الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

دور الجامعات في زمنِ الأزمات

المصدر: "النهار"
Bookmark
تعبيرية.
تعبيرية.
A+ A-
الأب بشارة الخوري*تتوالى الأزماتُ على بَلدِنا، تفعَلُ فيه فِعلَها، وتخلّفُ آثاراً سلبيّةً بالغةً لا نلبَثُ أن نعتادَها ونتكيَّفَ معها، ثُمَّ نحاوِل أفراداً ومجموعاتٍ صغيرةً أن ننهضَ من كبوتِنا، مُتَمثّلينَ بطائرِ الفينيقِ المسكينِ الذي - على ما أعتقِدُ – ضاقَ ذرعاً بِنا، بكونِنا أتْعبناهُ كثيراً، وكأنّي به يصرُخُ راجياً مُستَغيثاً: "أيُّها اللبنانيّاتُ واللبنانيّون كفاكُم، هلمّوا، انْظروا إلى الأمام، استشرِفوا غَدَكم، خطّطوا، تحسَّبوا، اتّحدوا، ولا تنتظروا وقوعَ المصيبةِ وحلولَ الأزمةِ لكي تُسارعوا لِفعلِ شيءٍ آنيٍّ، مُزَعزَعٍ، ضعيفٍ، مُتّكلينَ عليَّ لإنهاضِكُم من رمادِكُم الذي دفنتُم أنفُسكم تحْتَهُ نتيجةَ لاوعيِكم وتشرذُمِكم وعدمِ رؤيتِكم، ولأسبابٍ كثيرةٍ غيرها...كفاكم يا هذا الشّعب، دعوني أعِشْ بسلامٍ مرفرفاً في فضاء الحريّةِ، فقد سئمتُ الرمادَ...عذراً يا ذا الطائر المسكين، إنّنا ظلمناكَ كثيراً ... وإن كان الكثيرونَ لا يريدون سماعَ نوائِكَ واستغاثتِكَ، وقد صمّوا آذانَهم عن وجَعِكَ ووجَعِ الوطنِ وأجيالهِ، وعن وجَع التاريخِ والقلقِ على المستقبل،غيرَ أنّنا نحنُ قد سَمِعْناكَ وأدركْنا ما تقول...نعَمْ، نحن في جامعاتِنا، وفي هذا الوقتِ بالذاتِ، حيثُ ما زِلْنا نعيشُ أزمةً بل أزماتٍ، وحيثُ كان وقْعُها علينا، كما على سوانا من المؤسّساتِ وفي غيرِ قطاعٍ، قاسياً جدّاً لأنّنا لم نتَحَسّبْ لَها، ولأنّنا تعلّمنا درساً بعناوينَ متعدِّدةٍ وقد أجابَ عن جُملَةِ تساؤلاتٍ أبرزُها:إن كُنّا نحن في كُلِّ جامعاتِ لبنان لم نمتلِكْ حِسَّ إمكانيّةِ حصولِ أزمةٍ وطنيّةٍ كبرى طالتِ الجميع، فيما نعتبرُ أنفسَنا نُخبَويّين، فمن تُراهُ كانَ سيُدرِكُ ذلك مُسبقاً؟تُرى، أيُّ دورٍ تاريخيّ ووطنيّ كبير أدَّتْهُ جامعاتُ لبنان في تلكَ الأزماتِ وفي هذهِ الأزماتِ؟ألَمْ يكُن ما حصل ولما يزَلْ، سبباً كافياً لاتحادٍ جامعيّ فعليّ فاعلٍ وفعّال؟وبَعْدُ، وعوداً على بَدْءٍ، ألا تَرَوْنَ معي يا أيُّها...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم