الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الخوري موسى الحلو رئيس مدرسة يسوع ومريم: توزيع الخسائر وتنمية المهارات عنوانا المرحلة

المصدر: "النهار"
الخوري موسى الحلو.
الخوري موسى الحلو.
A+ A-
لم يكن سهلاً على أيّ رئيسِ مدرسةٍ أن يقوم بمهمّاته هذه السنة، فكم بالحريّ إذا كان رئيس المدرسة هذا قد عُيِّنَ حديثاً رئيساً لمدرسةٍ في هذا الظرف بالذات. شكّلَت رئاسة المدارس تحدّياً جميلاً لكثيرين عبر التاريخ الحديث، لكنّها الآن "باتت حملاً كبيراً على كاهل رئيس المدرسة" كما قال لـ"النهار" الخوري موسى الحلو الرئيس الجديد لمدرسة يسوع ومريم في الربوة. وأضاف: "صعوبة التحدّيات هي أنّها تطاول البُعد الإنساني والعلائقي في المدرسة أكان ذلك مع المعلّمين والمعلّمات أم مع الأهل. هنا تكمن الصعوبة الأبلغ". بالنسبة الى الخوري الحلو فإنّ الهيئة التعليميّة قدّمَت في السنوات الأربع الأخيرة تضحيات صامتة كثيرة وكبيرة. كانوا عمالقة في التنازلات من أجل سير العمليّة التربويّة. "لكنّ المعلّمين وصلوا إلى نقطة لم يعُد التنازل فيها يقتصر على تضحيات مادّية بل وصل إلى الكرامة، وتحديداً أبسط قواعد كرامة العيش البسيط". وماذا عن قدرة الأهل، نسألُه، حتّى لو كان المعلّمون محقّين بطلبهم؟ يقول: "عندما تكون الخسارات كبيرة وشاملة، أنتَ تحاول أن توزّعها على جميع المعنيّين، فلا تطلب من طرفٍ واحدٍ فقط أن يتحمّلها وهذا ما كان حاصلاً قبلاً. طلَبت المدارس من هيئاتها التعليميّة إبداء التفهّم حيال الوضع العام. ولا تنسَ أنّنا كُنّا أيضاً في مرحلةِ اضطرابٍ في الشارع وكُنّا في بيوتنا في مرحلة الأونلاين اللاحقة. لم يكن التواصل مع الأهل مُمكناً أو سهلاً في هكذا ظرفٍ سياسي أو أمني". يقول الحلو إنّ قدرة المعلّمين باتت في خطر، وإنّ كلّ العمليّة التربويّة وصلت إلى مرحلة الخطر لو لم تتحرّك المدارس. "ما ناله المعلّمون حتّى الآن قليلٌ مقارنةً بما يستحقّونه، لكن على الأقل نحاول أن نقف إلى جانبهم كما وقفوا هُم إلى جانب كلّ العائلات في كلِّ تاريخهم المهني" يتابع رئيس مدرسة يسوع ومريم. وعن الحلول الممكنة يقول: "نحاول قدر الإمكان مستخدمين ميزان "الجوهرجي" أن نتوازن في تحمُّل الخسارات. الأهل رائعون بلا شك وأبطال يتفهّمون الأوضاع. في الواقع هُم يعيشونها في كلّ يوم في محطّات البنزين والسوبرماركت. لا لزوم للشرح. المعلّمون يبدون تفهّماً أقلُّ ما يُقال فيه إنّه رسولي نقي، وإدارة المدرسة حدّدت أولويّات ذكيّة للتطوير والإنفاق". مشكلة المشاكل في المدارس هذه الأيّام هي أسعار المحروقات، وإذا كان الأهل يتحمّلون كلفة تشغيل الباصات، فإنّ المدرسة وحدَها تتحمّل كلفة تشغيل مولّدات الكهرباء، الأمر الذي بات عبئاً كبيراً على الموازنة. يقول الخوري موسى الحلو: "لا أُخفي عنك أنّ الانشغالات المادّية حوّلَت أنظارنا لفترة عن الاهتمامات التربويّة التي هي أساس عملنا كمربّين. لكنّنا الآن بتنا في مرحلةٍ نستطيع فيها أن نفكّر في كلّ مصادر القلق وكلِّ أنواع التحدّيات التي أتت دفعةً واحدة وكانت كثيرة. في كلِّ ذلك نتّكلُ على العناية الإلهيّة، ففي النهاية قامت هذه الصروح على قاعدة تمجيد الله في حياتنا وتربية النشء على القيم. هذه هي رسالتنا الأساسيّة ولن تتغيّر حتّى لو أخذ موضوع تأمين المحروقات والوقوف إلى جانب معلّمينا حيّزاً كبيراً من تفكيرنا".

وعمّا إذا نمّت هذه المرحلة مهاراتٍ جديدة في حياة القادة، يقول: "بالطبع، لكن دعني أقول لك إنّ هذه الأزمة لا تتركك من دون تغيير. بعض القادة دمّرتهم هذه الأزمة، إنهاروا، وضعفت مؤسّساتهم بشكلٍ مخيف. لكن إذا صمدتَ بفضل مرافقة الربّ لك وتضحيات معاونيك ورؤيتك لحياتك وحياة المؤسّسة، فإنّك ومن دون أدنى شك ستنمو في مجالاتٍ عديدة ومهارات أساسيّة. أستطيع أن أُفكّر بأربع مجموعات من المهارات تنمو بفضل هذه الأزمة غير المسبوقة. أولاً، هنالك فرصة كبيرة لنمو مهارات التفكير النقدي. أنتَ تسأل نفسك في فترة مثل هذه عن الـ "لماذا" حصل ذلك، وأين كان يمكننا التحضُّر له بشكلٍ أفضل ولم نفعل. كذلك نمّت الأزمة فينا مهارات التفكير الخلّاق الـ Creative Thinking، إذ لا يمكنكَ بعد اليوم التفكير بطريقة كلاسيكيّة في عمليّة المواجهة. هذا الأمر بالذات ينمّي فيك مهارات حلّ المشاكل، يعزّز لديك تقنيّات جديدة ومبتكرة في حلّ المشاكل أو على الأقل في إدارتها. وأخيراً، هل يمكنكَ أن تتخيّل معي حجم فرصة النمو في مهارات التواصل مع كل الناس، فالتلميذ لم يعد هو نفسه، وتوقّعات الأهل تغيّرت، والمعلّم بات بحاجةٍ إلى طريقة تواصل مختلفة معه. هذه فرصة للنمو في هذا المجال إن أنتَ أردتَ أن تنمو".

تعود من لقاء الرئيس الجديد لمدرسة يسوع ومريم أكثر إيماناً بقدرة العناية، وأكثر تمسّكاً بموارد المؤسسة البشرية، وأوضح رؤيةً لإمكانيّة النمو المهاراتي في العاصفة.
 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم