إعلان

الرياح التغييرية من منظار شباب لبنان

المصدر: رفقا عطا الله
صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
A+ A-

سأسمح لنفسي بالتحدّث باسم أبناء جيلي الذين لم يبلغوا السنّ القانونيّة للاقتراع. هذا الأمر في غاية الأهمية. نحن جيل تشكّل وعينا السياسي بفضل ثورة السابع عشر من تشرين الثاني. ربّما أغلبنا لم يكن ينتمي إلى الأحزاب التقليديّة، ولم نكن من مؤيّديها. وفي حال كانت هذه الأحزاب تمثّلنا في السابق، فهي لم تعد تمثّلنا اليوم. لا ثقة لدى هذه الأغلبيّة الشبابية الواعية بكلّ ما هو تقليديّ في وطننا لبنان. نحن شريحة تمثّل بالطبع ثقلًا تغييرًا، كان ليزيد من الرياح التغييرية لو تمّ تعديل السنّ القانونيّة للاقتراع. متابعة الانتخابات من بعيد تختلف كليًا عن المشاركة الفعلية فيها. كان لا بدّ لحماسنا للتغيير من أن ينعكس في صناديق الاقتراع. لا نريد أن نراقب المشهد الانتخابي فقط. نريد المشاركة في صناعة قرار بلادنا.

مشاعرنا يوم الخامس عشر من أيار اختلط تفاؤلها بتشاؤمها. نأمل في التغيير إلا أن تحقيقه ليس بالأمر السهل. لن تقف الأحزاب التقليدية مكتوفة الأيدي أمام من أتى ليسحب البساط الذي كان لوقت طويل ملكها هي وحدها.  هذا كان في السابق، أما اليوم فقد أصبح للثورة ممثلون في داخل البرلمان. أتى النصر. أتت ثورة السابع عشر من تشرين بثمارها.

صحيح أنّ الفرحة لم تعد تسعنا بعد فوز من يمثل تطلّعاتنا، ومن يشاركنا رؤيتنا إلى لبنان الغد، إلا أن لحظات النصر تلك الممتدّة على يومين، سبقتها ساعات من التوتر. نعم، خيّم التوتر على يومي الأحد والإثنين. كان بمثابة الشرارة التي توقد في داخلنا مشاعر النّصر مع كلّ إعلان لفوز مرشّح تغييريّ من أقصى الشّمال إلى أقصى الجنوب.

بعد أن سيطر التشاؤم جراء تدنّي نسبة المشاركة في الانتخابات النيابية نهارًا حتى إقفال صناديق الاقتراع، ما لبث التفائل أن عاد ليحلّ مع بداية صدور النتائج الأوليّة التي أخذت تنبئ بخرق قوى التغيير لمقاعد الأحزاب التقليديّة.

لحظات النصر تلك تُشبه لحظات فوز المستقلّين في كلٍّ من نقابة المحامين ونقابة المهندسين، ولحظات الفوز التي شهدتها الانتخابات الطالبية في الجامعات الخاصة. تراكمت هذه اللحظات إلى أن وصلنا إلى أهمّ استحقاق ألا وهو استحقاق الانتخابات النيابية. هنا بات مصطلح "خرق" من أجمل المصطلحات في اللغة العربية.

إن دلّت النتائج على أمر فلن تدلّ سوى على إصرار الشعب اللبناني على التغيير. اليوم نطوي صفحة الاستحقاق النيابي صاحب المفاجآت المدويّة للسلطة، ونفتح صفحةً جديدةً في تاريخ وطننا.    

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم