الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

"كلنا إرادة": نقاش حول أي سياسة خارجيَّة لحماية مصلحة لبنان في ظل المشهد الإقليمي وغياب الدولة

المصدر: "النهار"
جلسة نقاش نظّمتها "كلنا إرادة" حول موضوع "أي سياسة خارجيَّة لحماية مصلحة لبنان في ظل المشهد الإقليمي؟".
جلسة نقاش نظّمتها "كلنا إرادة" حول موضوع "أي سياسة خارجيَّة لحماية مصلحة لبنان في ظل المشهد الإقليمي؟".
A+ A-
نظّمت "كلنا إرادة" جلسة نقاش حول موضوع "أي سياسة خارجيَّة لحماية مصلحة لبنان في ظل المشهد الإقليمي؟"، شارك فيها نواب تغييرين ومستقلين ونواب من كتل التجدد والكتائب اللبنانية والقوات اللبنانية والتيّار الوطني الحر واللقاء الديمقراطي، بالإضافة إلى المحللين السياسيين وصناع الرأي، وذلك اليوم الجمعة 1 آذار 2024 في فندق فينيسيا. وتمحور النقاش حول ما هي الأولويات التي يجب التحرك بشأنها في السياسة الخارجيَّة لتأمين المصلحة الوطنية، وما هي الخيارات الدبلوماسية المتاحة لضمان أمن وسلامة اللبنانيين في ظل الغياب الكلي للدولة.
 
في البداية، تحدث رئيس مجلس إدارة "كلنا إرادة" والأستاذ في العلاقات الدولية د. كريم بيطار عن السياسة الخارجيَّة اللبنانية واشكالياتها. أكد ضرورة العمل من أجل استعادة الدولة والمؤسسات ورفض الانقلاب على الدستور. وقال: "لمواجهة التحديات المفروضة علينا اليوم، يجب تفعيل الدبلوماسية اللبنانية في مجالات العلاقات الثقافية والاقتصادية، أي القوى الناعمة للمجتمع اللبناني وذلك بالاستفادة من الطاقات في الداخل اللبناني وفي الاغتراب".
 
ثم تحدث وزير خارجية لبنان السابق والأستاذ الجامعي د. ناصيف عن محددات المصلحة الوطنية في السياسة الخارجيَّة. ودعا إلى تحديد أولويات وطنيَّة في السياسة الخارجيَّة بناءً على تفاهم داخلي شامل. وشدد على أهمية تعزيز الدبلوماسية اللبنانية لتحقيق المصالح الوطنية.
 
وتخللت الجلسة الافتتاحية التي أدارتها الصحافية والشريك المؤسس وسكرتير تحرير موقع "درج" ديانا مقلد، مداخلة مسجلة للرئيس والمدير التنفيذي لمعهد الشرق الأوسط في واشنطن وعضو كلنا إرادة د. بول سالم عن ترتيبات المشهد الإقليمي في مرحلة ما بعد الحرب وموقع لبنان فيها. وقال إنه من أجل أن يكون لدينا سياسة خارجيَّة يجب أن يكون لدينا دولة وسيادة ومؤسسات، وكل هذه العناصر غائبة بالمقابل كل طرف داخلي لديه سياساته الخارجيَّة ما يتترجم بالتالي بانهيار الدولة. وختم بالقول: "نحن بحاجة الى اعطاء اولوية لمصلحة لبنان ولوضعنا الاقتصادي ما يعني علاقات قريبة مع الدول العربية وعلاقة ندية مع ايران وانفتاح على العالم الغربي".
 
كما ألقى الأكاديمي والباحث في السياسات العامة د. أنطون حداد نظرة على تأثير السيناريوهات المحتملة على المشهد السياسي الداخلي وتوازناته. فأشار إلى أن الأولوية القصوى للبنان واللبنانيين في هذه المرحلة هي منع توسع الحرب وتحولها إلى حرب مفتوحة. واعتبر أنه بالتزامن مع ذلك يجب التصدي لمحاولة إدراج هذا المسعى في إطار صفقة تبادل تتعلق بتكوين السلطة في لبنان، إذ أن مثل هذا التوجه قد يبعد كأس الحرب والدمار لفترة لكنه يبقي لبنان في خانة المراوحة والتخبط والانهيار لسنوات عدة إضافية.
 
وتأتي جلسة النقاش هذه في ظل غياب أي تصور سياسي للتعامل مع الأزمة، فيما يستمر التصعيد في جنوب لبنان وكذلك ارتكاب الجرائم الإسرائيلية في فلسطين ولبنان، الأمر الذي يزيد من مخاطر الانزلاق نحو الحرب المفتوحة التي لا يتوقف قادة إسرائيل عن التهديد بها. وكذلك، كون الأحداث الحالية أظهرت حجم الانكشاف السياسي داخليًا في ظل تفكك الدولة والاستقالة الطوعية للسلطة السياسية وعجزها التام عن امتلاك قرار الحرب والسلم، مما أدى إلى اضمحلال السياسة الخارجيَّة وغياب أي دور فعّال للدبلوماسية اللبنانية. وتعتبر كلنا إرادة بأن هذا الغياب الكلي للدولة لم يأت من فراغ، بل هو نتيجة مباشرة لسيطرة حزب الله على القرار السياسي الاستراتيجي باعتراف رئيس الحكومة لصالح دوره الإقليمي وتحالفاته، الأمر الذي يشكل امتدادًا لعقود من الحروب بالواسطة التي جعلت لبنان أسيرًا للمصالح الإقليمية على حساب مصلحته الوطنية.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم