السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

سجعان قزي: لا أحدَ في لبنان يستطيع أن يلغي الآخر حتى ولو كان عنده السلاح النووي

المصدر: "النهار"
سجعان قزي.
سجعان قزي.
A+ A-
ردّ الوزير السابق سجعان قزي على الأصوات التي تتهم البطريرك الراعي بأنه طرف في تنفيذ أجندات المشروع الخارجي فقال: "لا أحدَ أكثر من البطريرك الماروني مؤهّل لتحديد السيادة والاستقلال والحرية في لبنان، فالبطريركية المارونية تناضل من أجل هذه الأهداف منذ 1333 سنة. ومواقفها ليست طائفية بل وطنية. علاوة على ذلك، إن مرجعية تحديد هذه المفاهيم هو الدستور اللبناني".
 
وفي حديث الى وكالة "أخبار اليوم"، أشار قزي إلى أن الصراع حول حقيبة المالية كان مذهبيًّا، لكنَّ موقف البطريرك بالأمس أعطاه البُعدَ الوطني والدستوريَ وأخرجه من طابعه الطائفيّ. وذكّرَ بأن كلامَ البطريرك ليس ضد أي طائفة، حيث يحق لكل منها أن تتبوأ أيَّ منصب وزاري، ولكن لا يحق لأيٍّ منها أن تستملك أي موقع وزاري. وسأل قزي: إذا كان هذا الموقف طائفيًّا، فكيف يكون إذًا الموقفُ الوطنيّ والدستوري؟!
 
وأكد قزي "أن البطريرك لم ينزلق في السجالات حول تأليف الحكومة من ناحية الشكل والعدد والأسماء وطريقة التأليف، فهذه أمور ليست في اهتمامه، بل تدخّل في الموضوع الحكومي من الناحية الميثاقية والوطنية، لأن اتفاق الطائف - الذي وافقت عليه البطريركيةُ المارونيّة في العام 1989 - لا يَنص على أيِّ من الامور التي يطالب بها اليوم الثنائي الشيعي والمرجعيات الشيعية الدينية."
 
وذكّر قزي في هذا الإطار بالمادة 95 من الدستور التي جاءت واضحة في روحيتها كما في نصها، حيث لا تمنح أي حقيبة وزارية لأي طائفة، ولا تمنح تحديداً وزارة المال للطائفة الشيعية. من هنا إنَّ الهجوم على البطريرك هو "كلامُ باطلٍ يُراد به باطل".
 
ورأى قزي "أنَّ المرجعيات الشيعية الدينية لم تنتظر عظة البطريرك يوم أمس (الأحد في 20 أيلول) لتشن حملة عليه بذريعة اعتراضه على تخصيص الطائفة الشيعية بوزارة المال، فالهجوم عليه، بل على كل ما يمثّله لبنان الكبير، بدأ قبل ذلك بأشهر، ولاسيّما من خلال خُطب عيد الفطر وما تضمّنته من رفض للبنان الكبير ولما أرساه بشارة الخوري ورياض الصلح من صيغة ونظام وميثاق....". وأضاف: "على إخواننا الشيعة إلّا يتذرّعوا بعظة البطريرك لشنِّ هجومات عبثيّة تزيد الانقسام وتدفع المكونات الأخرى للمطالبة ببدائل عن الواقع الحالي".
 
وقال: "من يريد أن يتهجَّم على البطريرك يجب أن يكون لديه وطنيّةً أكثر من البطريرك، وولاءَ للبنانَ فقط أكثر من البطريرك، وقدّم تضحيات للبنان حصرًا أكثر من البطريرك". وأضاف: "يكفي استقواء وتحوير للحقيقة وابتداعُ معايير خاطئة وفرضُها على الرأي العام ومحاولة غسل أدمغة الناس. في كل الأحوال أدمغتنا لا تُغتَسل ولا تُبتَز".
 
وتابع: "كنا نتمنى لو أن الثنائيَّ الشيعي - وبخاصّةٍ حزب الله - والمرجعيّات الدينيّةُ الشيعية تتحاور مع البطريرك الراعي بدل مهاجمته". مشيرًا إلى أن كل الطوائف وكل المكونات وكل الاحزاب زارت البطريرك الراعي واتخذت موقفاً مؤيّدًا أو متحفِّظًا أو رافضًا، باستثناء هذا الثنائي وهذه المرجعيات التي ردّت بالهجوم بدل الحوار، وهم يعلمون أن أبواب بكركي مفتوحة للحوار معهم في كل يوم".
 
وردًا على سؤال، شدد قزي على "أن لا أحد لديه النيّة في إلغاءِ هذه الطائفة او تلك، ولا أحدَ في لبنان يستطيع أن يلغي الآخر حتى ولو كان عنده السلاح النووي، فالحجارة أقوى من الصواريخ، و"ليسألوا الشعب الفلسطيني". ولكن هناك مشروعًا لدى حزب الله بتغيير وجه لبنان، وهو يَستغل أي موقف للانقضاض على النظام وعلى لبنان وانتقاد الشخصيات والمرجعيات التي ترفض مشروعه."
 
وماذا عن المثالثة؟ أجاب: "إنها تعني الفدرالية، وإذا كانوا يريد إخواننا الشيعة الفدرالية، كما نلاحظ، فليعلنوا ذلك صراحةً، ولكل حادث حديث. ولكن مهما كان الحل يجب أن يتضمّن حياد لبنان". فالخلاف الأساسي في النهاية بين اللبنانيين ليس على وزارة بل على السياستين الخارجية والدفاعية، من هنا لا حل لهذه المعضلة الا بالحياد".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم