقمين كاف لإحباط اقتصاد بحجم اقتصادنا". ويلي ذلك من ناحية حجم التأثير على حد قوله "الحصار الذي سبب اختناقات وخلق صعوبات"، في إشارة الى العقوبات الدولية التي تثقل كاهل نظامه منذ اندلاع الحرب.
وعلى وقع الانهيار الاقتصادي، رفعت الحكومة خلال الأسابيع الماضية أسعار البنزين غير المدعوم والمازوت والخبز والسكر والرز، فيما تفاقمت في الأسابيع الماضية مشكلة انقطاع الكهرباء، جراء نقص الغاز المغذي لمحطات توليد الطاقة الكهربائية بحسب مسؤولين سوريين، ووصلت مدة التقنين في بعض المناطق إلى نحو عشرين ساعة يومياً.
 
ويفاقم رفع الأسعار معاناة السوريين الذين ينتظرون في طوابير طويلة للحصول على البنزين المدعوم ويشكون من الغلاء واستمرار ارتفاع الأسعار. ويعيش أكثر من ثمانين في المئة من السوريين راهنا تحت خط الفقر، وفق الأمم المتحدة بينما يعاني 12,4 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، بحسب برنامج الغذاء العالمي. 
وبعد حفل اداء اليمين، استقبل الاسد وزير الخارجية الصيني وانغ يي الذي يعتبر اول مسؤول رسمي صيني يزور دمشق منذ بداية 2012. ص 8

... ومصادر مصرفية لبنانية تردّ عليه 
ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها الرئيس السوري بشار الأسد عن أن في المصارف اللبنانية ما يراوح بين 40 إلى 60 مليار دولار ودائع للسوريين محتجزة في هذه المصارف ولذلك لا يتمكن الاقتصاد السوري من النهوض. ولا يتحدث الرئيس السوري عن ان تلك الاموال هرّبها اصحابها من المصارف السورية وليسوا في صدد اعادتها ولو تم تحريرها  حاليا من لبنان، بل سيجهدون لتحويلها الى دولة ثالثة.  
مصادر مصرفية لبنانية استغربت عبر وكالة "أخبار اليوم" هذا الكلام وقالت إن سبب عدم نهوض الاقتصاد السوري هو الحرب التي شهدتها البلاد منذ العام 2011، والعقوبات المفروضة على سوريا ونظامها ومؤسساته، إضافة إلى أن عملية إعادة الإعمار لم تبدأ بعد وليس من دولة واحدة حليفة للنظام السوري بدأت عملها في هذا الإطار، وشددت هذه المصادر على أن كلام الأسد يأتي في إطار الذرائع التي يريد من خلالها تبرير ركود الاقتصاد السوري وتراجعه، متجاهلا المشاكل الداخلية التي يعانيها النظام هناك.

وأكدت هذه المصادر أن حجم الودائع السورية في المصارف اللبنانية قد لا يصل إلى 6 مليارات دولار، لأن المتمولين السوريين وحتى قبل اندلاع الحرب في سوريا وابان الوصاية السورية على لبنان كانوا يتجنبون وضع أموالهم في المصارف السورية لعلمهم بسهولة وصول أجهزة النظام إلى هذه الودائع ومعرفة حجمها والضغط على أصحابها، لذلك فضل هؤلاء الذهاب بودائعهم ومصالحهم إلى دول أخرى مثل مصر والإمارات والأردن وتركيا ودول أوروبية أيضا، علما ان العلاقة بين النظام المصرفي اللبناني ومودعين سوريين هي علاقة قديمة تعود إلى الستينيات بسبب الهاجس الذي كان موجودا عند هؤلاء من تأميم هذه الأموال والممتلكات، كما أن بعض هؤلاء قدامى المودعين اصبحوا حاملين للجنسية اللبنانية.
المصادر المصرفية قالت إن المصارف اللبنانية لا تصنف الودائع بحسب جنسيات المودعين ولذلك لا يمكن تحديد رقم دقيق يتعلق بقيمة ودائع السوريين ولكنها في كل الأحوال من المستحيل أن تصل إلى الأرقام التي تحدث عنها الأسد، وكشفت هذه المصادر إن الودائع بالدولار بالمصارف اللبنانية تبلغ 107 مليارات دولار فهل يعقل أن يكون للسوريين أكثر من نصفها؟ علما أن حجم ودائع غير المقيمين يبلغ 21% من مجموع الودائع بالدولار والليرة اللبنانية والتي تصل إلى 135 مليار دولار ومن ضمن هؤلاء اللبنانيين المنتشرين في العالم. .
 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم