الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الشعنينة في ظلّ كورونا... رجاء ليزول الكابوس (صور)

المصدر: "النهار"
أحد الشعانين على أمل الرجاء (مارك فياض).
أحد الشعانين على أمل الرجاء (مارك فياض).
A+ A-
يحلّ أحد الشعانين للسنة الثانية في ظلّ جائحة كورونا وتشديد الإجراءات للوقاية من انتشار الوباء.
هو عيد الأطفال، حيث يحملون الشموع، ويلبسون الثياب الجديدة، مع رجاء لقيامة مباركة.
لكن هذه السنة، المشهد مختلف. ليس بسبب الجائحة فحسب، بل لأنّ الوضع الاقتصادي ألقى بظلالة الثقيلة على العائلات، حتى باتت عاجزة عن تأمين أبسط مقوّمات الاحتفال، وإن كان مفهوم العيد لا يتطلّب بذخاً ومظاهر.

في الآتي، مشهد من الكنائس بكاميرا مصوّري "النهار"، حيث أبى المؤمنون أن تمرّ المناسبة من دون رفع الصلاة، علّ الكابوس يزول عن لبنان الحياة.
 
هنا تصوير الزميل مارك فياض من كنيسة القديس يوحنا الذهبي بمطرانية بيروت للروم الملكيين الكاثوليك.
 
 
 
 
 
وهنا تصوير مارك فياض في كنيسة مار جريس بيروت.
 
 
 
 
 
 
وهنا صور بكاميرا حسام شبارو.
 
 
 
 
وهنا صور بكاميرا حسن عسل من بكركي.
 
 
 
الشعنينة في طرابلس
 
توجه راعي ابرشية طرابلس المارونية، المطران يوسف سويف، بصرخة الى المسؤولين قائلا "لا تحوّلوا زيتون لبنان، زيتون السلام والخير، زيتون الحب والإنفتاح، إلى حطبٍ يابس ليُحرَق فيه الوطن"، ذلك خلال ترأسه القداس الالهي، لمناسبة أحد الشعانين، في كنيسة مار مارون في طرابلس.




القداس الذي حضره مجموعة من المؤمنين، في ظل التقّيد التام بالاجراءات الوقائية المعمول بها لمكافحة فيروس كورونا، اتى وسط ايام عصيبة تعيشها مدينة طرابلس كما كل لبنان،

وتخللته رتبة "تبريك اغصان الزيتون"، حيث وبعد تلاوة الانجيل المقدس، هنأ سويف، الحضور والمتابعين عبر وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالابرشية، كما كل اللبنانيين، بحلول أحد الشعانين، آملا ان "يستقبل لبنان الحبيب السلام قريبا، على غرار استقبال اوراشليم للسيد المسيح".

واشار في عظته الى انه في " في يوم الشعانين نحمل أغصان الزيتون وهي رمز النبوءة والسلام والروح القدس؛ نرفعها مع هتافات رجاء وفرح روحيّ غاب عنّا ولكن نعيشه في داخلنا بالرغم ممّا يمرّ به الوطن الحبيب وما نعيشه من مرارة وأسى ومعاناة إنسانيّة من جرّاء الوباء والمحنة الاقتصاديّة والإجتماعيّة. فمن حقّنا أن ننعم بالطمأنينة والإستقرار، وفي قلب الأزمة لا ننسنّ أنّنا أبناء الرجاء".

كما خاطب السياسيين قائلا "المسؤوليّة أمانة وعطيّة من الله، ومسؤوليّتكم من الشعب ولخير الشعب، لا يجوز أن تتحوّل هذه المسؤوليّة الى تسلّطٍ واستغلالٍ لأجل الخير الشخصي والمحدود النابع من أنانيّة وحسابات ضيّقة".
وأضاف " أمام هذا الواقع المرير، فلْننتبه بألاّ نُجَرّب في خطر هجرة الأرض والوطن، فالشباب الذي غادر بحثاً عن فرصة عمل وعيش لائق عليه ألّا يكره الوطن ويترك الأرض، عندئذ تكون الكارثة أعظم من المحنة التي نواجهها اليوم.

أدعوكم أيها الشباب ان تجدّدوا إيمانكم بالله وانتماءكم للوطن الحبيب لبنان. فأنتم غده القريب، معكم يواصل لبنان رسالته الحضاريّة في اختبار العيش الواحد وموقعه الروحيّ العالميّ . نعم، معكم سنرى لبنان الرسالة، لبنان الحوار، لبنان المواطنة، لبنان أغصان زيتون الرجاء يحملها مواطنات ومواطنون مسؤولين ينشدون السلام والغفران ويعملون لصون الحريّة والكرامة الإنسانيّة، فالمواطن الأمين هو الذي يصنع الوطن."

كما اشار الى انه "في يوم الشعانين فلنستقبل المسيح الملك بأغصان النخل والزيتون وبهتافات الهوشعنا مستعدّين للدخول الى عيد الفصح مستقبلين المسيح ملكنا ومعترفين بأن يسوع ابن الله هو مخلّصنا. يسوع "الكلمة" التي بها تمّ الخلق الجديد، هو الملك الذي أتى المسكونة ليُشركنا بملوكيّته ويغيّر منطق ملكوت الأرض الى منطق ملكوت السماء ويطعّمه بالرحمة والمغفرة، إنّه الكاهن "رئيس أحبار اعترافنا" الذي عاش ليعلّمنا قيمة المحبّة."

وختم مضيفا "تعالوا نتزيّن بأغصان الزيتون فتكون لنا أداةً لبناء السلام ونشر الأمل في محيطنا الصغير، انطلاقا من بيوتنا ورعايانا فمجتمعنا ووطننا.
تعالوا نرفع سُعُفَ النخل متضرّعين الى الربّ الملك أن ينير عقول القيّمين على بلدنا ليحافظوا على قِيَم المحبّة والوحدة ويؤمّنوا الطمأنينة للشعب".
 
عكار
 
وفي عكار احتفلت الطوائف المسيحية التي تعتمد التقويم الغربي في مخافظة عكار بعيد الشعانين، حيث اقيمت القداديس في الكنائس المارونية والكاثوليكية في بلدات عكارية عدة، وسط تدابير صحية وقائية وفق الارشادات والقرارات المتخذة رسميا وكنسيا للحد من تفشي وباء كورونا المستجد ، وذلك في بلدات شدرا وعندقت ومنجز والقبيات ودير جنين والتليل، وممنع، والهد،والنفيسة والشيخ محمد، وعدبل وحلبا ومنيارة، وبيت ملات، والشقدوف، والشطاحة، وسيسوق وقلود الباقية ، حيث طاف المصلون ،وبخاصة الاطفال، حاملين الشموع المزينة بازهار الربيع و وسعف النخيل بزياحات في الباحات الخارجية للكنائس .
والقى الكهنة عظات اكدت بمجملها على معاني الفرح باستقبال الاتي باسم بالرب، متطلعين بان تحمل الايام والعياد القادمة الخير والسلام والطمانينة لشعب لبنان والعالم اجمع، وان يزول الوباء .
وتميزت بلدة بقرزلا باحياء عيد الشعانين بقداس احتفالي اقيم  تحت اشجار السنديان الدهرية المعمرة في الباحة  الخارجية  لكنيسة مزار القديسة مورا الاثري،  ترأسه  الاب نعمة الله حديٌد  بحضور عدد من ابناء الرعية المارونية في البلدة الذين التزموا جميعا بوضع الكمامات واحترام مسافات التباعد الامنة.
وبعد الانجيل المقدس القى الاب حديد عظة قال فيها:  يدخل يسوع إلى أورشليم بعدما كان قد مرّ بأريحا الأحد الماضي وشفى الأعمى، وبالأمس كان في بيت عنيا حيث أقام لعازر من بين الأموات وبحيث بدأت المواجهة بينه وبين العالم تتأزّم وتأخذ الأحداثُ الطريقَ إلى نهايتها.
أضاف : أحد الشعانين هو مدخلنا إلى أسبوع الآلام. إنّه اليوم الذي نقبل فيه سيّدَنا كمصلوبٍ وندخله إلى حياتنا لنشاركه آلامه. إنّه اليوم الذي نسير فيه مع الملك الآتي على درب القيامة التي رسمها هو لنمشي فيها معه، أي درب الصليب. يوم الشعانين عيدٌ نعلن فيه عن قبولنا بمثل هذا الملك الذي لم يعِدْنا بالراحة لكن بالشهادة. نقبل هذا السيّد الذي يمرّ بنا بالموت أوّلاً ومن ثمَّ يهبنا القيامة. عيد الشعانين دعوةٌ نخرج على أثرها من مصافّ الناس المتأرجحين إلى مصافّ مريم، دعوةٌ نتحوّل عند سماعها من أشخاص منقادين إلى زعماء لم يجلبوا لنا سوى المآسي والويلات إلى أشخاص يحبّون وطنهم لينعموا به ويعيشوا فيه بأمان، آمين.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم