السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

دانيا لا تستلم: حولت المطبخ الى عمل خاص لتصنع الكاتو "الايجابية مفتاح نجاحي... تعبنا من الدراما"

جودي الأسمر
جودي الأسمر
دانيا الحاج علي.
دانيا الحاج علي.
A+ A-

سرعان ما تلتقط العين طفولة مستقرة على ملامح دانيا، المنهمكة في مطبخها The Baking Room  بإعداد الكاتو. تبيع منتوجها عبر انستغرام الذي يصلها بآلاف المتابعين، قبل أن يتحولوا لزبائن يدمنون الطعم والشكل.

"مرحبا، أنا دانيا، مهندسة تصميم داخلي. بدأت بخبز الحلوى منذ سن الثامنة ولم أتوقف" تعريف تركته ابنة الـ25 عامًا على صفحتها.

 
 
 

 

من أحد تفرعات شارع عزمي في طرابلس حيث تقيم دانيا الحاج علي مع أبويها وشقيقتها، دخلت "النهار" كواليس الشابة التي تنتمي لطبقة وسطى تنازع لبقائها داخل الأزمات المتلاطمة في لبنان. إلا أنّ دانيا لا تزال تسبح عكس التيار. وسط الانحدارات التي تجرف الشباب الى شعور بالعجز، تصب دانيا تركيزها على نقاط قوتها لتصنع واقعًا أفضل، فنحن "لا نملك سوى الأمل والعزيمة".

 
 
 

تعترف بلعنة الدولار، لكنها راضية بما تجنيه، لأنه يساعدها في "مواصلة العمل، ومصروف الجيب، وادخار ما بقي للسفر في العطلة". إمتنانها الذي يطابق مقولة "بالشكر تدوم النعم"، حوّل لعنة الدولار الى "فرصة" زبون أتاها بموقف طريف "أعطاني 200 دولار وطلب أن أجد حيلة لوضعها في قطعة cupcake هدية."

 
 

 

تعتقد دانيا أن الناس تعبت الدراما، و"أنا لست ملكة الدراما. حين ترتفع الأسعار أتجنب الشكوى والتذمر على مواقع التواصل. أؤمن أن الايجابية مفتاح النجاح".

زبائنها يتزايدون برغم تحليق الدولار. استثناء ولكنه "حقا مفرح".

تعتني دانيا بتفاصيل كل طلب، "أناقة التوضيب ضرورية. أرسله ممهورا باسم الزبون وعبارة لطيفة فيشعر باهتمام خاص".

 
 

 

بيد يوحي ثباتها بثقة راكمها التمرس، تخلط دانيا مكونات البراونيز بالنوتيلا الذي أثبت أنه "المنتج الاكثر مبيعا"، داخل مكنة كهربائية "كانت هدية والديّ منذ ثلاث سنوات. حينها قررت المبادرة بعملي الخاص. دعمتني أمي منذ كنت تلميذة ثالث ابتدائي، حين تابعت باهتمام حصص "التدبير المنزلي" مع معلمتي فضيلة ذوق التي امتن لها جدا. ثم منحتني أمي الثقة بالدخول لمطبخنا وتنمية هوايتي".

 
 
 

تقف دانيا أمام طاولتها المزينة بالزنبق الملون والأزهار البرية، هذه الأخيرة تفضّلها لتزيين قوالب الحلوى التي كونت حولها مفهوما لا تتخلى عنه "قالب الحلوى مستدير الشكل، صنع في المنزل، تغلفه كريما شهية وربما حبيبات السكر الملوّن. لاحظت عودة الناس لهذا المفهوم التقليدي بعدما انتشر الكاتو على شكل مجسمات مكسوة بعجينة ليست دائمًا شهية"، مع إيمانها بأنّ التميز "لا يهادن على جودته ولا مضمونه".

 

المطبخ الذي تعتبره الأمهات "مملكة خاصة"، تستثمره دانيا للتحايل على عدم قدرتها المادية في الاستقلال بمطبخ، خطوتها المقبلة خلال خمس سنوات " أستفيق عند السابعة صباحا كحد أقصى، فأنهي عملي عند الـ12 ظهرا. أتقاسم المساحة بالمناوبة مع أمي".

 

 أعادت دانيا تشكيل مطبخ المنزل لا مهامه فقط، حيث مازجت الديكور بين القديم Vintage والحديث، مكرّسة كل حدود مهاراتها.

 تضحك خريجة معهد Alba في جامعة البلمند خاتمة "أنهيت الماسترز سنة 2020. ليست سنة الحظ، فاجأنا كورونا والدولار"، ثم تستدرك "لا، أعتبر نفسي محظوظة لأنني تخرجت. ولأنني أواصل عملي الخاص منذ سنتين. هذه فقط بداية الطريق".

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم