الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

من نتفليكس- Behind Her Eyes: ما هذا بحقّ السماء!؟ (فيديو)

المصدر: "النهار"
شربل بكاسيني
شربل بكاسيني
الممثلة الايرلندية إيف هيوسون في دور أديل ("نتفليكس").
الممثلة الايرلندية إيف هيوسون في دور أديل ("نتفليكس").
A+ A-

Behind Her Eyes، مسلسل بريطاني جديد من أعمال "نتفليكس" الأصلية، طرحته المنصّة في السابع عشر من شباط، مقتبس عن رواية تحمل الاسم نفسه للكاتبة البريطانية سارة بينبورو. هو قصة إثارة نفسية، تتّخذ من علاقة محرّمة تجمع امرأة بمديرها المتزوج، مسوّغاً لسلسلة أحداث قوامها الإدمان وأحلام اليقظة والهلوسات، والصدمة.

يقدّم المسلسل عناصره الرئيسية بوضوح مباشر، فتبدو حلقاته الأولى جوفاء وناضجة في الوقت عينه، وإن جعلته ضعيفاً. لماذا هي ناضجة؟ لأنّ مسلسلاً كهذا، بحبكة واضحة كهذه، لا بدّ أنه قبل التحدّي والمقامرة بنقاط ضعفه.

بمجرد أن يتّخذ كل عنصر مكانه، وعلى الرغم من الوضوح الذي يستهلّ به صنّاع المسلسل الحبكة، يسير Behind Her Eyes (إخراج إريك ريختر ستراند/إنتاج تلفزيون سوني بيكتشورز) نحو نهاية مثيرة، ملتوية وغريبة، من شأن كلّ الانطباعات الأخرى التي كوّنها المشاهد على مدار الحلقات الستّ أن تتهاوى أمامها. أمامنا أمّ عزباء تُدعى لويز (سيمونا براون) مغرمة بمديرها ديفيد (توم بيتمان) المتزوج من أديل (إيف هيوسون). خطّ درامي من الطراز القديم، المبتذل والمستهلك. صحيح، ولكنّ العمل يتفوّق على رداءة الخيانة وتبعاتها، ويتخطّى السطحي، فيعبر إلى مكامن الوهن في الشخصيات، وإلى جوانبها الحالكة.

يتّضح للمشاهد أنّ ديفيد متزوج، وحين تقابل زوجته أديل، الموظفة لويز، تبدأ الأخيرة بنسج شبكتين تجمعانها بطرف من الثنائي الذي، وإن بدا هانئاً وسعيداً، يُخفي صراعات وندبات تحت توهّج الصورة النمطية التي اتّخذها.

تساعد مشاهدة النهاية بتركيز، في تفسير ثنائية الضعف والبراعة غير المسبوقة التي قامت عليها الحلقات الخمس الأولى. الضعف والفراغ الذي يُظهره المسلسل أولاً ليس سيّئاً، ووصفه على هذا النحو ليس شتيمة، حيث أراد صنّاعه إخفاء محرّك رئيسي وعدم الكشف عنه بسرعة. نتساءل مثلاً لماذا يتصرّف هؤلاء على هذا النحو؟ لماذا هذا الحلم؟ لماذا حدث هذا الأمر؟ هل هذا منطقي؟

ما يشغل لويز الآن هو طبيعة زواج ديفيد وأديل، وهو أمر منطقي جداً. نعم، ذلك أنّ ديفيد قليل الصبر وسريع الانفعال، ويحاول إبقاء أديل سجينة في منزلهما الأنيق، من جهة، وهادئة وساكنة من جهة أخرى. هذا الواقع الغامض الذي سحر لويز، مرتبط بحقيقة أنها تعاني من الذعر الليلي، والكوابيس الصارخة، وهي حالة تألفها أديل وتتعايش معها.

حسناً، على ضوء النهاية تتجلّى الحقائق.

يقوم Behind Her Eyes على النهاية. هو أُنجز أساساً من أجل النهاية، التي لا نختزل مفاصل العمل متى تكلّمنا عليها بإسهاب.في الواقع، أقسم صنّاع العمل على جعل النهاية خالية من أي معنى على الإطلاق، ونجحوا بذلك. فإنّ مشاهدة اللحظات الأخيرة من الحلقة الأخيرة يشبه رؤية ستار يزاح إلى الخلف ليكشف عن سبب تحرّكات عناصر السياق الدرامي التي صرخنا أمامها: "ما هذا بحقّ السماء؟".

نعم، حضّر Behind Her Eyes كلّ شيء بعناية جعلته أجوف وخالياً من أي معنى، من أجل تلك اللحظة التي يبلغ عندها المسلسل نهايته، وذلك التطور الأخير الصارخ، وربّما السخيف بشكل لا يمكن تصديقه.

هي نهاية سخيفة، سريالية على نحو لا لبس فيه لناحية السذاجة التي صيغت بها، لدرجة أنها تبدو وكأنها مقلب كاميرا خفية. فأمامها، يبدو الاحتراق البطيء للحلقات الأولى الأكثر تشويقاً والشخصيات المثيرة للاهتمام، فاتر وبارد، حيث يمكننا القول إنّ النهاية تصعيد مثير، قد تقبلها وقد ترفضها، ولكنها فُرضت عليك بسلاسة. إن لم تعجبك، أطفئ جهازك فحسب وقُل: "ما هذا بحقّ السماء!؟".

 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم