الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

هل ما حصل في طرابلس "تنفيسة" غضب أم مخطط "ناري"؟

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
من نهار طرابلس الناري أمس.
من نهار طرابلس الناري أمس.
A+ A-
ما يخشاه اللبنانيون، وما حذرت منه دول، عاش لبنان في الأمس جزءاً من مشاهده، فقد ترجمت الأزمات التي يمرّ بها البلد انفلاتاً أمنياً في طرابلس، فالوضع الاقتصادي الصعب، والبطالة التي تستشري بين الشباب، وعدم القدرة على تأمين الطعام والدواء وفاتورة الاستشفاء، كل ذلك كاد أن يوصل إلى ما لا تُحمد عقباه... الغضب من الوضع تُرجم أمس في صورة مسلّحين مدجّجين بالذخيرة، خرجوا إلى الشوارع، أطلقوا النار وتواجهوا مع الجيش الذي تمكّن في النهاية من ضبط الوضع.
 
قبل أن تعصف الأزمات بلبنان لم يكن وضع طرابلس وعكار بخير، فالفقر تسلّل إلى معظم البيوت، فكيف الآن مع الارتفاع الجنوني لأسعار السلع والخدمات كافّة؟ الضغط على الشبان كبير، لكن الفيديوات المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي أعادت إلى الأذهان جولات العنف التي سبق أن شهدتها طرابلس وتحويل المدينة صندوق بريد رسائله نارية لتصفية الحسابات السياسية.


"فشة خلق"
لا يمكن انكار أن السلاح منتشر بين أيدي المواطنين في كلّ لبنان، إلا أنه أصبح أكثر خطورة اليوم بعد تدهور الأوضاع على مختلف الصعد، وعمّا حصل في طرابلس أمس، اعتبر وزير الداخلية والبلديات محمد فهمي في حديث لـ"النهار" أنه "فشّة خلق من قبل المواطنين"، مشيراً إلى أنه "لا نريد أن يهدر دم من أيّ طرف، نفّست وقد قام الجيش بخطوة جميلة جداً تمثلت باحتضانه غضب الشارع ومعالجة الأمر على قاعدة تفضيل السيء على الأسوأ، أي أنه تمت معالجة الموضوع بطريقة إنسانية نظراً للوضع الاقتصادي الراهن"، مشدداً ومكرراً مرات عدّة: "الله يعين الناس".


كيفية التخلص من ثقافة السلاح
وعن ظاهرة انتشار السلاح بين أيدي المواطنين في لبنان قال فهمي إنه "موضوع قديم متجذر، ومعالجته لا تتمّ على مستوى وزارة الداخلية فقط بل على مستوى الحكومة مجتمعة".

وعمّا إذا كنا سنشهد يوماً يُسحب فيه السلاح المتفلت، أجاب فهمي: "هناك فلتان للسلاح بشكل غير طبيعي والأمر يعود إلى سنوات طويلة، فهذه ثقافة موجودة لدى اللبنانيين، وللانتهاء من ذلك يجب اتخاذ قرار واضح وصريح كما حصل سنة 1983 حين نزل الجيش بقرار من الحكومة، يومها بدأ الناس برمي أسلحتهم في حاويات النفايات، وإن شاء الله نشهد الأمر نفسه يوماً ما، لكن الآن لا يمكن تنفيذ ذلك". 


تحذيرات متكررة... الاحتمالات مفتوحة
سبق أن حذر النائب السابق مصطفى علوش لـ"النهار" من أنّ "طرابلس هي الخاصرة الرخوة وقدرة ناسها على التعبير عن ذاتهم قد تصل إلى العنف واستخدام السلاح في أي لحظة"، مضيفاً: "ما تحدّثت عنه سابقاً يحصل الآن، والمشكلة أنه لا يمكننا معرفة ما إذا كان هناك عناصر مندسّة وطابور خامس، إلّا أنّ القوى الأمنية باستطاعتها كشف ذلك".

ما حصل في طرابلس كما قال علوش "تعبير عن ضيق الصدر واليأس من أي حلول مطروحة"، مؤكداً أنّ "إطلاق الرصاص هو ضرر إضافي على الناس، كما أن المواجهة مع القوى الأمنية مسألة خطرة جداً على المدينة وأهلها". وشدّد على أنه في ظلّ الغياب الجدّي السياسي والاقتصادي والاجتماعي الاحتمالات المفتوحة على كل شيء.


مخطط ناري
الوزير السابق أشرف ريفي اتّهم في بيان وقوف "حزب الله" وراء ما حصل، مؤكداً أنه بحسب تقارير وصلته، "يخطّط (الحزب) لإرباك الوضع في طرابلس من خلال شيطنة المدينة ومدّ عملائه بالسلاح والذخيرة والمال، سعياً ولو وهماً، للإمساك بطرابلس عبر مجموعاتٍ من المرتزقة فيما يُسمى بـ(سرايا المقاومة) التي زرعها في المدينة وعبر حلفائه وبالتعاون مع بعض المخبرين وأيتام النظام السوري لمحاولة الإستيلاء على الساحة الطرابلسية"، ولفت إلى أنّ "المحاولة قد تنطلق من الوضع المعيشي والمطلبي، لتُترجم أعمال فوضى وعنف".
 
المؤكد أن ما جرى في الأمس دقّ ناقوس الخطر، فلبنان جميعه يقبع على فوهة بركان، لا أحد يعلم متى ينفجر!
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم