الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

الضحيّة حسين مقشر كان يحبّ الحياة ويخطط للسفر… شقيقه يروي لـ"النهار" لحظات مقتله برصاص "عين الحلوة"

المصدر: النهار
الشاب الراحل حسين مقشر.
الشاب الراحل حسين مقشر.
A+ A-
 
 
بعد تهدئة موقتة، عادت الاشتباكات في مخيم عين الحلوة منذ أربعة أيام، وأدت إلى سقوط قتلى وجرحى، والمساعي مستمرة لضمان عدم انفجار الوضع أكثر.
وبرغم من الهدنة التي سرت في المخيم لبعض الوقت، إلا أن تجدد الاشتباكات أعاد الأمور إلى نقطة الصفر. ويؤكد أكثر من مصدر أن الاشتباكات العنيفة تفرض وقعها، في ظل استخدام الأسلحة الثقيلة والرصاص العشوائي الذي يمتد إلى المناطق المجاورة ولم يعد محصوراً بالمخيم.
 
اشتباكات متقطّعة استخدمت فيها القذائف الصاروخيّة والأسلحة الرشاشة ورصاص القنص؛ وقد سقطت قذيفتان خارج حدود المخيّم على طريق صيدا ـ الغازية.
 
وبالعودة إلى واقع الرصاص الطائش الذي يخطف حياة اللبنانيين، فقد اخترقت رصاصة جسد الشاب حسين مقشر الذي كان متواجداً قرب مستودعه في الغازية وتوفي نتيجة الاشتباكات التي وقعت منذ يومين في مخيم عين الحلوة.
 
صورة للشاب حسين مقشر مرفقة بجملتين تفيدان بوفاته نتيجة الرصاص الطائش الذي طال الغازية. لعبة يدفع ثمنها أشخاص أبرياء صودف وجودهم في المكان والوقت الخطأ، تنتهي بهدنة في حين تتوقف حياة عائلات الضحايا الذين انتزعت منهم الحياة عنوة ولم يسأل أحد عن وجعهم وخسارتهم.
 
لم يكن حسين مقشر وحده الذي أصيب بالرصاص الطائش، إلا أن الرصاصة التي اخترقت جسده كانت قاتلة ولم يصمد حتى يصل إلى المستشفى. في حين أُصيب شابان آخران من الغازية وتم نقلهما إلى مستشفى الراعي. وكأننا أصبحنا أمام أرقام وليس حيوات أشخاص يدفعون ثمن هذه الفوضى المتنقلة. من يعرف شئياً عن هؤلاء الضحايا؟ من يعرف عن لحظاتهم الأخيرة وكيف قضوا غدراً وبطريقة مأسوية؟
 
حسين مقشر، الذي كان عازماً على السفر بأي طريقة، يتحدث شقيقه علي الذي كان إلى جانبه لحظة إصابته بحرقة وغضب. يسترجع اللحظات الأخيرة قبل وفاته قائلاً لـ"النهار": "كنت متواجداً في منزل أحد أصدقائي القريب من المخيم، وفجأة بدأت أصوات القذائف والرصاص، فقررت العودة إلى المنزل هرباً من الاشتباكات. وفي طريق العودة، لمحتُ شقيقي حسين أمام المستودع الذي نملكه على طريق الغازية، فذهبت إليه وجلستُ معه للاطمئنان إليه".
 
من اشتباكات عين الحلوة. (احمد منتش)
 
كنا نتحدث قبل أن يخترق صوت رصاصة قوية جلستنا، كان الصوت قوياً جداً. وما هي إلا ثوانٍ، وبينما كنا نهمّ بالذهاب للاختباء والاحتماء من الرصاص، حتى أصابت رصاصة ثانية حسين مباشرة في خاصرته.
 
ويوضح علي أن "الرصاصة مزّقت جسده، طار نصف متر ثم وقع عليّ ووقعنا نحن الاثنين على الأرض. حملته لأنقله إلى المستشفى الذي يبعد 500 متر فقط، إلا أنه فارق الحياة قبل وصوله إلى المستشفى، كانت الإصابة بليغة، في حين أصيب شابان آخران (واحد في فخده وآخر في رجله) نتيجة الرصاص العشوائي. لقد توفي بين يديّ قبل أن أتمكن من إيصاله إلى المستشفى".
 
ليست المرة الأولى التي تواجه فيها منطقة الغازية اطلاق رصاص طائش نتيجة الاشتباكات التي تحصل في مخيم عين الحلوة، إلا أنها المرة الأولى التي تشهد هذه الكثافة في الرصاص الطائش والعشوائي. يبدو واضحاً أن الأسلحة المستخدمة ثقيلة وإن إطلاق الرصاص عشوائي ومقصود.
 
كان حسين، وفق ما يروي شقيقه، من الأشخاص الذين يحبون الحياة ولا ينتمي إلى أي حزب، وكان ينوي السفر بعد تجديد جواز سفره، لأنه لم يعد يرغب في البقاء بهذا البلد. وبرغم من عمله في المستودع الذي نملكه مع شقيقي في إسبانيا، إلا أنه كان يطمح إلى السفر. ولقد صارحني بذلك أكثر من مرة، واليوم توفي نتيجة رصاصة طائشة سلبته حياته عنوة.
 
لدى علي الكثير ليقوله، حرقته كبيرة، ويريد أن يأخذ حق شقيقه بقول ما لديه. يشير إلى أن "البيئة التي نعيش فيها كاذبة، نعيش في مزرعة وليس في دولة، وسط جماعات تعيش على ارضنا ومحمية من قبل جهات معينة. العالم "عم بتروح هيك"، حتى بتنا نخاف السير على الطريق، نعيش في قلق دائم".
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم