الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

هجرة ثائر.... الناشط تيمور جريصاتي لـ"النهار": يستحقُ ولدايْ العيش بأمان

جودي الأسمر
جودي الأسمر
الناشط تيمور جريصاتي في أحد تحركات الثورة.
الناشط تيمور جريصاتي في أحد تحركات الثورة.
A+ A-

لطالما اقترنت أزمنة لبنان بـ"نزيف أدمغة"، إلا أنها اليوم تتشابك مع خسارات ليست أقل مغبّة، حين يهاجر شباب تغييريون خذلهم الأمل. هم عينة من مواطنين تحسسوا كرامتهم في وطن جهيض المقومات فثاروا لأجلها. ثمّ خفضوا ذراعهم ليحزموا الأمتعة ويلوّحوا للأحباء ولساحات رفعوا فيها أصواتهم وسقوف حلم انطلق يوم 17 تشرين. 

 

يحسم الناشط تيمور جريصاتي خياره بالبقاء في فرنسا، بعد مثوله يوم الثلثاء 13 نيسان أمام الشرطة القضائية في ثكنة بربر خازن- فردان، خلال "أسبوع الاستدعاءات" الذي تناول ملفات ثوار ومدونين.

وتأكد في  الحكم براءة تيمور من تهمة "قدح وذم وتهديد ومنع من ممارسة المهنة"، التي وجهها لتيمور ومجموعة من رفاقه وكيل الوزير السابق فادي جريصاتي، المحامي ماجد بويز، في 6 حزيران المنصرم.

لكن الناشط هو أيضاً أب لطفلين، شريف وريشار، وأيّ ألم قد يلحق بأب جراء اقتلاع نفسه عن الوطن، لا يضاهي خطراً سيمس بطفله.

يقول تيمور لـ"النهار": "حزمت أمري لأنّ طفليّ يستحقان العيش بأمان. وبالفعل، انتقلت وأسرتي الى جنوب فرنسا منذ أواخر تموز 2020، بسبب الضائقة الاقتصادية والملفات الفارغة والاستدعاءات التي طاولتني من النيابة العامة التمييزية، وقد لاحقتني أخيراً الى فرنسا. ضقت ذرعاً بالاستدعاء الأخير الذي فاجأني، وقد تقاطع مع عطلة أعياد كنت أخطط لتمضيتها مع أسرتي في لبنان. لكنني أصررت على الإدلاء بإفادتي أمام المحكمة، لأؤكّد تمسّكي بالحقّ، واحتكامي للقضاء والقانون وحده، وبأننا على صواب، وهذا ما اتضح نهاية المطاف".

ويؤكد تيمور تعرّضه ورفاقه مراراً وتكراراً لتهديدات من "أطراف عدة: أحزاب تقليدية، وقوى أمنية نفضل تسميتها بـ"القوى القمعية"، لكن هجرتي تحتكم للظروف الاقتصادية القاهرة التي دفعتني لتأمين مستقبل لطفليّ في الخارج، وحماية أسرتي من أي تهديد".

ويستكمل الناشط عمله في التعهدات الداخلية، المتخصصة في صناعة المفروشات. ولا يزال المعمل موجوداً في لبنان، وصناعته لبنانية "لكنّ لا ضير من فتح فرع في أوروبا،  ما يسمح بنشر وتسويق صناعة لبنانية في الخارج. ولا يحول ذلك دون إفادة موظفين في لبنان وعدم إغلاق باب رزقهم".

ويتوجه تيمور جريصاتي لرموز السياسة وذراعها الأمنية برسالة أولى. يقول "نحن مستمرون بالنضال رغم كل محاولاتكم لإخماد أصواتنا وثورتنا.  ولو أرغمتنا الظروف على السفر خارج البلاد، سنكمل الثورة من حيث نحن، من خلال تحريك كل الأدوات التي نمتلك: الإعلام البديل، التشبيك، مساعدة أهالينا في لبنان"، مضيفاً: "نهايتكم قريبة جداً. وتلاحق المهازل القضائية في الآونة الأخيرة خير دليل على خوفكم من السقوط وتحلل النظام لأنه وشيك".

 

وللثوار وكلّ لبناني مناضل لأنه بقي في البلاد، رسالة "لعدم الاستسلام. لا أنكر أنّ الأولويات الحياتية غيّبت مشاهد الثورة عن الساحات، لكن الشوارع والتظاهرات ليست الوسيلة الوحيدة والأهم للضغط، إذ يتكشف أنّ الأهمّ في هذه المرحلة هو تنمية وعينا السياسي وانفتاحنا على بعضنا بعضا، وصوغ مشروع مشترك تمهيدا للتحضير لانتخابات 2022، مع ما يرافقها من تغير في الوجوه والتراكيب النقابية والاختيارية والبلدية لأنّ معركتنا للتغيير تتناول جميع مؤسسات الدولة على اختلاف هرميتها".

 

وكان جريصاتي قد مثل أولاً، في حزيران الماضي أمام التحقيق بإشارة من النيابة العامة التمييزية، بدعوى التعرض للوزير السابق فادي جريصاتي والنائب إدي معلوف، على خلفية تصويره مواجهة ناشطين مع جريصاتي ومعلوف، في أحد المطاعم، خلال فترة ملاحقة الناشطين السياسيين لطردهم من الأماكن العامة. وشملت الدعوى كذلك الناشط جينو رعيدي المتواجد في نيويورك منذ تموز 2020.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم