الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

مراكب الهجرة غير الشرعية تحولت انتحارية... والمفتي زكريا يعتبر ركوبها جريمة... استمرار البحث عن المفقودين قبالة الساحل السوري وتوقيف 8 لبنانيين يشتبه بتهريبهم البشر

المصدر: "النهار"
تشييع الضحايا.
تشييع الضحايا.
A+ A-
موجة الهجرة المتفاقمة في الأسابيع الأخيرة هرباً من جحيم الحياة التي وصلت اليها لبنان، تحولت هجرة انتحارية يتساوى فيها اللبناني والنازح السوري واللاجيء الفلسطيني في التشرد والموت.

هكذا باتت المناطق الشمالية تعيش هاجس "قوارب الموت" وتتسقط أخبارها المروعة، ليعم الحزن بيوتاً كثيرة نكبت بفقدان أعزائها غرقا في بحر الشقاء والترحال، هربا من واقع مرير وجنون القهر والقلة وضيق الحال، في وطن تخلى عنهم فتخلوا عنه، بحثا عن العيش بكرامة، مغامرين بكل شيء حتى بحياتهم ، فباعوا كل ما يملكون وغادروا بثيابهم وبعض ما تبقى لهم من مال دفعوا القسم الاكبر منه لسماسرة هذه الرحلات، متخلين عن هوياتهم وجوازات سفرهم .

واورد مراسل "النهار" في عكار ميشال حلاق أن الامين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير بتكليف من الرئيس ميقاتي، وصل عصراً الى نقطة العريضة الحدودية، للوقوف الى جانب الاهالي ومتابعة ملف الفاجعة واستقبال الجثامين.

وفي وقت لم تتضح حتى الان حقيقة أسباب غرق المركب، وصحة ما يقال عن ان القبطان غادره قبل غرقه، وفي انتظار التحقيقات التي تجريها السلطات السورية مع الناجين الذين تتفاوت روايتهم خصوصاً لجهة اجمال عدد المهاجرين الذي يراوح ما بين 120 و170 شخصاً. علماً أن المركب الغارق قبالة الساحل السوري، كان غادر الشاطئ الشمالي فجر الثلثاء الماضي من محلة ضهر الملاحة في بلدة بحنين المنية عند تخوم مخيم نهر البارد، وعلى متنه لبنانيون من طرابلس وعكار وفلسطينيون من مخيم نهر البارد وسوريون من محافظات سورية عدة.
وفي المعطيات ان اول جثة عثر عليها في منطقة المنطار السورية بعد ظهر الخميس، الامر الذي نبه السلطات السورية على كامل شاطئ محافظة طرطوس وجزيرة ارواد الى احتمال غرق احد المراكب خصوصاً انهم لم بتلقوا اي نداء استغاثة.

وكثفت بحرية الجيش السوري وخفر السواحل البحث عن المفقودين، وتطوع عدد كبير من أصحاب مراكب الصيد للمشاركة في الحملة طوال ليل الحميس – الجمعة، بمؤازرة طوافات للجيشين السوري والروسي، وسط استنفار كبير لكامل الاطقم الطبية والتمريضية وسيارات الاسعاف التابعة للهلال الاحمر السوري ولمستشفى الباسل في طرطوس الذي استقبل أكثر من 71 جثة وقرابة 21 ناجيا بينهم امرأة في حالة حرجة.

وتؤكد المعطيات ان عدد الضحايا مرشح للارتفاع بعد مرور اكثر من 48 ساعة على غرق المركب على بعد كيلومترات عدة قبالة جزيرة ارواد، وأن احتمالات العثور على ناجين باتت ضئيلة.

وذكر عدد من اهالي الضحايا ان السلطات السورية استنفرت كل اجهزتها المختصة، وسهلت لهم العبور عبر النقاط الحدودية في العبودية والعريضة الى المستشفى في طرطوس، لتمكينهم من التعرف على ذويهم خصوصاً ان غالبيهم لاتحمل مستندات تعرف عنهم.

وشهدت نقطة العريضة حضور عدد من ابناء عكار وطرابلس ومخيم البارد ، في انتظار احضار جثامين الضحايا، حيث حضرت أيضاً سيارات اسعاف للصليب الاحمر اللبناني.

ضحايا
وفي هذا السياق، نقلت جثتا الطفلتين مي ومايا وسام التلاوي الى بلدتهما القرقف، حيث شيعتا أمس، في حين لاتزال والدتهما سلمى وشقيقاهما محمود وعامر في حكم المفقودين. علما أن والدهما وسام التلاوي يتلقى العلاج في مستشفى الباسل بعد إنقاذه.

ويتردد ان هناك 3 اشخاص من بلدة ببنين قد يكونوا في عداد ركاب المركب، لكن لم يعرف عنهم اي شيء.

كذلك تردد ان علي عكاري وزوجته رباب واطفالهما الأربعة من بلدة وادي الجاموس، هم أيضاً في عداد المفقودين.

ناجون
وهنا اسماء الناجين الـ 21 الذين يخضعون للعلاج في طرطوس:

اللبنانيون فؤاد احمد طليس، وسام التلاوي، زين الدين محمد،

دعاء عبد المولى، جهاد البشلاوي، وصالح احمد رزوق.

السوريون: محمد حسن بلال، حسن تسليج، حميدة تسليج، احمد البكور،
محمود عثمان، رؤى حبوش، راما حبوش، امجد غبو، صالح اركيل، فادي خرفان وخالد حسين بديوي.

الفلسطينيون: محمد اسماعيل وزوجته، عبدلله السعيد، ابرهيم شكري المنصور.
زكريا

وسأل مفتي عكار الشيخ زيد بكار زكريا الذي هالته الفاجعة: "من يقف وراء هذه المراكب وتسييرها؟ لماذا تخرج من الشمال فقط؟ ولماذا أكثر أهلها شماليون؟ ومن هو المشجع والمروج لها؟ ".

وقال: "اذا كان المجرم الأول هم أصحاب المسؤولية الذين حكموا ويحكمون هذه البلاد ويتسلمون زمام أمورها وأوصلوا البلاد إلى ما وصلت إليه، فاننا نتساءل كيف يستجيز مؤمن لنفسه أن يغامر ويجازف بنفسه وأولاده ونسائه، ويعرض حياته وحياتهم للخطر والهلاك في مغامرة غير مضمونة النتائج ولا مأمونة العواقب؟".

واعتبر "أن الظلم الذي يقوم به الحكام جريمة، والمجازفة بركوب هذه الزوارق أيضا جريمة".

طرابلس
وكتب مراسل "النهار" في طرابلس طوني فرنجيه أن المدينة لم تكد تلملم جروحها جراء غرق مركب الهجرة غير الشرعي قبالة جزيرة الارانب في نيسان الماضي، حتى جاءتها المصيبة الثانية من مركب آخر غرق قبالة الساحل السوري، مما زاد نكبتها وفاجعة الاهالي، بحيث عم أهلها الغضب والحزن، على فقدان اطفال ونساء وشباب كل همهم الهرب من الجحيم الاقتصادي والمعيشي الذي يشد على رقابهم، أملاً في غد افضل في أي مكان يرسو فيه مركبهم.
حتى مساء أمس، لم تكن الصورة قد اتضحت في شأن المحصلة النهائية للناجين او الضحايا من ابناء طرابلس، حيث توجه كثيرون الى مستشفى الباسل في طرطوس علهم يجدون من غادرهم حيا او يتعرفون الى جثته.

وافيد في هذا الصدد ان بين ركاب المركب المنكوب مصطفى مستو مع اثنين من اطفاله، وهم من سكان باب الرمل.
غرق المركب وارتفاع اعداد الضحايا، زادا النقمة الطرابلسية على الدولة والمسؤولين ولا سيما منهم وزراء المدينة ونوابها، لاتهامهم باهمال مدينتهم وتركها اشهرا من دون كهرباء ومياه، وسط سموم مكب النفايات، "من دون ان يرف لهم جفن"، كما يقول غير واحد من ابناء المدينة الذين يبررون هجرة لبنان، بسؤال: "شو بدنا نعمل هون، منسافر منوصل او ما منوصل متل بعضها بس منكون طلعنا من جهنم".

قيادة الجيش
وفي سياق مكافحة الاتجار بالبشر، اعلنت مديرية التوجيه في قيادة الجيش أن
"دورية من مديرية المخابرات في طرابلس- الميناء أوقفت بتاريخ 21 /9 /2022، كلاً من المواطنين: (أ. ر)، (م. ر)، (م. م) و(م. غ. م) لوجود سوابق لهم في عمليات التهريب، ولمحاولتهم شراء مركب للقيام لاحقاً بعملية تهريب أشخاص عبر البحر بطريقة غير شرعية، وضُبطت في حوزتهم مسدساً حربياً.

كما أوقفت دورية أخرى من المديرية في محلة دير عمار المواطنين (ع. ر)، (م. ع)، (ب، ع)، (خ. ع) للاشتباه في قيامهم بأعمال التهريب عبر البحر ومراقبة دوريات القوات البحرية.
سُلّمت المضبوطات، وبوشر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص".


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم