الأحد - 16 حزيران 2024

إعلان

لاجئون في مخيم شاتيلا "سعداء" باعتراف 3 دول أوروبية بدولة فلسطين: خطوة مُعمّدة بالتضحيات (صور)

المصدر: "أ ف ب"
مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين في بيروت (أ ف ب).
مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين في بيروت (أ ف ب).
A+ A-
في مخيم شاتيلا قرب بيروت، رحّب لاجئون فلسطينيون بقرار أيرلندا والنرويج واسبانيا الاعتراف بدولة فلسطين، في خطوة اعتبرها البعض "مُعمّدة" بالتضحيات على وقع الحرب في غزة، وأمل آخرون أن تدفع دولاً أخرى لاتخاذ خطوة مماثلة.

ويقول علاء غزلان (26 سنة)، الذي تتحدّر عائلته أساساً من حيفا: "سعيدون بهذا القرار ونأمل أن يعترف العالم كله بفلسطين".

ويضيف: "بات لدي أمل بالعودة الى بلدي الذي وُلدت خارجه وحُرمت منه لكنه رغم ذلك يعيش فييَّ"، معتبراً أنّ توقيت الاعتراف اليوم "مهم جداً لأننا عانينا كثيراً... فما يجري في غزة حالياً لم يحصل في اي بلد" في العالم".
 


وأعلنت أيرلندا والنروج وإسبانيا اعترافها بدولة فلسطين، على أن يسري ذلك بدءاً من 28 أيار، في مبادرة رفضتها إسرائيل بنبرة شديدة، مستدعية سفيريها من دبلن وأوسلو.

ورحّبت منظمة التحرير الفلسطينية بخطوة الدول الثلاث، معتبرةً أنها "لحظات تاريخية"، في حين قالت حركة "حماس" إنّ ما جرى "خطوة مهمة" على طريق تثبيت حقوق الفلسطينيين.

ومنذ بدء الحرب في غزة، يتابع اللاجئون الفلسطينيون يوميات الحرب لحظة بلحظة مع وجود أقارب لهم وأفراد من عائلاتهم في القطاع المحاصر.

ويُقيم نحو 250 ألف لاجئ فلسطيني في لبنان، بحسب الأمم المتحدة، في ظروف معيشية صعبة. ويتوزّع قرابة نصفهم على 12 مخيماً أقيمت تباعاً إثر النكبة الفلسطينية وقيام دولة إسرائيل في العام 1948.

وتقول ربة المنزل سماح العمري (50 عاماً)، التي كانت عائلتها في عداد من فروا عام 1948، أنّ على الدول كافة أن تحذو الخطوة ذاتها لأنّ "الأرض حقنا" ومن أجل ذلك "يموت الشعب في فلسطين".
 


"لم نحلم"

كانت السويد، التي تضمّ جالية فلسطينية كبيرة، أول دولة عضو في الاتحاد الأوروبي في أوروبا الغربية تعترف بدولة فلسطين عام 2014. واتخذت ست دول القرار ذاته في وقت سابق وهي بلغاريا وقبرص والجمهورية التشيكية والمجر وبولندا ورومانيا.

ومنذ عقود، يُنظر إلى الاعتراف بدولة فلسطينية على أنه بمثابة خاتمة عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وكانت الولايات المتحدة ومعظم دول أوروبا الغربية أبدت استعدادها للاعتراف بدولة فلسطينية يوما ما، لكن ليس قبل التوصل إلى اتفاق بشأن القضايا الشائكة مثل الحدود النهائية ووضع القدس.

إلّا أنّه بعد هجمات "حماس" في 7 تشرين الأول والحرب التي شنتها إسرائيل ضد غزة ردّاً على ذلك، بدأ دبلوماسيون يعيدون النظر في أفكار كانت خلافية في الماضي.

في مخيم شاتيلا المكتظّ بسكانه وفي أزقته الضيقة، تتزيّن الجدران المتداعية بشعارات ورايات وخرائط لفلسطين، الى جانب صور لقادة فلسطينيين، بعضهم من "حماس".
 


ويقول أبو مجدي (63 عاماً)، بينما يضع كوفية على كتفيه ويعلق قلادة على شكل خريطة فلسطين لـ"فرانس برس"، إنّ اعتراف الدول الثلاث "جاء معمداً بالدم والشهداء".

ويتوقّع الرجل، الذي نزحت عائلته من حيفا عام 1948 ويُقدّم نفسه على أنه "مناضل من أجل فلسطين"، أن يُغيّر الاعتراف "مستقبل الأجيال كلّها ومستقبل القضية الفلسطينية... لم نكن نحلم بأن يرتفع علم فلسطين في المحافل الدولية".

وفي مقهى صغير في المخيم المكتظ بسكّانه، يبدي أمين سرّ اللجنة الشعبية في مخيم شاتيلا سليمان عبد الهادي (70 عاماً) امتنانه "للقرارات التي اتخذتها الحكومات الكريمة" الثلاث في توقيت ذي دلالة بعد السابع من تشرين الأول.

ويقول: "نرى مستقبلاً مضيئاً للقضية الفلسطينية. فما حصل اليوم هو نتيجة للتضحيات التي قدمها الشعب الفلسطيني على مدى 76 عاماً من الاضطهاد والقتل والتدمير. إنه نتيجة حتمية".
 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم